اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الصراع بين الجزائر والمغرب بلغ مستويات قياسية منذ نوفمبر 2013

كتب بواسطة : futurosahara on 13‏/08‏/2014 | الأربعاء, أغسطس 13, 2014

 لم تعد العلاقات الجزائرية المغربية متوترة فحسب، بل صار الصراع بين الحكومتين مزمنا، مثلما مر على غلق الحدود البرية ردح من الزمن، وبات رفض الجزائر فتحها، مشكلة مغربية دائمة، تعلق عليها شماعة فشل تقول إنه مغاربي، وتحمّل الجزائر، في كل مرة، مسؤوليته، لنقل عداء كل الدول المغاربية تجاه الجزائر.
التصعيد اللافت في العلاقات الجزائرية المغربية، خلال العامين الأخيرين، بدأ بالحادثة الخطيرة التي أساءت للجزائر بالاعتداء على القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء في الفاتح من نوفمبر 2013، وإنزال العلم الجزائري من أعلى القنصلية من قبل المسمى “حميد النعناع” المنخرط في تنظيم “الشبيبة الملكية”، الحادثة التي أثارت غضب الجزائريين شعبا وحكومة، اعتبرتها الرباط “منعزلة”، ورفضت إشراك الجزائر في التحقيق بشأنها، وانفردت الرباط بالتحقيق دون إعلان ما توصلت إليه إلى الآن، رغم حبس المعتدي “ظاهريا” لأيام قبل إطلاق سراحه، بينما كان يكفي للجزائري، أن في الأمر “تمثيلية” بمجرد ما كيفت العدالة المغربية الحادثة ضمن “اقتحام مسكن”.
الحادثة كانت بمثابة رد فعل هستيري، إزاء الرسالة التي وجهها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى مؤتمر لدعم البوليساريو الذي كانت تجري أشغاله في عاصمة نيجيريا أبوجا، والتي طالب فيها بضرورة تولي الأمم المتحدة مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وأثارت رسالة بوتفليقة حفيظة نظام المخزن، الذي عزا إلى وسائل إعلامه التهجم على الجزائر، بطريقة هستيرية، موسومة بعداء، رغم اتهامه الجزائر بالتمسك بعداء منذ 1994، حينما غلقت الرباط حدودها البرية، بقرار انفرادي، وحاليا، تحمّل الجزائر مسؤولية فشل الاتحاد المغربي، والسبب الذي تسوقه “رفض فتح الحدود”.
ودوما، الرباط تبادر بالحروب الدبلوماسية مع الجزائر، وقبل 20 سنة، اعتبرت الرباط أن غلق الحدود كان قرارا سياديا، لكنها لا تعترف بالقرار السيادي الجزائري الذي يؤكد على أن قضية فتح الحدود يجب أن تطرح ضمن سياق تفاهم لا يستثني أي قضية، ما فهمه المغاربة أن الأمر يتعلق بالصحراء الغربية، ولم تفهم ذلك، حسب الظاهر، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المغربي، امباركة بوعيدة، التي انتقدت الجزائر، الشهر المنصرم، أمام نواب البرلمان، على خلفية مواقفها من القضية الصحراوية، مطالبة إياها بالاعتراف بدورها “الرئيس” في القضية، مثلما قالت، كما اتهمت الجزائر من غير مناسبة، بعرقلة الوحدة المغاربية التي قالت إن المغرب يسعى لبنائها.
ويعكس التهجم المغربي على الجزائر تخبط تعلله خطابات مسؤولين مغاربة بمناسبة وبغير مناسبة، والواضح هذه المرة، أن قرب تقديم المبعوث الأممي للصحراء الغربية، لتقريره للهيئة الأممية، يثير في مسؤولي المخزن القلق والخوف، من موقف مرتقب من قبل هيئة بان كي مون، بخصوص استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.
 ولم تبلغ طاقة “الصبر” لدى المخرن كثيرا، بعد تصريح هذه الوزيرة، حتى أضاف زميلها وزير الخارجية والتعاون المغاربي، صلاح الدين مزوار، تهجما آخر على الجزائر، الذي قال هو الآخر، إن الجزائر “تتحمّل المسؤولية في فشل الاتحاد المغاربي”، وكذلك تحميل الجزائر مسؤولية “الانسداد في تسوية النزاع الصحراوي”، في تصريح مطلع شهر أوت الجاري، وتهجم الوزير المغربي، لثاني مرة على الجزائر، بعد تصريحاته منتصف شهر جويلية المنصرم، حول تعيين ما وصفه مبعوثا باسم الاتحاد الإفريقي لمبعوث الصحراء الغربية “محسوب على الجزائر”.
واللافت أنه خلال نفس الفترة، اتهم المغربي سمير بنيس، المستشار الدبلوماسي بمنظمة الأمم المتحدة، الجزائر كونها وراء تأزم العلاقة بين المغرب وفرنسا، وقال إن الجزائر تبني “فخا يحبك لتعكير صفو العلاقات بين المغرب وفرنسا”.
وإن لم ترد الجزائر على هذا التصريح، إلا أن تصريحات مزوار كان لابد من أن تلقى ردا، وقد عبرت عنه وزارة الخارجية بالقول إن العلاقات الجزائرية المغربية وبناء الصرح المغاربي يعانيان من “إستراتيجية التوتر” و”سياسة القطيعة” التي يمارسها المغرب “ببراعة”.