اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

مقالات

احوال الطقس بالعيون المحتلة

المستقبل على الفيسبوك

من كرسي الحكم إلى سرير المحكمة / بقلم: سعيد البيلال

كتب بواسطة : futurosahara on 06‏/08‏/2011 | السبت, أغسطس 06, 2011

كان مشهدا لا يصدق ذاك الذي شهدناه بأم أعيننا يوم أمس، الرئيس المصري المخلوع - بقوة الثورة-  الذي امتطى صهوة كرسي الحكم بأرض الكنانة لأزيد من ثلاثة عقود يدلف قفص الاتهام بقاعة المحكمة على سرير متحرك، من كان يتصور أن حاكما عربيا مستبدا تربع على عرش أكبر دولة بوليسية عربية ومشرقية يمكن أن تكون نهايته كهذه...؟ أن تنحدر به الأقدار إلى هذا المستوى..؟ أن يساق مهانا إلى أكاديمية الشرطة التي كان ينفش فيها ريشه زهوا واحتفالا بعيد جهازه الأمني القمعي يناير الماضي تاريخ تفجر الثورة المصرية التي أسقطته وهاهي تحاكمه على جرائمه وشرطته بنفس المكان بغير احتفال ولا زهو...!! وأن تبث أطوار محاكمته المذلة على الهواء مباشرة بواسطة نفس التلفزيون المصري الذي لطالما كان جهازه الدعائي الذي يهش به ويعتم به ويضلل به.
 من كان يظن أن يظهر الفرعون أمام الجميع ذليلا، مريضا وخانعا وهو الذي كانت هيبته تسبقه كالسيف وكارزميته تؤثث له أجواء الرهبة.. ! حقيقة إن الله يمهل ولا يهمل.
كان مشهدا تاريخيا بلا شك، وكان حلما لطالما راود الكثيرين وهاهو يتحقق على أرض الأكاديمية، فمن منا لم يسمع الثوار المصريين بالسويس يوم 25 يناير يهتفون الشعب يريد إسقاط النظام وفعلوها...ومن منا لم يسمعهم في الإسكندرية بعد ذلك بأيام حين هتفوا الشعب يريد محاكمة الرئيس وهاهم يفعلوها... إنها عظمة الشعب المصري الذي إذا قال كلمته وفى بها وإن فجر ثورته حقق أهدافها عن طريق المواكبة والتحصين، تلك الثورة التي لم تعد مصرية فقط بل أضحت تشكل قدوة ونبراس ودليل وصمام أمان لبقية الشعوب العربية التواقة للحرية والتحرر من الاستبداد والطواغيت، وهاهي بهذه المحاكمة التاريخية تهدي الثوار في اليمن وسوريا وليبيا وبقية الأقطار العربية المنتفضة أسباب الصمود ومحفزات الاستمرارية وقوة الدفع للمستقبل.
 كان منظرا دراماتيكيا ذاك الذي بثته وسائل إعلام العالم يوم أمس، رئيس كان يحكم أمة كاملة بأرض الله الواسعة لم يجده له من سند سوى ولديه - مثله مثل كل الآباء- بقفص لا تتجاوز مساحته المترين أو الثلاث، ولديه اللذين كانا يحجبانه بجسديهما عن الأعين المتلصصة والشامتة والكاميرات المنقبة عن كل فرصة لنقل صورة أبيهم الطريح من على سرير الاتهام الذي أريد له أن يكون شفيعا له في وقت الحساب.
أترى محامو الرئيس المحكوم أرادوا استدرار العطف بجلبه طريحا في فراشه..؟ أو ظنوا أن تمدده على سريره لثلاث ساعات كافيا لمحو آثار اغتصابه لكرسي السلطة لثلاثين سنة..؟
 لا أظن البتة...لقد فات الأوان.. وعلى على طريقة الرئيس اليمني الآيل للسقوط : لقد فاته القطار...!
إنها رسالة عاجلة لكل الرؤساء والملوك المستبدين... سارعوا إلى التنحي عن كرسي الحكم قبل أن تستبدلوه بكرسي أو سرير بالمحكمة...!!



السبت, أغسطس 06, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

مازلنا نعيش واقعاً إستثنائياً / حمادي محمد بابيت


منذ زمن و نحن نعيش على مسامع سنفونية "الظرف الإستثنائي" التي يعزفها كل من صعد على منصة متحدثاً بإسم الشعب الصحراوي إينما كان، إلى أن اصبحت نظرية وطنية سائدة لا يمكنك ان تسأل عن شبح هذا الظرف و لا عن مكان تواجده. فإذا ما نظرنا إلى وضعنا الراهن فإن أحواله متردية وفى حالة سيئة فى أمور كثيرة، وقد يقول احد المستفيدين، انه رأي متشائم جداً، وأن صاحبه لا يرى إلا السلبيات و انه لا يعيش واقعنا الإستثنائي، ذالك الواقع الذي تستعمله القيادة كلما سلط الضوء على إصلاح النظام او على أخطاء الماضي الفادحة التي ما زالت تجر عواقبها 

ولو دققنا النظر لشاهدنا الكثير من الأقوال المعبرة و القليل من الأفعال المفيدة، لأن حياة واقعنا فيها إيجابيات وليست كما نصورها كلها سلبيات، وقد نتسائل عما إذا كنا كلنا يائسين من الإصلاح، على العكس الغالبية من الشعب متفائلة جداً بإمكان الإصلاح، لأن اليائس من الإصلاح لا يقوم بما نقوم به من جهد فى سبيل الحرية و إسترجاع ارضنا المغتصبة من العدو المغربي المحتل

واليائس من الإصلاح مكانه الإلتزام في بيته و الركد من وراء المفسدين و تحفيزهم بالإستمرار على طريق الضلال، وليس ميدان المطالبين بإصلاح النظام المتهاوي، والنضال المستمر و الحرص و المحافظة على مكتسبات الشعب، وأن الفارق بيننا وبين غيرنا ممن لا يرغب فى الإصلاح أنه يقف أمام المناضلات و المناضلين في المهرجانات و الندوات صائحاً بأعلى صوته: كل شئ على ما يرام، ونحن نعيش أزهى عصور الثورة و رفاهيتها. إن هؤلاء مستفيدون من الوضع الحالى للقضية الوطنية، ولأن أي تغيير سيكون أول مبادئه هو الخلاص من هؤلاء، لذلك فإنهم يقاومون أى محاولة جادة للإصلاح.

والحقيقة أن ما أثارته الندوة التي ادعت الدولة انها لسياسات الشباب المنعقدة يوم 9 يونيو 2011 ودامت لثلاثة ايام بولاية الداخلة ما هي في الحقيقة إلا لتشويهه كما يصفها المتتبعون للوضع الداخلي، لفتت نظرى إلى سياسة نحن نعيش ظرف إستثنائي -علينا الإلتفاف حول قيادتنا الرشيدة- "الْوصّاك على أمك حكرك" على أساس أن المتشائمين ينظرون إلى أننا نعيش في وطننا و لنا سيادتنا وخيراتنا، أما المتفائلون فينظرون إلى الظرف الإستثنائي و يقدرون إمكانيات الدولة المتواضعة التي ليس بوسعها تسديد الإحتياجات المتبقية عن مبذري المال العام، والحقيقة أن كلا الأمرين يوجد فارق فى الواقع بينهما، ففى احداهما هناك مبالغة - فى حين يجب أن يكون هناك إنصاف بينهما - هذا يدل على أن هناك نقصاً كبيراً يكاد لا يصل إلى ما هو مطلوب.

ومن ينظر إلى واقع المؤسسات التي ينخرها العجز هو إنسان طموح راغب فى الإصلاح يود أن يملأ الجزء الفارغ من الواقع، وهو الأمر الذى يجب أن تكون عليه الأمور، أما من ينظر إلى النصف المملوء من الواقع ويرضيه هذا أو يكتفى به، فإنه لا يقوم بأى جهد فى سبيل ملء الجزء الفارغ ..

ومع استعمال الجزء المملوء وتناول ما به فإن مصيره إلى أن يصير الواقع الإستثنائي كله فارغاً، وبتطبيق ذلك على الواقع الذى نعيش فيه معناه الوصول بالقضية الوطنية إلى حالة الانهيار التام الذى لو وصلت إليه الدولة فإنها يمكن أن تختفى من الوجود، وكم من دول و إمبراطوريات زالت من الوجود وأصبحت أثراً بعد عين، بعد أن كانت ملء السمع والأبصار.

سياسة نحن نعيش واقعاً إستثنائياً هي سياسة ينتهجها دائماً الراضون بالواقع مهما كان مراً، المستفيدون منه ولو على حساب قضيتهم وشعبهم و شهدائهم، وليسوا - كما يصفهم البعض - المتفائلين الذين ينظرون إلى الأمور نظرة موضوعية وردية، الذين يرتدون نظارة تريهم "لحمادة الجرداء" بشكل اخضر اوروبي خالص.

يمكن القول بأننا لا نتقدم بسرعة موازية لسرعة متطلبات العصر ، هذا يعني أننا توقفنا مكاننا، بل هو تراجع إلى الوراء، لأن المسافة بيننا وبين العدو تزداد اتساعاً، وبذلك يمكن القول ببساطة اننا نسير إلى الوراء، أى أن الزمن يعود بنا إلى الوراء وليس كما يتصور البعض أن العودة بالزمن إلى الوراء معناها أن نعود إلى ما كنا فيه من منذ زمن مضى"عندما كان الجيش الشعبي الصحراوي قوة عسكرية في الميدان".

سياسة نحن نعيش واقعاً إستثنائياً او هذا ليس وقت الحديث عن الإصلاح معناها فى الجمهورية الصحراوية أن هناك حرية وديمقراطية حقيقية، وأن إختيار المترشحين للمؤتمر أمر عادى وإمتياز رئيس الدولة ب 400 تأشيرة مؤتمر يوزعها على من يشاء امر عادي، فعدم الرضا ومحاولة التغيير سياسة متشائمة تدل على أن صاحبها ينظر إلى واقع غير واقعنا.

سياسة نحن نعيش ظرفاً إستثنائياً معناها فى نظر من يقولونها أن واقعنا على ما يرام وليس فى الإمكان أبدع مما كان، و أن الدول المستقلة بها أزمات اقتصادية وبطالة وارتفاع فى الأسعار، ومن لا يعجبه ذلك فهو شخص لا ينظر إلا إلى السلبيات ، حيث لا يرى منازل القيادة المريحة في تندوف و بيوت الطين و الخيم للآجئين فوق ارض جذباء تعادل درجة حرارتها صيفاً درجة إنصهار الفولاذ، والفيلات و العائلات من الطبقة الأولى في بلاد الباسك حيث الأولاد يدرسون على مواصفات اوروبية بعيداً عن مآسي و معاناة اللآجئ اليومية، و قوافل الدعم الإنساني المتتالية الواحدة تلوى الأخرى، وأن الدولة تبدو إلى المانحين و المؤيدين - كما تقول القيادة - أحسن بكثير من دول مستقلة، ولذلك يجب أن نرضى ونسبح بحمد الثورة ولا نتبرم ونشكو من طوابير المحروقات و إدارة إعداد الأوردميسيون و جوازات السفر و التأشيرات بأثمان لا نملكها للفرار من جحيم "لحمادة"، ولا نتوسط بشيخ القبيلة عند ولي الأمر لتسهيل توظيفنا و لا نتذلل و ننافق ونتزلف للمسؤول لأن لا نرضىيه فيطردنا من عملنا دون حماية لحقوقنا و لا هناك مقاييس إدارية يتخذها لتنفيذ امره العشوائي في عزلنا بعدما افنينا اعمارنا في خدمة الثورة و المواطن، لأن من يقول ذلك إنسان متشائم لا ينظر إلا إلى السلبيات.

سياسة نحن نعيش واقعاً إستثنائياً معناها فى نظر القائلين بها أن نرضى بما هو موجود ونثنى على القائمين به ونمدحهم حتى بما ليس فيهم حتى نرضيهم وندغدغ عواطفهم فيستمرون فيما يقومون به ونظل نحن الشعب الكادح نعانى مما نعانى منه، لأن هذا أمر طبيعى أن يكون فى الثورة أغنياء وفقراء، وهل يوجد مجتمع فى الدنيا لا يوجد به الصنفان أم أننا نريد أن يصير الكل قيادة و أغنياء ولا يوجد فيه من يخدمهم ويقوم لهم بالأعمال الشاقة التى لا يستطيعون القيام بها . 

سياسة كل شئ على ما يرام معناها فى نظر من يعتنقها أن التعليم على أفضل حال، وأن أولادنا يدرسون من الابتدائى إلى الجامعة يتلقون أحسن تعليم متاح، وأن دراسة ابناء القيادة بالخارج أمر طبيعى لا يستحق كل هذه الضجة المثارة حوله لأن ابناء البسطاء يذهبون إلى المدارس"القصور" و مدرسة 12 اكتوبر الوطنية والمحظوظون يذهبون إلى المدارس والجامعات بالخارج إذا كانت الإمكانيات تسمح بذلك، وأن من يشكون من تدنى التعليم ناكرون للجميل، وأن ما يقال عن هبوط مستواه شائعة مغرضة حتى إن جاءت على لسان بعض الوزراء، والحكومة تعمل كل ما فى وسعها فى هذا الشأن، ألم تقم بتغيير وزير التربية والتعليم ؟ و نصبت معلمة تتفهم شؤونهم أليس هذا أمراً يحمد لها بعد أن فشلت فى معالجة مسألة من يحق له الدراسة في كوبا مؤخراً ؟، ليتحصل على شهادة الطب التي تمنحه العمل الغير مشروط بإسبانيا الإستعمار.

أما مسألة تدنى مستوى التعليم فهو أمر لا تسأل عنه الحكومة لأنه يحتاج إلى نفقات تفوق طاقة الحكومة و نفس الشئ ينطبق على بقية المؤسسات ويجب الانتظار حتى تدبر له الدولة الإمكانات التى تمكنها من القيام به لأنها الآن مشغولة بمسألة الندوات التحضيرية للمؤتمر الذي اجل بسنة كاملة للبحث عن آلية تنجي "لمْعايل" من ما يخيفهم..

!أليس ما يشغل بالهم أهم من الطعام والكساء والماء و الدواء وكل شىء؟

إن إرضاء شيخ قبيلة أو مسؤول كبير أهم من بناء المدارس و المستشفيات، وإمداد الوزارات الفارغة المضمون بالوسائل والمعدات الحديثة والرواتب المرتفعة والسيارات الفارهة أهم من بناء مسجد أو محطة نقل او مزرعة او ...الخ، لأنه دون إرضاء هؤلاء فإن البلد سيصبح ساحة لغضب الشارع الذى يمكن أن يصل إلى الحكم، وبذلك لا ترضى عنا الدول المانحة، وستمنع عنا الإعانات التى نعيش عليها .

هذا هو مفهوم سياسة نحن نعيش ظرفاً إستثنائياً حسب المتفائلون بالوضع الراهن و الساخطين عليه التى نسمعها عندما نقدم النقد الموضوعى لما نراه سيئاً فى دولتنا الفتية، ونقدم معه الحلول لكل مشكلة نراها، تلك الحلول التى لو أخذت بها القيادة لتم ملء الجزء الفارغ من واقعنا الإستثنائي وتحسنت حالتنا وتوقفت المواطنة عن السخط على المسؤولين في المهرجانات والندوات و الناقدون عن النقد في شبكة الإنترنيت الحرة لعدم وجود شىء ينتقدونه.

رمضانكم مبارك، اعاده الله علينا في وطننا معززين مكرمين




السبت, أغسطس 06, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

الحدود الجزائرية – المغربية والثقة الغائبة بين البلدين / السيد حمدي يحظيه

كتب بواسطة : futurosahara on 04‏/08‏/2011 | الخميس, أغسطس 04, 2011



منذ مطلع هذه السنة ورحى الإعلام والدبلوماسية المغربيين لا تفتأ تدور وتلف حول محور واحد لا ثاني ولا ثالث له: قضية فتح الحدود مع الجزائر. ورغم ما حاول المغرب تمريره وتبريره من كذا وماذا، ورغم توجيه نعوت التهام وأصابعه وأظافره للجزائر ومحاولة إحراجها أمام العالم وتناول الموضوع في الصحافة وفي التصريحات، والقفز على الطُرق الدبلوماسية المعمول بها، إلا أن شيئا مما حلم به المغرب لم يحدث طبقا للأجندة المغربية.
مع اقتراب صيف هذا العام زاد لهب ولهيب الموضوع، وسخُن أكثر في اللغة الرسمية المغربية حتى صار في الشارع. لكن، على ما يظهر، حين لم ينفع الرقص والتهريج السياسي، وحين أدارت الجزائر الظهر لكل ذلك، ذهب الهوس بالمغرب، الجار، المسلم، إلى الاستنجاد بفرنسا وبأمريكا وحتى ببعض الدول العربية الصديقة، مثل قطر، للتوسط لدى الجزائر لتفتح الحدود المغلقة منذ سنة 1994م. حين لم ترجع "ريمة بشيء من الغنيمة" عادت لغة الاستجداء وتقبيل اليد والرجل إلى الخطاب الرسمي المغربي من جديد. لقد أدى الهوس بالمغرب لفتح الحدود إلى جعل المغرب متمثلا في شخص ملكه أن يظهر في الأخير، على حقيقته وضعفه، ويترجى الجزائر مرتين في 25 يوم، وفي خطابين رسميين بفتح الحدود قبل نهاية الصيف الحالي.
حين نعود لقضية الحدود المغربية- الجزائرية، تاريخيا، نجد أنها تشكل دائما موضوعا ملغما وشائكا في العلاقات بين البلدين. فالجزائر، بعد لدغها في حرب 63م، وبعد رفض المغرب توقيع معها اتفاقية ترسيم الحدود، أصبحت متخوفة، وأنخفض لديها مؤشر الثقة في المغرب في ظل نمط حكمه الحالي( أسرة ملكية واحدة) إلى درجة أنها لم تعد تصدق أي شيء يصدر من مثل هكذا نظام. من جانب آخر، المشكلة لا تكمن في شريط الحدود بين البلدين، لكن أيضا تكمن في أن المغرب، ضمنيا، لا يعترف بخط الحدود الطويل للجزائر مع الصحراء الغربية وموريتانيا ومالي والنيجر. إن المغرب لا زال يفكر، ضمنا وبجدية، في " استرجاع" صحاري ادرار، بشار وتوات التي يحسبها المغرب جزأ من خارطته الوهمية الكبيرة. إن تفكير المغرب الضمني هذا يقابله أستنفار ، ضمني أيضا، من الجزائر التي تعرف إن جارها، بسبب أطماعه، قادر على خلق في أي يوم مشكلة لها بسبب هذه الحدود. ففي التلفزيون والصحافة المغربية لازال بعض السياسيين المغاربة يجاهر، اليوم وعلنا وعلى المباشر، بأن المغرب عليه أن يسترجع أراضي الصحراء الجزائرية الغربية، بل أن بعضهم يدعوا إلى إيداع الملف لدى الأمم المتحدة ويتوعد الجزائر مستقبلا بفعل ذلك.
الحدود بين البلدين في الوقت الراهن
سنة 1975م، تم غلق الحدود بسبب التهديدات المغربية بشن حرب على الحدود الغربية الجزائرية على شاكلة حرب 63م "لاسترجاع" الأراضي ومطاردة الصحراويين في الأراضي الجزائرية لإبادتهم. ثلاثة عشر سنة بعد ذلك، تدخلت المملكة العربية السعودية وتم فتح الحدود في مايو سنة 1988 م تزامنا مع بناء اتحاد المغرب العربي. عدة أشهر بعد فتح الحدود بدأت الاضطرابات في الجزائر وهي الأحداث التي أدت، بعد ذلك، إلى الحرب العنيفة التي شنها الإرهاب على الجزائر وكاد يجعلها، كدولة، تركع وتتفكك. حسب العارفين بخبايا الأمور، كان تمويل وتسليح وإمداد الإرهابيين يدخل عن طريق الحدود مع المغرب. في سنة 1994م، حين أتهم المغرب الجزائر بتفجيرات مراكش، وأراد فرض التأشيرة على الجزائريين تم غلق الحدود من جديد. الذي لاحظه الجزائريون بعد غلق الحدود هو أن عنف الإرهاب تم خفضه إلى النصف، وبعد سنة- على اقل تقدير- تم القضاء عليه تقريبا ولم تبق منه سوى جيوبا في الجبال الشرقية. وليس فقط الإرهاب إنما هناك حرب المخدرات التي يشتهر المغرب بتصديرها للعالم، ومشكلة المهاجرين ومشاكل أخرى فنية تتمحور حول ضبط الحدود، وطبعا مشكلة الصحراء الغربية. وبالإضافة إلى كل هذا وذاك، وهذا جوهري، هناك سؤال كبير مطروح في الجزائر حينما يتم الحديث عن فتح الحدود مع المغرب يتعلق بجانب الربح والخسارة وهو: ما الذي سيدخل للجزائر من المغرب عن طريق هذه الحدود، وما الذي سيدخل للمغرب من الجزائر؛ أي هل فتح الحدود فيه ربح أو خسارة للجزائر؟.           
بسبب التغليط الإعلامي والدعاية المغربية يتصور البعض إن قضية الصحراء الغربية هي سبب غلق الحدود الرئيس، لكن في الحقيقة هذا ليس صحيحا. إن توظيف قضية الصحراء في قضية غلق\فتح الحدود هو اختراع مغربي هدفه إظهار الجزائر وإحراجها على أساس أنها طرف في الصراع. إن المغرب يوظف دائما قضية الصحراء، ليس فقط في مشكلة الحدود مع الجزائر، لكن أيضا في قضية بناء المغرب العربي. إن الذي يريده المغرب من الجزائر في القضيتين( الحدود وبناء المغرب العربي) هو واضح تماما: 1- أن تعترف الجزائر أن حدودها مع الصحراء الغربية التي يبلغ طولها 75 كلم هي حدود مغربية -جزائرية وليست حدود جزائرية- صحراوية، و2) أن يتم بناء المغرب العربي على أساس أن تُدرج الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية. إن شروطا مثل هذه هي شروط تعجيزية وقد لا يتم الاتفاق حولها ما لم تُحل قضية الصحراء الغربية وفقا للقانون الدولي.
- لماذا الحديث اكثر عن الحدود هذا الصيف
السؤال المطروح الآن هو، لماذا يصر المغرب هذا الصيف، أكثر من أي وقت، على فتح الحدود ويصاب بهستريا غير مسبوقة تلهفا على فتحها.؟
السبب بسيط. فالمغرب يلجأ حتى إلى تهديد الجزائر بأنه قادر على خلق المتاعب لها داخليا كي تتحول إلى ليبيا أخرى أو يمن أخر إذا رفضت فتح الحدود؛ أي أن المغرب يستغل القلاقل الحاصلة في العالم العربي ويهدد بها الجزائر كي تفتح الحدود.
من جانب اقتصادي، فرح الكثير من المغاربة، سياسيين ورجال أعمال، بقرب فتح الحدود، بل إن بعضهم، مثل وزير الخارجية المغربي، قد لمح إلى إن فتحها سيكون في يوم 2 جوان الماضي. لقد ظنوا فعلا إن الضغط المُمارس على الجزائر من الخارج لفتح الحدود، واتهامها علنا من طرف المغرب بالعرقلة، كفيل بجعلها تضع يديها فوق رأسها وتستسلم. في هذا السياق نجد إن المملكة المغربية قد باعت جلد الدب قبل اصطياده، وبدأت تُحضر منذ أشهر للحدث، وأنشأت طريقا سريعا يربط مدينة وجدة الحدودية مع الداخل المغربي. أيضا، على الحدود انتعشت الحركة الاقتصادية وبدأت المشاريع المغربية تُقام، وبدأت بعض الفنادق تتحضر للحدث كأنما هو حقيقة ستقع اليوم أو غدا.. لكن على ما يبدو لم يحدث أي شيء مما خطط له المغرب لهذا الصيف. إن إصرار المغرب على فتح الحدود، في هذا الصيف بالضبط، له منفعة مغربية اقتصادية كبيرة. فالمغرب، من خلال فتح الحدود البرية، أراد تغيير وجهة مسار السواح الجزائريين من تونس ومصر -اللتين تعرفان اضطرابات - إلى الشواطئ والفنادق المغربية.  
من زاية ثانية فتح الحدود سيجعل المغرب المحاصر من الجنوب والشرق يتنفس الصعداء ويبدأ بالاتصال بالعالم الخارجي، خاصة في ظل الغليان الشعبي الذي يعيشه.
على أية حال، الكثير من المتابعين للشأن المغاربي يظنون أن فتح الحدود قد يتم، لكن، من زاوية أخرى، قد لا يخفف ذلك من ثقل الملفات العالقة ومنها التخوف الجزائري الكبير جدا من مزاعم المغرب حول كل حدودها الغربية.
السيد حمدي يحظيه
sidhamdi@yahoo.es                                    
الخميس, أغسطس 04, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

في انتظار قبر...‼ / بقلم: سعيد البيلال

كتب بواسطة : futurosahara on 03‏/08‏/2011 | الأربعاء, أغسطس 03, 2011


سعيد دمبر... شاب ثلاثيني العمر... صحراوي الانتماء والهوية... كان مقبل على الحياة بشغف وعنفوان... قبل أن تنهيها "طلقة نارية قاتلة " من مسدس حاقد لشرطي مغربي جائر...ذات ليلة ظلماء من شهر كانون الأول 2010...بالعيون الجريحة... فمن قال أن الحرب قد توقفت...؟ من قال أن وقف إطلاق النار ساري المفعول...؟  ألغام تيرس ولخيالات والسكن تفند ذلك...ورصاصات " الشاب دمبر " وقبله " الطفل الكارحي" تكذب ذلك...‼
سعيد دمبر... برعم من ربيع لم ينهي زحفه بعد... قمر اصطادته أيادي المساء الآثمة...ضدا على نوره الساطع...في زمن العتمة الذي يصادر كل بقع الضوء...كان قدره أن يموت مرتين...حين قضى نحبه وحين غابت الحقيقة...مثلما كان قدره أن يدفن مرتين.. حيث وارى جثمانه الطاهر ثلاجة نتنة في انتظار قبر موحش... وفي انتظار فك طلاسم ألغاز " الجريمة البوليسية" وتفاصيل الحكاية...حكاية " الشرطي الشقي" و" العصفور سعيد" الذي تناثر ريشه ذات ليلة في دهليز مظلم...فسجل الحادث ضد مجهول... وبقي الشرطي طليقا يسرد روايته...وتاهت الحقيقة...فهي الضحية الأولى للحروب.. دائما وأبدا...‼
قصة سعيد... هي قصة قنص رهيبة لكائن أصر رغم أنف الاحتلال على الحياة... دوس قدم آثمة على زهرة أمعنت في التفتح في زمن التعتيم... قطف رأس شامخة أبت الطأطأة لمشيئة " احتلال" في ثوب جلاد....هي ببساطة تصفية " خارج القانون" لمتهم ضبط متلبس بحيازة " لا"...‼
حكاية سعيد... حكاية أليمة...بطلها ثائر كان يحلم بوطن...فأيقظته رصاصة غير طائشة " لقناص محترف" ليعاود الموت بعد أن بصق في وجه قاتله... هكذا نحن...؟ نموت نقاوم الجلاد... نبتسم... نستهزئ... نرمقه جيدا... نودعه بابتسامة و نظرة عميقة تشرع " للعنتنا المؤجلة" باب الثأر بعد موتنا...كم هي غريبة نهايتنا مثل بدايتنا...كلها كفاح...‼
أم سعيد... أم فاضلة... تغالب دموعها بكبرياء وتكتم في المهد حشرجة البكاء... وتقف بشموخ أمام بيتها في ذلك الزقاق الذي أضحى منذ " الواقعة" قبلة للمتعطشين للارتواء من إكسير الصمود والراغبين في التزود من فائض الممانعة... هي الأم التي وهبت طفلها قربان وفاء على مذبح الحرية وعربون إباء على منصة الكرامة...وعلمت كل الأمهات أن احتضان الحقيقة سابق على النواح...؟
أهل دمبر...عائلة مكلومة... أدماها الوجع...أضناها الألم...تحاكي ليلها الطويل رفقة الآنين والآه وأحلام يقظة تمتطي صهوة كوابيس رهيبة مع اقتراب كل مساء....لكنها لا زالت صامدة حتى وصول موكب الحقيقة... فهي مثل كل العوائل الصحراوية الأبية تأبى الاستسلام للحزن...ولجلاد يحاول خلسة تسليمها " الرفات" في جنح الظلام كسلعة مهربة... فهي لا ترتضي غير قرص الشمس...إشراقة الصباح... الأجوبة المصادرة... لأسئلة مؤرقة...متى...؟ لماذا...؟ وكيف...؟ ولأنها تعلم أن الرمال تبتلع كل شئ....الكفن وصاحبه والحقيقة كذلك...لذا أبت أن تشق الأرض قبل أن تخيط جرحها النازف...‼
إنها واحدة فقط من حكايات زمن الاحتلال البغيض...التي لن تنتهي إلا بانتهائه...
فمتى ذلك... ؟؟

الأربعاء, أغسطس 03, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

الاصلاح السياسي استحقاق ينبغي المصارحة بشأنه والتجاوب معه ؟ / محمد لبات مصطفى


     ليست الجمهورية الصحراوية استثناء من دعوات الإصلاح السياسي في منطقتنا العربية والمغاربية، وليس سرا حجم تزايد المطالب الشعبية الملحة بخصوصه، حتى بات استحقاقا ينبغي أن نتصارح بشجاعة في شأنه، لتفادي ما لا يمكن السيطرة عليه لاحقا.. وأن نتجاوب معه، بعيدا عن التراشق بالشتائم، والاتهامات المتبادلة، وبعيدا كذلك عن خطاب الارتياح المغشوش الذي لم يعد قادرا على  استشراف المستقبل، أومواجهة التحديات الجديدة، سواء في مستواها الداخلي أو في مستوياتها الخارجية. خصوصا مع دخول جبهة البوليساريو في مشروع تسوية غير متكافئ، وغير واضح المعالم، بالنظر الى الحقائق والوقائع على الأرض .
ثم ان عجز أدوات التسيير، وعدم قدرتها على تنظيم تداعيات هذا الواقع، وإبتداع القوالب والوسائل الملائمة، لإعادة صياغته فى أشكال مقننة ومنظمة، قد ضاعف من حجم الخلل في العلاقة ما بين الادارة والمجتمع، وزاد من احتقان الأجواء واستفزاز مشاعر الناس. وأسس أيضا لمنطق توزيع الغنيمة " القارب المكسور”.. فالذي يفرض نفسه بأي وسيلة كانت: قرابة عائلية، أو تزلف، أو مركز نفوذ..الخ، يؤهل نفسه بالضرورة للمشاركة في تقاسم المنافع والكرامات؟ بما يعادل قدرته على تهديد التوازنات الداخلية وبقدر ما يسبب من مشاكل، ويحمل من تهديدات للنظام ..                  
وفي هذه الحالة فان الحصول على المزايا الخاصة لا يبدو في وعي "مستغلي النفوذ" خرقا للقاعدة والعرف والأخلاق.. وكل من يحصل               على" مزايا"  يعتبر أنه لا يسيئ لأحد ولكنه ينفع نفسه؟..                              
لتدارك المتغيرات الحاصلة في الأوضاع السياسية والاجتماعية، ولتفادي تفاقم الاشكالات التي دبت في جسد المنظمة وأنهكتها، يجب أن يتضامن السعي البناء، والجهد المخلص، في اطار إصلاح سياسي  يعيد الإعتبار لدور ووظيفة وتاريخ الجبهة، كإطار جامع وموحد للشعب، وكقائدة للكفاح من اجل تحقيق المشروع الوطني في الحرية والاستقلال، وهذه الحقيقة يجب أن تبقى حاضرة دائماً عند أي حديث عن جبهة البوليساريو التي شكلت نوعاً من الوطن المعنوي للصحراويين أينما وجدوا.        ان الاصلاح الذي يبتغيه الصحراويون يجب أن ينبع من رحم الوطن، وحاجاته، واشتراطات وضعه السياسي والاجتماعي. اصلاح يفترض فيه أن يكون ذاتيا، وواقعيا، وشاملا في بيئته الداخلية ومحيطه الخارجي، وينحى منحى التدرج والشفافية. إصلاح يصب في نهاية الأمر في اعادة النظر في دور وكفاءة وفعالية مؤسسات الجمهورية التي بناها الصحراويون بالدم والعوز والصبر، لتطوير آلياتها حتى تكون قادرة على إدارة معركة التحرير، ومسايرة عملية التغيير، والانتقال بالمجتمع الى حال جديد قادم لن يكون إلا أفضل مما نحن فيه.                                                                ان الذي يريد الاصلاح  يجب أن يعد له العدة، والعدة هي ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والمساواة، وتطوير نظام قضائي، مترفع عن الاتباع ومستند إلى دستور راسخ وعتيد. اضافة الى إزالة التداخل بين المؤسسات، والحد من البيروقراطية، ووضوح المرجعية التي يحتكم إليها المواطنون في تنظيم علاقتهم مع مؤسساتهم، وفرزهم (المواطنون) وفق درجة نفعهم للوطن،(القيمة المضافة التي يمكن أن يقدمونها لبلادهم)  واعادة النظرفي بعض القيم التي لا تزال تؤثر بالسلب في حياتنا السياسية، كقيم التزلف على سبيل المثال، واحلال قيم الاستقلالية والحوار والتفاهم، والتداول والتفاعل الايجابي محلها. فبلادنا لازالت تتطلب المزيد من الحوار الوطني حول المستقبل. و“الأزمة” في المقام الأوَّل هي "أزمة كوادر”، فالقيادات التي لا تؤمن إيماناً مطلقاً بالعدل والقانون، تمثل  مصدر خطر كبير لشعوبها... لأنه ليس في السياسة، ما يعصم من التطاول والهوى وجهل الجاهلين سوى القانون، حين يسري على على الحاكم  والمحكوم ؟.                                                  ثم ان العدة هي برلمان بأسنان وأظافر، مؤهل لمراقبة ومحاسبة من يتبوؤون مواقع السلطة، ومعاقبة من تمتد يده أو جيبه إلى المال العام.  كما ان العدة هي هيئة وطنية واسعة توفر المناخ المناسب للمؤتمر، وتحدد الخيارات الأساسية، وتوجه الفعل الوطني للمصلحة العامة،    وترسم الخيوط الرئيسة للتقدم في جميع المجالات. وهذا لن يتأتى طبعا الا بتجديد بعض النخب التي طغت عليها حالة من الانغلاق السياسي وعدم لانفتاح على الآخرين،وسد السبل أمامهم، وإضعاف فرص نجاحهم.      
الأربعاء, أغسطس 03, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

محاكمة مبارك إدانة لمنظومة عربية كاملة / اسلامه الناجم


تبعث محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك, الأمل الكبير في نفوس ملايين المواطنين العرب, بغد أفضل, وبانتماء حقيقي للوطن ,والمشاركة في رسم مستقبله, كما أنها تشد من أزر الثورات, وآلاف الشباب الثائرين ,على امتداد الخريطة العربية ,من الماء الى الماء ,من المغرب الى البحرين , فمصر رائدة ,وقائدة للعالم العربي, شاء من شاء, و أبى  من أبى.
وتبعث هذه المحاكمة في المقابل, رسائل شديدة الوضوح والاختصار, لكل رئيس عربي حالي أو محتمل, بان عصر الفرعون, الحاكم بأمره, الفعال لما يريد, انتهى يوم فر زين العابدين بن علي , والفرعون هنا, ليس المقصود به الرئيس المصري, بل كل حاكم مستبد, مطلق السلطات, وبدأ عصر الشعوب, لكن ذروة القضية, ونقطة اللاعودة ,هي هذه المحاكمة .
محاكمة مبارك, سيضعها التاريخ والمؤرخون, ضمن أهم الأحداث, التي غيرت مجرى تاريخ المنطقة ,بالمعنى الحرفي للكلمة,فهذه المنطقة, عرفت تاريخيا ,والى غاية جلوس الرئيس المصري -أو استلقائه- داخل القفص, وسط المحكمة,عرفت بالحكم المطلق, حتى تشكل في أذهان الغرب, ما يسمى بنظرية الاستبداد الشرقي, وكأنه قدر محتوم, أو مكون جيني في طبيعة شعوبها وحكامها, بالرضوخ أو الخنوع من الأولى, وبالحكم الأبدي والقبضة الحديدية من الآخرين . وقد دفعت بسببه – الاستبداد - ضريبة باهضة ,من النفوس والمال والزمن, فكانت النتيجة, تخلف مزري, وفقر مدقع ,يتوسع باضطراد, وأمية متفشية, ونزيف حاد, للنخب العلمية والثقافية والاقتصادية ,ونزوح جماعي للشباب ,يحمل بصمات الهروب من الجحيم, يضاف الى هذا كله ,مصادرة القرار والسيادة ,ورهنها في يد جهات أجنبية, بل رأينا عودة الاستعمار, بشكله التقليدي, من خلال التواجد المباشر على الأرض, حالة (العراق / ليبيا ) أو من خلال عشرات القواعد العسكرية الأجنبية في دول الخليج .
من هنا,كان لمحاكمة الرئيس المصري المخلوع, كل هذا الزخم ,من الاهتمام والخطورة ,فهي تؤسس لعصر مصري جديد,  سيلقي بظلاله لا محالة على بقية العالم العربي ,لترابط مصيره, وشواهد التاريخ ,تؤكد ما أقول وتزكيه , فللمرة الأولى, يحاكم العرب رئيسا ,ولا يغتالوه أو ينقلبوا عليه, وستكون المحاكمة عادلة, وليست صورية, مثلما كان يفعل هو ونظرائه ,أيام السطوة والجاه الزائف, ومن أول ثمار المحاكمة, وضع أساس الدولة المدنية الحديثة, بكل تفاصيلها, من إعلاء شان المواطنة, وتساوي المواطنين أمام القانون, و أولهم رئيس الجمهورية, الى وضع دستور, يمثل رغبات الأمة وتطلعاتها ووضع دستور , واحترامه وصونه من العبث ,والتفصيل على المقاس ,كما كان يحدث دائما ,كلما احتاج الحاكم الى عهدة جديدة, أو أراد إطلاق يده, واحتكار السلطة ,ومن ثمارها تأصيل التداول السلمي على السلطة, والفصل بين السلطات ,واستقلالية القضاء , وكل ما من شانه, أن يحد من الفساد, ويضع حدودا واضحة’ بين المال العام والمرتب العادي , بين إدارة الدولة وبين خدمة العائلة.
للمحاكمة معاني كثيرة, في شان الحكم يمكن تلخيصها ,في تفعيل الديمقراطية ,واعتبارها المرجع والإطار , إضافة الى الدروس الجمة ,التي تقدمها والمواعظ الثمينة , فمحاكمة مبارك ,هي محاكمة لعصر, و لأنظمة, ولممارسات بدائية همجية, وليس لشخص فقط !وللأشقاء المصريين, فيها معاني كثيرة وفوائد لا تحصى هم أدرى بها .

الأربعاء, أغسطس 03, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

بدء محاكمة حسني مبارك

دخل مبارك إلى قفص الاتهام في قاعة المحاكمة على سرير طبي ومعه ابناه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من مسؤولي حكومته. ويعتقد أن مبارك يعاني من أمراض بالقلب
.
وقال ممثل الادعاء إن حسني مبارك "سمح لوزير الداخلية باستخدام الأسلحة والمركبات في قتل المتظاهرين وتابع ارتكاب هذه الجرائم ووافق عليها قاصداً إزهاق أرواح المتظاهرين كي يتمكن من البقاء في السلطة
.
ونفى كل من حسني مبارك وابنيه االاتهامات الموجهة لهم
.
ويعد هذا أول ظهور علني للرئيس المصري السابق منذ الإطاحة به في فبراير/ شباط الماضي في أعقاب ثمانية عشر يوما من المظاهرات والاشتباكات الدموية في شتى أنحاء مصر سقط خلالها أكثر من ثمانمئة قتيل وأصيب الآلاف. وقد بدا مبارك في وعيه ومنصتاً بانتباه لما يدور في القاعة
.
ويتهم مبارك بالمسؤولية عن قتل المتظاهرين وبالفساد المالي وهي اتهامات تصل عقوبتها للإعدام وفقاً للقانون المصري
.
بدء محاكمة حسني مبارك

وكانت طائرة هليكوبتر قد أقلته إلى مجمع أكاديمية الشرطة بالقاهرة حيث تعقد المحاكمة. وقد نقل جوا في وقت سابق من مستشفى منتجع شرم الشيخ إلى قاعدة عسكرية بالقاهرة
.
أما ابنا مبارك جمال وعلاء ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي فقد أحضروا من محبسهم في سجن طره بجنوب القاهرة
.
وقبيل بدء المحاكمة وقعت اشتباكات وتراشق بالحجارة بين مؤيدى ومعارضى الرئيس السابق حسنى مبارك خارج مجمع أكاديمية الشرطة
.
كما تفيد التقارير بأن قوات الجيش والشرطة تتخذ إجراءات أمنية مشددة في محيط أكاديمية الشرطة، وفي ساحات القاهرة الرئيسية وخاصة ميدان التحرير لمنع أي مظاهرات
.
ويذيع التلفزيون المصري بثاً مباشراً لجلسة المحاكمة

بدأت أولى جلسات محاكمة الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك فى اتهامات تتعلق بالفساد وإصدار الأوامر بقتل المتظاهرين أثناء الانتفاضة الشعبية التى أطاحت بنظام حكمه فى شهر فبراير شباط الماضى
الأربعاء, أغسطس 03, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

الخلط في المفاهيم وشخصنة الوطن / بقلم : مولاي آبا بوزيد

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/08‏/2011 | الثلاثاء, أغسطس 02, 2011

أهم ما خرجت به الندوة ( الشخصية) لسياسات الشباب هو جعل الفساد مرادفا للتحرير ، فمَن نبَذً الفساد فقد نبذ التحرير ، و من أراد التحرير فعليه آن يقبل بالفساد ، وكلمة الفاسدون تعني الأحرار، والوطن هو (مجموعة أشخاص). نعم أشخاص بلغ بهم غرورهم إلى اختزال الوطن في أشخاصهم الفاسدة ، هذا ما تمخضت عنه ندوة الداخلة و هو نتيجة لأكثر من خمسة و ثلاثون عاما من الخلط في المصطلحات و مزجها و تزاوجها و تهجينها و تسمية الأشياء بمسميات أخرى و هكذا أصبح الفساد تحريرا و القبلية وحدة و التقاعس نضال و الإصلاح انفصالا و الوطن مجرد شخص  .  
إن نظامنا الفاسد من حرصه على تشريع الفساد جعل التحرير عنوانا للندوة و نظر للأول على انه جزء لا يتجزأ من هذا الأخير ، و تعاقب الخطباء على المنصة للتأكيد على ترادف هذان المصطلحان بما في  الخطباء قادة و أمناء و مدراء و صفاقتهم و حزاريهم واجمعوا على شخصنة الوطن ،إلى هذه الدرجة من الاستخفاف بالعقول وصل نظامنا بل تمادى في جعل بعض  الرموز الوطنية بمفكريها و مناضليها و مثقفيها تتبنى هذا الطرح حرصا على وظائف أو مناصب أو امتيازات يتلقاها هؤلاء من النظام مقابل ما يؤدوه من خلط في المفاهيم وتجرد من المسئولية .
وأن يطبق القانون على أساس قبلي بامتيازات قانونية تمنح حسب قوة القبيلة ، و أن توزع المناصب و العلاوات والأموال بالقبلية ويكون ذلك وحدة ، وأن يعيش المواطن في كنف القبيلة بدل الشعب والدولة ويكون تحت رحمة وحماية وزير القبيلة و شيخها وأزلامهم هذه هي الوحدة الوطنية.
والتقاعس نضال ومجد يجب الحفاظ عليه وعشرين عاما من التقهقر تسمى عقدين من الانتصارات.
والصبر هو البحبوحة ، والصابرون هم من يحصلون على أحدث السيارات و أفخم البنايات و ملايين الدولارات ورعاية صحية في احدث مستشفيات العالم و لاستكمال شروط الصبر لابد من امتلاك  قطعان الإبل و الأغنام ولابد لهذه القطعان أن تكون صابرة كصاحبها لها سيارات وصهاريج و رعاة مهرة وطبيب بيطري ماهر، فكم سيكون المواطن محظوظا لو حصل على الخدمات التي يقدمها قادتنا لقطعان أغنامهم و إبلهم ؟ فعلى الأقل سيتقي العطش صيفا.               
وكمواطنين إن سلمنا بهذا التنظير فكيف سنحمي وطننا (الأشخاص) من ملك الموت ؟ وهل فعلا قضيتنا العادلة التي دفعنا ثمنها من فلذات الأكباد لا تعدوا كونها أشخاص وستنتهي بانتهائهم ونصبح شعبا بلا قضية ؟ بعد أن كانت  القضية  خير عزاء لنا في الوطن المسلوب ، فلا يمكننا رفع الرؤوس ونحن بلا وطن إلا لأننا أصحاب قضية .      
والجزائر تلك الجارة التي بذلت الغالي و النفيس من اجل هذا الشعب وعودته إلى دياره ، الجزائر التي دعمت تقرير المصير في جنوب السودان وكوسوفو وغيرهم فما بالك بالشعوب الجارة ، الجزائر التي ضربت و تضرب عرض الحائط بكل مصالحها الدولية إذا ما تعارضت هذه المصالح مع تقرير مصيرنا ، كل هذه التضحيات التي تقدمها الجزائر للشعب الصحراوي خرجوا اليوم ليقولوا لنا هذا قُدم لكم  بسمنا وسينتهي متى أردنا إنهائه ، أيعقل هذا ؟ مستهترون يظنون أنهم قادرون على إقناعنا أن الجزائر لم تقدم لنا شيء بل قدمت ما قدمت لسواد عيونهم ، بعد شخصنة الوطن وشخصنة تضحيات الشعوب الصديقة فلا تستبعدوا أن يكون شعار المؤتمر القادم ( كل القيادة أو الشهادة ).
الثلاثاء, أغسطس 02, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

دروس الربيع العربي / بقلم: سعيد البيلال

تعيش الشعوب العربية منذ نهاية السنة الماضية على وقع حراك سياسي أجمع الخبراء والباحثين على تسميته " الربيع العربي" حيث تمكن الشعبين التونسي والمصري في ظرف زمني قصير من إسقاط نظامين عتيدين كانا إلى الأمس القريب في عداد الأنظمة البوليسية القوية العصية على السقوط، فيما لا زالت شعوب أخرى تكافح لإسقاط أنظمتها أو على الأقل إصلاحها.
وعلى الرغم من أن هذا الربيع ألغى إلى حد كبير الخصوصيات و الحدود وأظهر وحدة الشعوب العربية الرازحة تحت نير الاستبداد والتواقة للحرية التي توحدت صرخاتها بشعارات ويافطات موحدة، إلا أن كل شعب على حدا ابتكر وسائله وأساليبه واجترح لنفسه منهجا خاصا به، كما أن كل ثورة وتجربة اصطبغت بمميزاتها و استفردت بأيقوناتها وأنتجت عبرها ودروسها.
الثورة التونسية: دور النخبة المثقفة والطبقة المتوسطة
دروس الثورة التونسية كثيرة وعديدة، فهي التي أعادت الاعتبار لقيمة ومركزية الشعب واحترام إرادته " إذا الشعب يوما أراد.." و" الشعب يريد..." وصاغت عبر شعاراتها ويافطاتها الأهداف الرئيسية للثورة " Dégage " و "...إسقاط النظام". واللافت في هذه التجربة هو الدور الكبير الذي لعبته النخبة المثقفة والطبقة المتوسطة الشبابية حيث شاهدنا أصحاب رباطات العنق في الشوراع وهم يفجرون ثورتهم السلمية بكل أناقة، أساتذة جامعيون، محامون، حقوقيون، نقابيون، معطلون ومتعلمون...الخ، كلهم ساهموا في الثورة عبر التنظير والتخطيط وصياغة الخطاب والتنسيق والمشاركة الفعالة والصمود والمتابعة والتغطية الإعلامية...الخ، وأثبتوا أن المثقف هو المثقف العضوي الذي يلتصق بمجتمعه تأثيرا وتأثرا، وأن موقعه الحقيقي إلى جانب أهله كفاعل، ووسط بيئته كمؤثر، وليس الانكفاء على الذات كسلبي أو الانزواء جانبا كمتفرج.
الثورة المصرية: كيف تحرر الفئة القليلة كل الشعب
كانت الثورة المصرية المحطة التالية بعد تونس، لكنها استطاعت أن تتبوأ المكانة المهمة والملهمة لبقية الشعوب، وهي التي تمكنت في 18 يوما فقط من إسقاط نظام عتيد عمره 30 سنة، ما كان أحد يتوقع أن يتزحزح، وأسست لموعد الجمعة من كل أسبوع باسم دال ومعبر، وكرست أن الحل الوحيد لفرض الخيارات هو النزول للساحات والحل الأوحد لتحصين الثورة هو عدم الابتعاد عن الشارع، هذه الثورة الرائدة جدا مفعمة بالدروس والعبر، حيث أثبتت أن الأغلبية الصامتة التي تفضل البقاء في منازلها ليست بالضرورة مؤيدة للنظام أو راضية بالأمر الواقع وإنما هي ثائرة في صمت لعدة أسباب نفسية واجتماعية واقتصادية، وحين احتاج نظام مبارك إلى تزكية الشارع عبر مواجهة الثوار الذين استوطنوا مختلف الميادين بالموالاة، لم يجد له من نصير سوى البلطجية والمأجورين، فأظهرت تلك الأغلبية بإحجامها عن الخروج أن صمتها لا يجب أن يترجم أنه ولاء أو قبول بالاستبداد والتسلط بل بالعكس تماما، فقد كانت فقط تعوزها الجرأة والشجاعة والخطوة الأولى، لكنها خرجت حين سقط النظام وزال الخطر فرحة ومهللة إلى جانب الثوار في مختلف المدن والقرى، وبذاك سقطت دعاية النظام القائمة على التحجج بلا شرعية القلة والشرذمة المنتفضة في مقابل تزكية الأغلبية الصامتة المؤيدة، فبرهن الثوار رغم قلتهم ( 10 ملايين ثائر من أصل 90 مليون مصري) على أنهم ممثلين للشعب المصري كافة ولسان حاله وناطقين باسمه، وأعطوا درسا مهما في ضرورة تحلي القلة الفاعلة بالصبر والنفس الطويل ومواصلتهم للمسير رغم عراقيل وعوائق الأنظمة الاستبدادية من جهة وتخلي وسلبية الأغلبية الصامتة من جهة أخرى.
الثورة الليبية: ما حك جلدك مثل ظفرك
لاشك أن هذه الثورة هي الوحيدة التي لجأت إلى حمل السلاح لإسقاط القائد وليس النظام لأنه غير موجود أصلا، فإذا كانت الثورات العربية الأخرى تكافح لإسقاط أنظمة قائمة فإن الثوار في ليبيا يكافحون لبناء نظام غير قائم أصلا، ومن بين الدروس الكثيرة المستفادة من هذه الثورة هي أنه " ما حك جلدك مثل ظفرك" و " بيدي لا بيد عمرو"، حيث أن الرهان على الخارج وانتظار الآخر المنقذ أثبت فشله، وأن السند الدولي في غياب الانسجام الداخلي بدون جدوى، فرغم أن الغرب احتضن وساند الثوار بالمال والسلاح، ورغم أن المجتمع الدولي (بقيادة فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وسلبية الصين وتخلي روسيا) عزل القذافي وحاصره وجمد حساباته وأصدر في حقه مذكرة بحث دولية، ورغم أن حلف الأطلسي يوفر غطاءا جويا للثوار ويواصل قصفه لكتائب القذافي وحصونها منذ 4 أشهر، ورغم الاعترافات المتتالية بشرعية وتمثيل المجلس الانتقالي لليبيين، إلا أن الثوار لازالوا بعيدين كل البعد عن حسم المعركة، فلو أن الليبيين استطاعوا توحيد صفوفهم وتذويب خلافاتهم الشخصية واختلافاتهم القبلية والعشائرية لتمكنوا من عزل القذافي من أقرب أقربائه ونزع كل فرص التعاطف معه وقتله معنويا ورمزيا وشعبيا، أما أنهم استعانوا بالغريب واستقووا بالأجنبي فإن بعض الليبيين اختاروا الاصطفاف إلى جانب "القائد" الذي أضحى في أعينهم "البطل المجاهد" الذي يواجه بصمود " جيوش الصليبين" من الخارج ومؤامرات " الخونة والمتمردين" في الداخل.
الثورة اليمنية: حين تذوب القبلية والطائفية في كأس الثورة
رغم ضعف الاهتمام الدولي والإعلامي بهذه الثورة، إلا أنها أثبتت أنها أرقى الثورات السلمية وأكثرها تنظيما، فالشعب اليمني الذي يمتلك حوالي 60 مليون قطعة سلاح، ترك كل ذلك جانبا واستبدل المسدس بغصن الزيتون واندفع إلى مختلف ساحات التغيير صادحا بشعار " سلمية سلمية"، وذلك خيار ومنهج يحتاج لوعي كبير بأولوية الأساليب النضالية وإيمان عميق بقيمة الثورة السلمية وجدوائيتها ونجاعة ثمارها وطيب حصادها، وعلى العموم فذاك ليس بغريب على شعب له حضارة موغلة وتاريخ عريق ومستوى تعليمي مهم (21 مؤسسة جامعية) ومجتمع مدني قوي وأحزاب شرعية و حراك سياسي منظم، ومن بين أهم العبر المستنبطة من هذه الثورة هي أن الدولة الديمقراطية هي الوعاء الوحيد القادر على استيعاب الجميع دون استثناء وبغض النظر عن الانتماءات العرقية أو الطائفية، حيث برهنت على أن الصراعات القبلية والعشائرية والحروب الطائفية (صعدة) التي كان اليمن مسرحا لها منذ الاستقلال كانت فقط صنيعة النظام الحاكم الذي كان يعمل بمختلف الأساليب والسياسات والمخططات على إلهاء اليمنيين بمعارك جانبية مستنزفة ويشغلهم عن النضال ضد تسلطه وفساده بصراعات هامشية كان يؤطرها ويغذيها ويعمل على استدامتها، وحين خرج الشباب ضد هذا النظام المستبد ـ ولحق بهم الشيوخ بعد ذلك ـ استطاعوا أن يوحدوا الجميع تحت نفس الخيام في مختلف الساحات، حيث ولأول مرة جلس الحوثي (شيعي) جنب الجلحي (سني) والشمالي (المتمسك بوحدة اليمن ) جنب الجنوبي (المطالب بالانفصال) والهمداني جنب الشولاني (أقدم الصراعات القبلية) والحاشدي (أكبر قبيلة) بجنب السنحاني (اصغر قبيلة) دون تمييز أو ثأر أو ضغينة وهو أمر ما كان ليحدث لولا الثورة التي أماطت اللثام عن الاستبداد وعرت النظام الفاسد على حقيقته ووحدت اليمنيين من كل المشارب على مطلب واحد " وطن الكرامة الذي يتسع للجميع".
الثورة السورية: قمة السلمية في مواجهة ذروة الوحشية
هذه الثورة التي لا زالت لم تحسم بعد أهدافها استطاعت أن تقتطع لنفسها مكانة خاصة بين الثورات العربية، حيث تمكن الثوار من التأسيس لخط تصاعدي وزخم ثوري ما فتئ يتضاعف كل جمعة، هؤلاء العزل الذين أعطوا الدروس تلوى الأخرى في الصمود في وجه أقوى آلات القمع وأكثر الأنظمة البوليسية استبدادا بالمشرق العربي، حيث رأينا عبر الصور والفيديوهات المهربة كيف تواجه الصدور العارية الدبابة، والرؤوس الشامخة الرصاصة، والأعناق المشرأبة المقصلة، والأقدام الثابتة الجرافة، كيف يسقط مئات الشهداء على مذبح الحرية ( أكثر من 1600 شهيد بينهم 100 طفل)، وكيف يخيط آلاف المصابين جراحهم (حوالي 12 ألف جريح)، وكيف يساق الثوار إلى معسكرات ودهاليز النظام ( حوالي 15 ألف معتقل)، وكيف يهرب الآلاف من البطش نحو الجيران ( حوالي 17 ألف لاجئ بتركيا ولبنان). ورغم وحشية وقسوة النظام إلا أن الثوار لا زالوا متمسكين بالنهج السلمي ـ رغم كلفته الدموية ـ إيمانا منهم بقيمته السياسية وقوته الأخلاقية، كما أنهم أثبتوا أن الحرية لا تعطى ولا تمنح على طابق من ذهب بل تنتزع انتزاعا، وأن الاستكانة والجمود والرضى بالأمر الواقع وملازمة البيوت والظل وغرف الانتظار لا تأتي بتغيير أو إصلاح لنظام متسلط وفاسد فما بالك بإسقاطه، وأن وطن الكرامة لا يتأتى بالتمني والدعاء وحده بل بشتى صنوف التضحيات الملموسة بالغالي والنفيس.
الثلاثاء, أغسطس 02, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

الديمقراطية ترف غير ثوري .... والإستبداد فيه شفاء للناس ؟؟؟؟ / أحمد بادي محمد سالم

أولى خُلاصات وإستنتاجات مركز الساقية الحمراء للدراسات الإستراتيجية التي نشرها على صفحات إعلام العدو بعد دراسة مستفيضة لواقع حركة التحرير تؤكد أن الديمقراطية الشعبية بدعة غير ثورية تثبط عزائم الشعوب الثائرة  وتحيد بها عن هدفها المنشود وبعبارة أدق الديمقراطية ترف تنغمس فيه الشعوب يؤدي بها الى الهاوية .  يشبه مركز الساقية الحمراء للدراسات الإستراتيجية مفاعلات الأبحاث النووية في عالمنا العربي التي تجاور المواطن دون ان يراها قبل أن تدمرها الآلة الإسرائيلية في غارة ليلية خاطفة أو يمنحها الزعيم للإمبرياليين  هدية مقابل ضمان ديمومة كرسيه ’  وذلك   لسرية نشاطاته وصعوبة معرفة الكثير من تفاصيل نشأته وغموض مصاريف الميزانية التي يبني عليها خطط أبحاثه ومع كل هذا  يفاجئنا المركز النموذج بهذا الإكتشاف الباهر .
الترف غير الثوري الذي يسمى ديمقراطية بحسب المركز إنما هو معول هدم لايليق بمقامات الثوار وهاماتهم العالية ولا بمصائر الشعوب التواقة للإنعتاق  , كيف بالله عليكم ؟!  ينزل الثوري من برجه العاجي كي يقبِّل أوجه الشعب ويترجاه المغفرة  ومنحه كرسي الولاية بالتشريف الذي يدعى جزافا إختيار القاعدة لممثلييها الشرعيين مدام أنه الملهم الوحيد والوصي المؤتمن على مسار الثورة والبقية مجرد قطيع يتبع الزعيم ولو الى جحر ضب !!  
مصائب الشعوب المغلوب على امرها ليس في فساد النظام وكساد أفكار طقمته وإنما في حمية المثقفين الملكيين أكثر من الملك , يذهب هؤلاء مفقوعين أو زاهدين في نعيم سنوات السلم الزاخر تلقاء البحر والمحيط وجزر الواق واق  ثم يعودون أكثر ولاء كمن به مس من الشوق لأيام العز والهناء , يجاورون الديمقراطية ويكتشفون مزاياه الكثيرة ثم يرجعون وقد  تجسد فيهم المثل الشعبي  "شاف ازراڤو ماظاڤو " .
بحسب أبنائنا الذين هاجروا بعدما اطلعتهم " القدرة العاتنة"  على إفلاس النظام حتى في سنوات تماسك أطرافه التليدة فإن الديمقراطية لعبة وقت ضائع  لاتليق بمن يريد الحرية . ففي مسار الثورة لايوجد وقت للإنتظار حتى بعد أكثر من  عقدين من الجمود  .
 مدام الوقت ثمين  في مسار الثورات فإنه   يصح وبالرجوع الى صلب دراسة مركز الساقية الحمراء  القول  أن لاوقت لترف من قبيل الإنتخابات النزيهة التي تتطلب وقتا وتُكلِّف جهدا  وتستلزم بالضرورة اوجود برنامجا سياسيا يقدَّم للقاعدة  كي تختار مرشحها الذي تريد .  ثم مامصلحة الشعب في التناطح حول كرسيء فارغ في أرض جرداء كل  أربع سنوات ؟!  . يعرف المركز أشكال القيادة التي تحكمنا ولذلك ربما تكون خُلاصات دراسته تلك  منطقية بالنظر للعينة التي إختار  . خذ مثلا  فئران تجارب ثورية وضعها تحت المجهر أكثر من ثلاثين سنة وفي درجة حرارة عالية وبأرض جرداء منفية مع حَقنِها بمصل "اللي كان يكتل ماتلى إيحشم"  ستدرك إن الجهد الذي قضاه المركز في الدراسة لم يكن عبثا . صدق المركز إذن  وأصابت الدراسة !!
تصيب بكتيريا الديمقراطية المجتمعات التي تكثر فيها مستنقعات تسمى مراكز الأبحاث وأوحال تدعى مجتمع مدني بأحزابه وهيئاته وترف غير ثوري يطلق عليه صحافة حرة لذا عادة ماتكون الشعوب الديمقراطية الأكثر جهلا بمقامات رجالاتها الثوريين . في فرنسا مثلا لاتضاهي شهرة برج إيفل  نضالات الجنرال ديغول . في الصين كذلك الشهرة للسور العظيم لا لزحف ماو تسو تينغ الشهير . في روسيا البلشفية يغطي الثلج عطاءات لينين . فأنظر أين تقع هذه الدول إنها في الحضيض التكنولوجي والعلمي والاخلاقي ,أعاذ الله ثورتنا من داء الديمقراطية الغشيم .
الشفاء الكافي  في وسط هذا الطاعون المنتشر بسيط وبين ايدينا علِمه من علِمه وجهِله من جهِله ومع ذلك فإن المركز لم يبخل علينا بتقديمه كوصفة جاهزة لمن ألقى السمع أو كان بصير فالبديل عن الديمقراطية ليس أعور ولامجهول إنه الإستبداد العظيم .  في كل ثوراث الشعوب على ظهر هذه البسيطة لاتظهر سوى بصمة الزعيم الخالد والواحد أو بقية رفقاء تسمى مجلس قيادة الثورة أو ترتقي بها السنوات الى اللجنة التنفيذية ثم يصعد المنحنى الى الأمانة ثم يعود الى مركزة السلطات في يد رجل واحد حينها  تنتعش إرادة الشعوب وتتوحد اهدافها وينطلق الجميع نحو الهدف المنشود برأس واحد وفكر واحد وحتى بندقية واحدة لقنص العدو .
مع الإستبداد يصبح مسار الثورة فرض كفاية لايتلظىء بشظايا جمره سوى الثوريين الأفذاذ من قبيل الإطارات الوفية والقيادة الشرعية التي واكبت الأمر منذ فجر التأسيس  وبهذه الصورة يصبح الإستبداد شفاء للناس من سقم النضال الطويل ,,لتنام الشعوب  حتى تأتيها القيادات الثورية بهدية الإستقلال ولو بعد قرون فعمر الثورات لايقاس بعدد  مادامت النتيجة ستكون النصر الأكيد لا المنفى الطويل .
لم ينعم الكثير من أبناء  الشعب الصحراوي برحالات طويلة الى بقاع العالم لذلك لايرون  من الديمقراطية إلا الصورة التي ظاهرها التميز وباطنها بحسب مركز الساقية الحمراء ترف لايفيد الثورة في شيء . ولأن جل القاعدة فاقدة "لسن لعقل " بالمصطلح العامي  ولايدرك عمق الأشياء كفى الله الصحراويين شر التفكير في مصير قضيتهم مدامنا نملك قيادة حريصة على الهم العام  وبأيديها مفاتيح الخير كله .
وبهذا تكون الديمقراطية متعة لاطائل من ورائها ,أما الإستبداد ففيه للقضية نصر  ولو بعد حين وللقيادة الخلود الأبدي . ومزيد من الفتح لقراءة المستقبل بعيون مركز الساقية الحمراء لدراسة ماوراء أفق منفانا السرمدي.

الثلاثاء, أغسطس 02, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا

المفاوضات إلى أين ؟؟؟؟/ بقلم: أندكسعد ولد هنان


        تحدي الربح السياسي لأهداف القتال و الصمود  !!!؟؟؟                                        
"  أعدلوا قبل أن تبحثوا عن وطنكم في مقابر التاريخ "
                                                                                                   
  موسى الصدر- جنوب لبنان


الموقف الوطني القائم عندنا يستوجب القول: أعدلوا وتيقظوا قبل أن نبحث عن وطننا في مزابل التاريخ .
      لا نختلف اليوم على دقة ومفصلية الموقف الوطني، إسقاطا إلى صدمة النتائج بين ما كان مُؤَمَلْ ومَا هو مُحَصَلْ من التعاطي الصادق الساذج المرهق البريء حتى لا نقول البليد مع الهيئة الأممية من منطلق الإلتباس الواضح و الخطير في  فهمنا أصلاً لماهيتها قبل وفي خضم التعامل معها، بمعنى أننا نتعاطى معها باعتبارها حامية الحق و العدل و الإنصاف و الأمن و الآمان في وقت هي في حقيقتها حوصلة تلاقي إرادات المصالح وقوى النفوذ و التنفذ، و تنظيم إيقاع و ضوابط وآليات التعاطي و التقاطعات بين مصالح المتنفذين و أدوار المنفذين وتطلعات و تظلمات أصحاب ساحات النفوذ ،المنفذ فيهم وعليهم....
فمقتضيات التحليل السليم، تقتضي استحضار وحضور كل الأبعاد ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة في تركيب عناصر صورة المشهد العام القائم و المحتمل وبالتالي تَمَثُّلْ المخاطر والتحديات والمخارج و السيناريوهات تفاديا لكل المخاطر واستعدادا وتحسبا لكل الاحتمالات، من خلال تقوية وترسيخ وتجذير عوامل و عناصر وأسباب الصمود الوطني بمفهومه العميق الشامل والمنسحب، لنسج عوامل وشروط حسم المواقف وطلائعية المواقع لتقصير عمر الصراع والمأساة،من منطلق تكثيف الجهود وتنسيق تناسق أنساق إدارة الصراع وتوجيه الجهود والمجهود الوطني الشامل لتحقيق التطلعات الوطنية في الحرية والانعتاق و الاستقلال و إقامة الدولة الوطنية الصحراوية على كامل ترابنا الوطني: الصحراء الغربية أي الساقية الحمراء و وادي الذهب. في عالم لا يكترث للضعفاء،لأن من يرضى بالهوان يَهُونُ و يُهَانْ .عالم لا مكان فيه للتباطؤ أو التقصير أو التقاعس أو العمل المبعثر، و لا التحاليل المفرطة في التفاؤل أو الموغلة في التشاؤم إلى درجة التفريط. ولا "ثقافة" ونهج التوريط الذي يوصل إلى التفريط "ثقافة" انتصار الرّغيف والتّأثيث على قيم الحياة الكريمة والإنتخاء للحق والحقوق المشروعة في الوجود و السيادة والاحترام والعزة، وذلك بالإقلاع عن الأبوية وتوهم الوصاية واستخلاص أن التعاطي المبعثر الارتجالي البريء الساذج الانفعالي المفعول فيه بدل أن يكون فاعل، إذا لم يرقى إلى مصاف الفاعل. نتيجة حداثة التجربة حتى لا نقول انعدامها في التعاطي مع الأمم المتحدة والمفاوضات:   ( آلياتها، أساليبها، تنظيم إدارتها وإدارة انسياق أدوارها، وجولاتها وتدرجاتها و تداخلاتها، وبالتالي مراكمة تراث من ثقافتها هي بحد ذاتها). بإعتبارها هي في حد ذاتها كذلك حرب وأحيانا كثيرة مهلكة ؟ فإن كانت الحرب تعرف في أنساقها المسلحة أنها: هي امتداد للسياسة بوسائل العنف. فإن المفاوضات هي كذلك حرب وهي امتداد للسياسة بوسائل ناعمة. وهنا يطرح الربح السياسي لأهداف القتال نفسه كتحدي، وتطرح المفاوضات وتحدي براعة إدارتها تحدي، معقد ومركب لرفع التحدي، باعتبارها حرب من نوع آخر لها أسلحتها ووحداتها ومعاركها الرئيسية والفرعية وأنساق الهجوم والانسحاب وحقول الرماية و التراشق وحتى أحيانا فنون وتقنيات القتال المتلاحم، يتوقف نجاحها كما الحرب المسلحة على محورية براعة إدارتها بمفهومها الشامل المتكامل وتنسيق وتنظيم إدارة تناسق أدواتها وتحولاتها وضبط إيقاعها والمعايشة الحيثية التراكمية لتأثير كل العوامل الداخلة أو المتدخلة المتأثرة والمؤثرة سلبا و إيجابا في إيقاعها ونتائجها ومدِّها وجزْرها.لا مكان فيها للعفوية و لا الشخصنة و لا غيبية ولا قدرية  " أ رَيْظَ و أَلْمَزْنَ " ولا طبعا "  سَرَحْ أجْمَلْ لَعْوَرْ"، ولا كارثية إستعجال النصر على قاعدة " أدَّرْجَ مَا يُشَلْوَدْ ِبيهَا " ولا تختزل في من هو                              "  ألْ شَايْلْ رَاسْ أنْعَامَ "، لأن " أَلْشَيَلْ " هو الشعب والقضية والأهداف والطموحات والتطلعات، وباعتبار أن " هَنُّونْ " الوحيد هو الشعب في البداية والصيرورة و النهاية هو دوما صاحب "  أشَّيْلَ " على قاعدة  (  أشَّيْلَ يَ هَنُّونْ ،  يَ هَنُّونْ أشَّيْلَ  ).
القضايا المصيرية لا ينظر لها ولا يتعاطى معها بالعفوية ولا السذاجة و لا القدرية ولا تقبل التسطيح السياسي ، بل تتطلب إقران الشعارات بالحسابات، لأن الذي ينتصر دائما هو الحسابات.
وتحليل المنحنى البياني للتفاوض يلاحظ أنه منحنى تنازلي ، في إختلال بيِّنٍ خطير وكارثي بين مكاسب وطنية وازنة و مُرَجِّحَة حُصِّلَتْ أصلا بتضحيات جسام ومعاناة كبيرة وصمود و استبسال قلَّ له نظير، لتوظف في فرض وترسيخ شروط الحسم و النصر، في وقت تم التنازل عنها على دفعات في أول جولات العلاقات العامة للتفاوض (وقف إطلاق النار، التنازل لبقاء الإدارة والجيش والمستوطنين المغاربة في الإقليم؟! ، هدايا إطلاق الأسرى لفلان و علان لتختزل كل معاناة تحصيل المكسب الورقة واحتمالات توظيفها للمناورة والضغط وحتى الترجيح، لتختزل في مجرد التقاط صورة ؟!  قبول توسيع لوائح المقترّعين؟! ، مجانية إعطاء ضمانة قبول بقاء مئات آلاف المستوطنين المغاربة في أرضنا في حالة حصول الاستفتاء ؟!  قبول خطة بيكر؟...................)
في تخمة تنازلات أقل ما يقال عنها   "  الْكَرَمْ اللِّي لَهِ تَعْگْبُ أسْگاطَ  "      لم يقل لنا:
أسْگاطَ على من ؟؟ ولماذا ؟؟  وهل جئنا و كافحنا و قاتلنا وتشردنا و عانينا ما عانينا و قدمنا من التضحيات ما قدمنا بكل شجاعة و إقدام  و إستبسال     و سخاء، لنجد أنفسنا أمام سؤالي: ألمنفى و اللجوء الى مالا نهايه ؟؟  أو أَسْكٌاطَ على من ؟؟  و لماذا ؟؟
 و ما الذي أوصلنا إلى أن نكون أمام سؤال المسار و المصير ؟؟؟
السبب يعود بالاساس الى التعاطي مع المفاوضات و بالمفاوضات بشكل منفصل بل حتى منفصم،عن كونها فقط إحدى أوجه ألفعل المقاوم، الفعل المقاوم بمفهومه الشامل الذي يفترض أن يكون: شامل متكامل و متناغم. مما أحدث خلل خطير ترتب عنه مع الوقت نوع من الشلل العضوي ، إن صحّ التعبير، بحيث أختزل كل شيء في المفاوضات، وكأنه بها وحدها سيحقق كل شيء وبالتالي نحن في غنن عن كل واجهات و تمظهرات         و جبهات الفعل المقاوم الأخرى ، بل أكثر و أخطر من ذلك  فإن ألقييمون على إدارة صراعنا مع المحتل الغازي كأنه خييل لهم حتى ، أنهم في غنن عن دور ألإنسان الصحراوي بإعتباره في الجوهر و الأساس هو وسيلة و غاية حسم الصراع مع الغزاة ، به و له ؟؟ في خلل جوهري قاتل ؟ لا يتوقف عند التسطيح القاصر و المقصير لإدارة الصراع ، بل يطرح تحدي النقاش الوطني الصادق المسؤول الواعي المتسامي المناقبي وبكثير من حس القيادة التارخية المناقبية، للمشروع الوطني في حدً ذاته، ليس من حيث الغايات وسقف الأهداف و علاقة ذلك بالإيمان والإصراروالتمسك بالحق في الوجود والإستقلال و السيادة و إقامة الدولة الوطنية الصحراوية ، و الإيمان بها: حقيقة تارخية لارجعة فيها، بل يتعلق الأمر بإدارة الصراع ؟ ، النجاعة و تظافر الجهود؟ إدارة التجربة و علاقتها بعنصر الصمود من خلال الطمأنة و الإقناع بالإرتباط بالمطلب الوطني، و علاقة ذلك بالتناسب طرديا أو عكسيا، بالتمييز و التمايز أو التماهي بين المشروع الوطني بكل حمولته الوطنية، و مشروع الإحتلال بحمولته الإحتلالية  ( و للمزاييدين على الوطن و الوطنيين نقول: نحن شركاء في الوطن و المعاناة و نبل الغايات و الإيمان بأن:      حَمَلْ أَجْمَاعَ رِيشْ،  و ليس إختزال القضية في إعتبارها: كٌارَبْ مَكْسُورْ ، و التستر وراء المزايدات و التوريط و بالتالي  التفريط ؟؟؟ ) ، أختزل كل شيء في المفاوضات دون أن نُوَّفَقَ في تحويلها الى زخم و آلية لترجمة تظافر كل الجهود و تراكمات مكاسب جبهات الفعل الوطني المقاوم الأخرى، و تأثيرها الإيجابي المفترض على آلية و زخم الفعل المفاوض المقاوم ، ناهيك عن أن يُتَعَاطَى مع الفعل المقاوم المفاوض بشكل مشخصن أي على مقاس الأشخاص، بدل أن تكون الكلمة العليا فيه للمؤسسة و ليس للأشخاص، تُرَاكَمُ فيه التجارب و تٌستحدث فيه الأساليب و الخطط، بل ظلَّ : إرتجالي إنفعالي فوضوي يستند الى ألإنتظارية يركن الى ردود الأفعال بدل الفعل المبادر صانع المبادرة ، طَبَعَتْهُ الرتابة . في وقت يراكم العدو ما يكفيه و أكثر من دراسة أفراد وفدنا المفاوض و لا أقول طاقمنا المفاوض ( ببساطة لأن كلمة طاقم: تعني التكاملية و العمل المنظم ، و هو نقيض ما هو حاصل عندنا ،    و إللا فنحن نطالب بندوة وطنية للأطر يفسرلنا و يعرض علينا الوفد المفاوض الدائم ، ماذا حَصَلَ و حٌصِّلَ ؟ و يقنع الشهداء بأنهم كانوا في غنن عن أن يستشهدوا؟؟؟ لأنه وصي على المصير أكثر من دمائهم الزكية الطاهرة........)،  دراسة وفدنا المفاوض:مؤهلاتهم أدائهم أمزجتهم ، حتى أصبح بإستطاعته التشويش مسبقا على أنساق ردود أفعالهم و كأنه بل الأكيد راكم أَتْشِيبْ( CHIP ) يمنحه التأثير لاإراديا بالرُمُوتْ ـ كُونْتْرُولْ     (ROMOT- CONTOL)  في إرباك أولويات إهتمامات ووجهة و زخم ردود أفعال مفاوضينا ( مراجعة و دراسة كيفية التذاكي على محاورينا من مناظريهم على قنوات و منابر الإعلام و تمييعهم المتعمد لمحتويات النقاشات و تفريغها من مضمونها الإقناعي المرافع عن مطلبنا الشرعي، و إنجرارنا آليا وراء إستفزازاتهم المتعمدة حتى نتحول إلا مجرد ظاهرة صوتية ترد على إستفزازهم لتضييع الوقت، إذا لم يدخلوننا في متاهات مدرسة التحليل النفسي الفروئدية: و هل هي غربية أم مـ....غربية ؟؟؟ ، ردود أفعال وفدنا المفاوض المختلفة المتضاربة المتفاجئة المرتبكة ؟؟؟) ، في وقت عدونا يغيير بإستمرار تشكيلاته المفاوضة، مما يؤكد أنه يعمل بشكل مؤسساتي ، أي إدارة تراكمية ثابتة مؤسساتيا و متغييرة و حركية كأساليب و برامج  و خطط و طواقم   ( المؤسسة هي الثابت، الأشخاص متغييرون زائلون هم: المتغيير...) حسب مقتضيات الفعل و الإيقاع التفاوضي من جهة ، و كذا التحديات المطروحة و المناورات المطلوبة خدمة طبعا للأهداف الخبيثة من جهة أخرى، أي الدينامكية و الحضور و بالتالي العمل على قاعدة مراكمة التجربة.
وهذا في الأساس هو جوهر ومكمن التحدي عندنا  ؟؟؟
 الحسم فيه يتوقف علينا  ؟؟؟
 وعلى قدر حسم و حزم الحسم و وجهته ،  يتوقف: هل لنا أم علينا  ؟؟؟
إختلال وتناقض خطير وكارثي مؤلم بل مفزع بسببه نحن نخسر ومن خسراننا يكسب عدونا ما عجز عن كسبه بتدبيره ( في إدارتنا مثلا للحرب المسلحة راكمنا وكسبنا شروط كسب كل شيء، وفي إدارتنا لشروط السلام فشلنا في كل شيء ؟! )
لدينا خلل عميق في التعاطي مع مقتضيات صراعنا مع العدو، يتطلب وقفة وطنية جادة و بِتَمَثُّل استراتيجي للصراع ( أسبابه، مساره ومصيره؟ ). عدونا يزج بكل شيء لحسم الموضوع لصالحه وهذا لا يعني البتة أنه قوي وقادر و لا لديه أدنى شروط الحسم، بل فاشل ومرتبك و متخبط وعقيم ليس لديه أفق كل ما يقوم به مرتجل و ردود أفعال،...، كل ما يعتمد عليه و يستند إليه هو إ ستثماره لنقاط ضعفنا خصوصا مضاعفات و نتائج قصور و تقصير الطلائع والقيادات.
نحن نتعاطى مع الموضوع كأنه مسألة ربح أو خسارة بشكل قدري  : ( انتظار وفاة الحسن الثاني، الخلافات الداخلية في المغرب بين القصر والجيش؟ وهم على وهم، وكأن العامل البيولوجي لديهم فقط ولا يعنينا نحن!!؟؟ ) وهذا منتهى أَلأَعْشَوِيَه السياسية إذا صحّ التعبير،أي عمى ألألوان السياسي ، في وقت يعمل عدونا بإعتبارها مسألة مصيرية لا يقبل فيها لا جدل ولا خلاف و لا اختلاف، نجح النظام الغازي على صعيده الداخلي في تحويل احتلاله لأرضنا من اعتبارها قضية نظام إلى ربط العقل السياسي الجمعي المغربي إلى اعتبارها قضية " وطنية " من جهة، و من أخرى سوقها خارجيا بإعتبارها مسألة مصيرية يتوقف عليها استقرار النظام العلوي في المغرب، و ما لذلك من علاقة مباشرة وتداعيات على أمن ومصالح تخوم أوروبا جنوب البحر الأبيض المتوسط ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية الجيوستراتيجي ( الإرهاب، الأمن والإستقرار، الهجرة السرية، المصالح الإقتصادية و المبادلات التجارية...).
في وقت يحدث عندنا العكس، تحصل لدينا رِدَّهْ ، نفشل تنظيميا وسياسيا واجتماعيا في الحفاظ و ترسيخ وحدتنا والتفافنا العفوي حول قضيتنا وخياراتنا المصيرية، حتى وصل الوهن السياسي إلى حد أن الفشل في الإقناع للإنضباط التنظيمي والسياسي أصبح يعوض عنه ب:                    " الْمَنْ بِالْغَرْفَاتْ " و بدل أن تكون تجربتنا التنظيمية ، تجربتنا في تجريب إدارة تجربتنا الوطنية، بدل أن تكون مبعث استقطاب وإقناع وطمأنة حصل العكس ، بدل أن يحصل ما كان يجب أن يحصل !!!؟؟؟ .فإستمرأت القيادات القول وهجرت الفعل، وأصبح الزمن في أماكن أخرى يتقدم وعندنا يراوح مكانه، وطلائعنا تجتر خلافاتها و اختلافاتها، تتقاذف الإتهامات ولا تجيد إلا كيل الشتائم بعضها لبعض، تدور في دائرة مغلقة تتفنن في تفريغ تبريرات إخفاقاتها وقصورها و تقصيرها، فغابت الطلائعية بغياب المناقبية وبالتالي الإحترافية التي تعني: أن لا تكون عاديا في عملك و أدائك بل مبدع فاعل و إيجابي، و حل محلها " أَتْحَطْرِيفْ "، فترهلت همم الرجال و حلت " ثقافة " تحقيق الأحلام الشخصية و لو بتدمير الآمال العامة، يقال إن : " صاحب الإيمان تنصره نفسه، و صاحب الطمع تخذله نفسه ".
و بالتالي اهتزت المصداقية في الطلائع و القيادات، وهنا مُسَّ رأس المال الوطني، لأن الارتباط الوطني والانخراط في المشروع الوطني: طوعي إرادي عفوي، ليس هناك من هو مرتزق أو طفيلي أو متطفل أو أجير في المشروع الوطني يتوقف عطاؤه على مايقدم له ؟!  ليس هذا فحسب بل الأخطر أن تُمسَّ في الجوهر مساحة التمييز و التمايز بين المشروع الوطني بحمولته الوطنية ومشروع الإحتلال الذي لاَيتوانى عن "  تَسْمَانْ كَبْشْ ألْعِيد " و بالتالي تحصل ضبابية الرؤية لمسافات التمييز و التمايز إذا إمْتُهِنَتْ كرامات الصحراويين !!!؟؟؟
من هنا بدأ التآكل الداخلي ، وبدأت ساعة الرمل تسير لصالح عدونا ، وهي كذلك إذا لم نتدارك الأمر و نلتقط اللحظة التاريخية ، ونحسم جميعا في الخيارات ونجمع أمرنا على أمورنا. و بالإمكان إذا صدقت النوايا وصفيت القلوب، انطلاقا من أن الجبهة ظاهرة وطنية إذا صلحت الظاهرة صلحت المرحلة.
و لتصلح الجبهة الظاهرة حتى تصلح المرحلة يتوقف ذلك على :
1. مراجعة الوحدة الوطنية في العقول و العقليات والمسلكيات والعلاقات،    و ذلك بإعادة الاعتبارلكرامة الإنسان  الصحراوي ومحوريته في المشروع الوطني باعتباره وسيلة وغاية تحقيقه و نجاحه .
2. الفصل الواضح و القاطع فكريا و سياسيا و تنظيميا و عمليا في اللبس     و الالتباس الحاصل، بين هل نحن مقاومة  و حركة تحرير بأهداف وعقليات وخطاب وأساليب وخطط و برامج و بالتالي إدارة التحرير؟ أم " دولة "  في  المنفى إلى ما لا نهاية ؟! وبالتالي وقفة وطنية جادة ومسؤولة لتحديد           و توضيح المفاهيم و الأهداف ؟ على ضوئها تتحدد المواقف و الخيارات      و بيان القواسم المشتركة : تحقيق الإستقلال، عودة اللاجئين مكرمين، إقامة  الدولة الوطنية العادلة والمطمئنة، و  ليست "  گُوگُّوهْ  " .
3. فتح نقاش وطني فكري صادق واضح و شفاف يشارك فيه كل الصحراويين دون استثناء أو إقصاء أو تهميش دون  مزايدات  ولا تسفيه     و لا تشفي ، يفضي إلى إجماع وطني شامل في التفكير و الأحاسيس          و المشاعر و الأهداف و تقاسم أعباء التحرير بكل رفاقية و وطنية و تكريم .
4. مراجعة صادقة وبحس  كبير من المسؤولية لكل مؤسسات و روافد جبهات الفعل الوطني : خطط برامج أساليب عمل ضوابط فعل و تفاعل وتفعيل لضمان أكبر قدر ممكن من التناغم الوطني بين المؤسسات فيما بينها وفيها من جهة و روافد الفعل الوطني و الامتدادات الوطنية في كل مواقع تواجداتها.
5. توسيع دائرة القرار السياسي، وتحديث إدارة الفعل الوطني على أسس علمية تساير الركب وتتعاطى مع التحولات بعقلية تتماشى مع إيقاعات الصراع و حركة الفعل و التفاعل لأن السياسة هي موازين قوى، وهي إدارة متحركة للصراع  و التحولات. والقيادات التاريخية مطالبة بتحقيق ما يحتاجه الشعب وليس بالضرورة ما يريده . أحرى  أن تكون قاصرة ومقصرة في وعن تحقيق ما يحتاجه و ما يريده ؟
6. المراجعة العاجلة بل المستعجلة حتى ، لمؤسسة جيش التحرير الشعبي الصحراوي : تنظيما وتدريبا وتجهيزاً  وتأهيلا و تحديثا لعقيدتها القتالية، ورفع روحها المعنوية وضمان أمنها و تأمينها : مواقعا و عتاداً و أفراداً . ومدِّها بكل الشروط و الأسباب المادية والمعنوية و المكانة ألمستحقة كمؤسسة: سيادة وردع و ترجيح . ضمانة  وطنية في كل الاحتمالات.
7. التفكير الجاد و المراجعة الصادقة و العاجلة لإيجاد سياسة اجتماعية صحيحة و مدروسة ( الصحة، التعليم، الخدمات، الاستفادات،...)، توظف الإمكانات الوطنية في خدمة المواطنين بشكل فعال للتخفيف من معاناتهم وتحسين أحوالهم الصحية و المعاشية و التعليمية، وإعطاء الأولوية لجرحى الحرب و النساء والأطفال والعجزة و المسنين و المعاقين، و ذوي الاحتياجات الخاصة. أظن أن هذا حقل خصب للتكفير عن الأخطاء وصقل المصداقية بالنسبة للقيادات التي لازالت تمتلك وازع ضمير و حس المسؤولية والقيادة المناقبية.
8. هجمة سياسية وطنية على كل جبهات الفعل الوطني: قواعد شعبية ، مدن محتلة ، جاليات ، ريف وطني ، تدريبات وجاهزية في الجيش بعيدا عن التهديدات الهوجاء الجوفاء، تحرك دبلوماسيا و نشاطا إعلاميا...إلخ
تأسيسا على ما سبق و من منطلق أن التفكير السياسي عموما و الوطني خصوصا هو تفكير بالبدائل والحلول، في بعض الأحيان هي بين ألسيء و الأسوأ. و الحصافة في السياسة و التفكير السياسي دائما تكمن  في : ما هو البديل الأنجع بين البدائل المتاحة  ؟ واعتبارا لكون عنصر الصمود هو الفيصل ، و الصمود يتوقف على إرادة الإنسان الصحراوي المؤمن الواعي المقتنع ، وقدرتنا على الاستفزاز الصادق المقنع الواعي لمنسوب قِيَّمِهِ وخصاله الحميدة من تضحية و عطاء وتفاني و إخلاص رغم التقصير الذي حصل في تثمينها والبناء التراكمي بها وعليها، إستفزازها من خلال قيَّمية طلائعنا و مشروعنا الوطني  المتّصفة والمتصف بالقدوة المحفزة على الإقتداء ، وخلق أسباب و شروط طمأنته بعدل وإنصاف وأمان وشفافية إدارتنا لتجربة تجريب نموذجنا الوطني و الابتعاد النهائي عن كل أسباب تشوش الرؤية في العقليات والمعاملات والعلاقات بين الأفراد و المؤسسات على ضوء الواجبات والحقوق دون تقصير أو حيف.
و بحصول الاستنهاض الشامل وتفعيل كل جبهات الفعل الوطني، بشكل متناغم وفق خطة مدروسة ليست ظرفية و لا انفعالية، و بعث عوامل   و عناصر الصمود وترسيخها. فإننا نكون قد استعدنا أوراق التعاطي مع الأمم المتحدة و التفاوض مع العدو من موقع قوة من خلال: طرح على الطاولة شروط تفاوض جديدة وازنة و مرجِّحة وضاغطة تجسيم و تستثمر و تترجم فعل و وقع شروط وعوامل الربح السياسي لأهداف قتالنا و تراكمات مكاسبنا المترتبة عليه من: اعترافات دولية، و إجماع وطني حول شرعية المطالب و وحدانية التمثيل المؤزر بانتفاضة شعبية جماهيرية سلمية حضارية بمطلبها السياسي وملف انتهاكات حقوق الإنسان الساند لظهور والمقوي لحجة الطاقم المفاوض ، الشيء الذي سينعكس آليا على وجهة التعاطي مع الهيئة الأممية وكشفها أمام المنتظم الدولي بحشرها أمام امتحان المصداقية، بتغيير شروط اللعبة و التعاطي، بشكل ذكي ومحترف، ليس انفعالي ارتجالي كما حصل في الأيام الأولى للصدمة ( عدم وجود تنسيق و لا تناسق، موقف متفاجيء ، و صدمة و اندهاش مكشوف على الآخر، كل يندب حظه) ؟ من جهة ، ومن أخرى التحكم في مسار المفاوضات مع العدو و إفشال محاولاته الخبيثة الماكرة بإيهام المنتظم الدولي ومغالطته بتسويق منتجه الفاسد الفاقد الصلاحية : أنه صاحب مبادرة للحل ، من خلال تقديم خطة " حكمه الذاتي " و محاولة حشرنا في الزاوية ديناميكيا و مناوراتيا. استعادة المبادرة و تغيير شروط اللعبة اعتباراً لكون عدونا يراهن بالأساس على: تآكل جبهتنا الداخلية وكسر النفسية المقاومة المجاهدة الرافضة للاحتلال، وبالتالي لما يتأكد من استعادتنا للمبادرة ويخلص إلى أن عامل الوقت أصبح في غير صالحه و شروط الصمود الوطني تتقوى حقيقة وتتعزز و تثمر، وعوامل النصر تتظافر و أن شروط حسم الصراع في تغير لصالحنا فإنه:  يسليم ويذعن ، وبالتالي  نستوفي  نحن شروط و مؤهلات  و ضمانات الإجابة على السؤال الكبير :                   
  المفاوضات الى أيـــــــــــن ؟؟؟؟
من خلال قيادة المسَيرة على بصيرة ، وبالتالي  حسم:
    تحدي الربح السياسي لأهداف قتالنا وصمودنا ؟؟؟؟  



                                        
الثلاثاء, أغسطس 02, 2011 | 0 التعليقات | إقرأ الموضوع كاملا