اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الديمقراطية ترف غير ثوري .... والإستبداد فيه شفاء للناس ؟؟؟؟ / أحمد بادي محمد سالم

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/08‏/2011 | الثلاثاء, أغسطس 02, 2011

أولى خُلاصات وإستنتاجات مركز الساقية الحمراء للدراسات الإستراتيجية التي نشرها على صفحات إعلام العدو بعد دراسة مستفيضة لواقع حركة التحرير تؤكد أن الديمقراطية الشعبية بدعة غير ثورية تثبط عزائم الشعوب الثائرة  وتحيد بها عن هدفها المنشود وبعبارة أدق الديمقراطية ترف تنغمس فيه الشعوب يؤدي بها الى الهاوية .  يشبه مركز الساقية الحمراء للدراسات الإستراتيجية مفاعلات الأبحاث النووية في عالمنا العربي التي تجاور المواطن دون ان يراها قبل أن تدمرها الآلة الإسرائيلية في غارة ليلية خاطفة أو يمنحها الزعيم للإمبرياليين  هدية مقابل ضمان ديمومة كرسيه ’  وذلك   لسرية نشاطاته وصعوبة معرفة الكثير من تفاصيل نشأته وغموض مصاريف الميزانية التي يبني عليها خطط أبحاثه ومع كل هذا  يفاجئنا المركز النموذج بهذا الإكتشاف الباهر .
الترف غير الثوري الذي يسمى ديمقراطية بحسب المركز إنما هو معول هدم لايليق بمقامات الثوار وهاماتهم العالية ولا بمصائر الشعوب التواقة للإنعتاق  , كيف بالله عليكم ؟!  ينزل الثوري من برجه العاجي كي يقبِّل أوجه الشعب ويترجاه المغفرة  ومنحه كرسي الولاية بالتشريف الذي يدعى جزافا إختيار القاعدة لممثلييها الشرعيين مدام أنه الملهم الوحيد والوصي المؤتمن على مسار الثورة والبقية مجرد قطيع يتبع الزعيم ولو الى جحر ضب !!  
مصائب الشعوب المغلوب على امرها ليس في فساد النظام وكساد أفكار طقمته وإنما في حمية المثقفين الملكيين أكثر من الملك , يذهب هؤلاء مفقوعين أو زاهدين في نعيم سنوات السلم الزاخر تلقاء البحر والمحيط وجزر الواق واق  ثم يعودون أكثر ولاء كمن به مس من الشوق لأيام العز والهناء , يجاورون الديمقراطية ويكتشفون مزاياه الكثيرة ثم يرجعون وقد  تجسد فيهم المثل الشعبي  "شاف ازراڤو ماظاڤو " .
بحسب أبنائنا الذين هاجروا بعدما اطلعتهم " القدرة العاتنة"  على إفلاس النظام حتى في سنوات تماسك أطرافه التليدة فإن الديمقراطية لعبة وقت ضائع  لاتليق بمن يريد الحرية . ففي مسار الثورة لايوجد وقت للإنتظار حتى بعد أكثر من  عقدين من الجمود  .
 مدام الوقت ثمين  في مسار الثورات فإنه   يصح وبالرجوع الى صلب دراسة مركز الساقية الحمراء  القول  أن لاوقت لترف من قبيل الإنتخابات النزيهة التي تتطلب وقتا وتُكلِّف جهدا  وتستلزم بالضرورة اوجود برنامجا سياسيا يقدَّم للقاعدة  كي تختار مرشحها الذي تريد .  ثم مامصلحة الشعب في التناطح حول كرسيء فارغ في أرض جرداء كل  أربع سنوات ؟!  . يعرف المركز أشكال القيادة التي تحكمنا ولذلك ربما تكون خُلاصات دراسته تلك  منطقية بالنظر للعينة التي إختار  . خذ مثلا  فئران تجارب ثورية وضعها تحت المجهر أكثر من ثلاثين سنة وفي درجة حرارة عالية وبأرض جرداء منفية مع حَقنِها بمصل "اللي كان يكتل ماتلى إيحشم"  ستدرك إن الجهد الذي قضاه المركز في الدراسة لم يكن عبثا . صدق المركز إذن  وأصابت الدراسة !!
تصيب بكتيريا الديمقراطية المجتمعات التي تكثر فيها مستنقعات تسمى مراكز الأبحاث وأوحال تدعى مجتمع مدني بأحزابه وهيئاته وترف غير ثوري يطلق عليه صحافة حرة لذا عادة ماتكون الشعوب الديمقراطية الأكثر جهلا بمقامات رجالاتها الثوريين . في فرنسا مثلا لاتضاهي شهرة برج إيفل  نضالات الجنرال ديغول . في الصين كذلك الشهرة للسور العظيم لا لزحف ماو تسو تينغ الشهير . في روسيا البلشفية يغطي الثلج عطاءات لينين . فأنظر أين تقع هذه الدول إنها في الحضيض التكنولوجي والعلمي والاخلاقي ,أعاذ الله ثورتنا من داء الديمقراطية الغشيم .
الشفاء الكافي  في وسط هذا الطاعون المنتشر بسيط وبين ايدينا علِمه من علِمه وجهِله من جهِله ومع ذلك فإن المركز لم يبخل علينا بتقديمه كوصفة جاهزة لمن ألقى السمع أو كان بصير فالبديل عن الديمقراطية ليس أعور ولامجهول إنه الإستبداد العظيم .  في كل ثوراث الشعوب على ظهر هذه البسيطة لاتظهر سوى بصمة الزعيم الخالد والواحد أو بقية رفقاء تسمى مجلس قيادة الثورة أو ترتقي بها السنوات الى اللجنة التنفيذية ثم يصعد المنحنى الى الأمانة ثم يعود الى مركزة السلطات في يد رجل واحد حينها  تنتعش إرادة الشعوب وتتوحد اهدافها وينطلق الجميع نحو الهدف المنشود برأس واحد وفكر واحد وحتى بندقية واحدة لقنص العدو .
مع الإستبداد يصبح مسار الثورة فرض كفاية لايتلظىء بشظايا جمره سوى الثوريين الأفذاذ من قبيل الإطارات الوفية والقيادة الشرعية التي واكبت الأمر منذ فجر التأسيس  وبهذه الصورة يصبح الإستبداد شفاء للناس من سقم النضال الطويل ,,لتنام الشعوب  حتى تأتيها القيادات الثورية بهدية الإستقلال ولو بعد قرون فعمر الثورات لايقاس بعدد  مادامت النتيجة ستكون النصر الأكيد لا المنفى الطويل .
لم ينعم الكثير من أبناء  الشعب الصحراوي برحالات طويلة الى بقاع العالم لذلك لايرون  من الديمقراطية إلا الصورة التي ظاهرها التميز وباطنها بحسب مركز الساقية الحمراء ترف لايفيد الثورة في شيء . ولأن جل القاعدة فاقدة "لسن لعقل " بالمصطلح العامي  ولايدرك عمق الأشياء كفى الله الصحراويين شر التفكير في مصير قضيتهم مدامنا نملك قيادة حريصة على الهم العام  وبأيديها مفاتيح الخير كله .
وبهذا تكون الديمقراطية متعة لاطائل من ورائها ,أما الإستبداد ففيه للقضية نصر  ولو بعد حين وللقيادة الخلود الأبدي . ومزيد من الفتح لقراءة المستقبل بعيون مركز الساقية الحمراء لدراسة ماوراء أفق منفانا السرمدي.

0 التعليقات: