اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لنغير أنفسنا أولا

كتب بواسطة : futurosahara on 08‏/12‏/2011 | الخميس, ديسمبر 08, 2011

اسلامه الناجم
لماذا رغم النضج السياسي النسبي للمجتمع الصحراوي مازلنا نشكو من الفساد ولا نبادر للإصلاح إلا بالصوت ، نحن الآن ندخل حقبة تودعها الشعوب العربية من غير أسف وهي الحقبة التي نعتت فيها هذه الشعوب بالظاهرة الصوتية ، هم الآن يبادرون في ميدان التحرير المصري وشارع بورقيبة التونسي و تعز اليمنية ودرعا السورية وساحة اللؤلؤة البحرينية وشوارع وأزقة المدن المغربية.
 لقد أصبحنا نحن الصحراويون اصواتا تصرخ مطالبة بالتغيير دون أن نقدم نتائج ملموسة أو نضع خارطة طريق للتغيير السلمي نحو الأفضل للشعب وللوطن والاهم الوفاء للشهداء ، "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " أية نتلوها و آباؤنا منذ خمسة عشر قرنا دون أن ندقق في المعنى ونكتفي بالدعاء بالصلاح لولاة الأمر أو بالدعاء عليهم ثم نحتار لماذا لا تحدث الاستجابة، ونغفل عن تدبر الآية الصريحة، وهو خطا وقع فيه الأشقاء قبلنا وهم الذين يمتلكون من الصحف والقنوات والكوادر و الاكادميين ما يتجاوز عدد شعبنا إذا اجتمع من شتاته ، وطالبوا بالتغيير منذ عشرات السنين دون جدوى الى ان وقف الشباب بالميادين وبدأ تاريخ آخر وعصر جديد ، وكان الأوروبيون والأمريكيون اسبق الى هذه التجربة ، فما ينعمون به الآن من استقرار ورفاه هو نتيجة مخاض عسير وعنيف في بعض الأحيان كالثورة الفرنسية ، ومن ثم جاءت نظريات الحكم واستقامت الشعوب على عقد اجتماعي ينظم العلاقات في ما بينها ويضبط التوازن ويعصم من التفريط والإفراط وفهم الجميع قواعد اللعبة والتزم بها.
هل نظن نحن الصحراويون أن حديثنا في الندوات السياسية والاجتماعات الأخرى والكتابة في " المستقبل " أو غيرها ونقد القيادة و فسادها كاف لا و ألف لا فمهما علت النبرة او تطرفت او اعتدلت فليس هذا من موجبات التغيير ولو تحدثنا وبكل جرأة ألف سنة ، لان الفعل لا يراكم والتجربة لا تثرى، ولأنه في الأخير الكل يغني على ليلاه او معظمنا على الاقل ! فيجب ان نعترف باننا قبليون مازلنا واننا عاطفيون ايضا وطيبون جدا الى حد السذاجة ونلدغ - ونحن مؤمنون- من ذات الجحر ألف مرة، ومن سذاجتنا أننا نخلط بين السماحة والتفريط في حقنا ، وبين العفو والاعفاء وبين التوكل والاتكال، مازال شبابنا تثنيه الكلمة الطيبة المخادعة وتصرفه عما بين يديه من مشاريع قد تكون مجدية جدا للقضية او للشعب او لكليهما، لازال آباؤنا و أمهاتنا يثقون ثقة عمياء في قيادة لم يستوعبوا بعد انها صارت جزء من مشاكلنا العديدة والتي على رأسها الاستعمار الاستيطاني المغربي لوطننا، واللجوء السرمدي والتهجير القسري ، مازلنا نرى الظلم البين في مؤسساتنا وتعسف الوزير أو غيره في حق بعضنا ونصمت ونكتفي بعبارات استنكار خجولة ولو وقفنا وقفة رجل واحد أمام أي موظف مهما علت رتبته وقلنا له كفى استهتارا بنا وكفى عبثا بمصيرنا وكفى نهبا لمؤسستنا وووووووو لكنا أفضل حالا ولفكر بعدها كثيرا قبل أي أن يقدم على أي فعل غير قانوني أو غير أخلاقي.
انتقدنا جميعا -عن حق- هذه القيادة وفسادها وانتهاء صلاحيتها ، لكننا نحن من يعيد دائما انتخابها ونحن من يزكيها دائما عند كل منعطف أو أي استحقاق وهي صارت خبيرة بنفسيتنا ما يرضينا وما يغضبنا وصارت تعرف أثمان معظمنا بعضنا يساوى تأشيرة وبعضنا سيارة والآخر أمنية وهذا وزارة وذاك سفارة ولهؤلاء العصا.


 نخادع أنفسنا بان ما قلناه كفيل بإحداث التغيير الذي ننشد في المؤتمر القادم , ونغمض العين عن كيفية تشكيل لجنته التحضيرية وعن باقي المقدمات المؤدية لذات النتيجة.

لن يحدث التغيير بالأماني فقط ، ولن يحدث بلحظات غضب متقطعة غير مؤطرة ، لن يحدث ونحن نتنفس بالولاء القبلي ، لن يحدث ما دامت القبيلة اكبر من الوطن ومن الشعب ، لن يحدث مادمنا نغضب للأشياء الصغيرة والتافهة ونرضى أو نعفو أن تعطف القائد وأسهمنا قليلا من أموال الصدقات.

سينجلي غبار المؤتمر القادم عن ذات الوجوه ، وسنجتر سنوات أخرى بذات الموال وهكذا دواليك حتى تضيع الأرض بفعل الاحتلال الذي يرسخ أقدامه يوما بعد آخر ، ونضيع نحن أشتاتا في ارض الله أو ارض النصارى.



هذا السيناريو المرعب ليس قدرا محتوما علينا بل يمكن تغييره لو أردنا وخرجنا من ظاهرة الصوت الممزوج بالنفاق عند البعض وبالمزايدة عند آخر وتخلينا عن طموحات الصغيرة الى ساحة الفعل الايجابي ساعتها ستكون العيون المحتلة وباقي أرضنا الحبيبة اقرب إلينا من حبل الوريد.