اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الخلط في المفاهيم وشخصنة الوطن / بقلم : مولاي آبا بوزيد

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/08‏/2011 | الثلاثاء, أغسطس 02, 2011

أهم ما خرجت به الندوة ( الشخصية) لسياسات الشباب هو جعل الفساد مرادفا للتحرير ، فمَن نبَذً الفساد فقد نبذ التحرير ، و من أراد التحرير فعليه آن يقبل بالفساد ، وكلمة الفاسدون تعني الأحرار، والوطن هو (مجموعة أشخاص). نعم أشخاص بلغ بهم غرورهم إلى اختزال الوطن في أشخاصهم الفاسدة ، هذا ما تمخضت عنه ندوة الداخلة و هو نتيجة لأكثر من خمسة و ثلاثون عاما من الخلط في المصطلحات و مزجها و تزاوجها و تهجينها و تسمية الأشياء بمسميات أخرى و هكذا أصبح الفساد تحريرا و القبلية وحدة و التقاعس نضال و الإصلاح انفصالا و الوطن مجرد شخص  .  
إن نظامنا الفاسد من حرصه على تشريع الفساد جعل التحرير عنوانا للندوة و نظر للأول على انه جزء لا يتجزأ من هذا الأخير ، و تعاقب الخطباء على المنصة للتأكيد على ترادف هذان المصطلحان بما في  الخطباء قادة و أمناء و مدراء و صفاقتهم و حزاريهم واجمعوا على شخصنة الوطن ،إلى هذه الدرجة من الاستخفاف بالعقول وصل نظامنا بل تمادى في جعل بعض  الرموز الوطنية بمفكريها و مناضليها و مثقفيها تتبنى هذا الطرح حرصا على وظائف أو مناصب أو امتيازات يتلقاها هؤلاء من النظام مقابل ما يؤدوه من خلط في المفاهيم وتجرد من المسئولية .
وأن يطبق القانون على أساس قبلي بامتيازات قانونية تمنح حسب قوة القبيلة ، و أن توزع المناصب و العلاوات والأموال بالقبلية ويكون ذلك وحدة ، وأن يعيش المواطن في كنف القبيلة بدل الشعب والدولة ويكون تحت رحمة وحماية وزير القبيلة و شيخها وأزلامهم هذه هي الوحدة الوطنية.
والتقاعس نضال ومجد يجب الحفاظ عليه وعشرين عاما من التقهقر تسمى عقدين من الانتصارات.
والصبر هو البحبوحة ، والصابرون هم من يحصلون على أحدث السيارات و أفخم البنايات و ملايين الدولارات ورعاية صحية في احدث مستشفيات العالم و لاستكمال شروط الصبر لابد من امتلاك  قطعان الإبل و الأغنام ولابد لهذه القطعان أن تكون صابرة كصاحبها لها سيارات وصهاريج و رعاة مهرة وطبيب بيطري ماهر، فكم سيكون المواطن محظوظا لو حصل على الخدمات التي يقدمها قادتنا لقطعان أغنامهم و إبلهم ؟ فعلى الأقل سيتقي العطش صيفا.               
وكمواطنين إن سلمنا بهذا التنظير فكيف سنحمي وطننا (الأشخاص) من ملك الموت ؟ وهل فعلا قضيتنا العادلة التي دفعنا ثمنها من فلذات الأكباد لا تعدوا كونها أشخاص وستنتهي بانتهائهم ونصبح شعبا بلا قضية ؟ بعد أن كانت  القضية  خير عزاء لنا في الوطن المسلوب ، فلا يمكننا رفع الرؤوس ونحن بلا وطن إلا لأننا أصحاب قضية .      
والجزائر تلك الجارة التي بذلت الغالي و النفيس من اجل هذا الشعب وعودته إلى دياره ، الجزائر التي دعمت تقرير المصير في جنوب السودان وكوسوفو وغيرهم فما بالك بالشعوب الجارة ، الجزائر التي ضربت و تضرب عرض الحائط بكل مصالحها الدولية إذا ما تعارضت هذه المصالح مع تقرير مصيرنا ، كل هذه التضحيات التي تقدمها الجزائر للشعب الصحراوي خرجوا اليوم ليقولوا لنا هذا قُدم لكم  بسمنا وسينتهي متى أردنا إنهائه ، أيعقل هذا ؟ مستهترون يظنون أنهم قادرون على إقناعنا أن الجزائر لم تقدم لنا شيء بل قدمت ما قدمت لسواد عيونهم ، بعد شخصنة الوطن وشخصنة تضحيات الشعوب الصديقة فلا تستبعدوا أن يكون شعار المؤتمر القادم ( كل القيادة أو الشهادة ).

0 التعليقات: