اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

عودة الحرب لشمال مالي والغموض يكتنف مصير الرهائن

كتب بواسطة : futurosahara on 18‏/01‏/2012 | الأربعاء, يناير 18, 2012


دخل الاقتتال بين الحركة الوطنية لتحرير إقليم أزواد، والحكومة المالية، مرحلة خطيرة تنذر باستفحال الوضع في منطقة الساحل والصحراء، في وقت لازال الغموض يكتنف مصير الرهائن الاوروبين الثلاثة الذين اختطفوا من مخيمات اللاجئين الصحراويين نهاية العام الماضي . وبتمسك كل طرف من اطراف الازمة المالية بتوجهه نحو الحسم العسكري، الأمر الذي ولد مخاوف لدى الدول المنشغلة بأمن واستقرار المنطقة، وفي مقدمتها فرنسا التي عبرت‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬الشديد‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬أعلنت‭ ‬فيه‭ ‬الجزائر‭ ‬عن‭ ‬عقد‭ ‬اجتماع‭ ‬شبه‭ ‬طارئ‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الموريتانية‭ ‬نواكشط‭ ‬يومي‭ ‬23‭ ‬و24‭ ‬جانفي‭ ‬الجاري‭.‬
وأعلنت الحركة الأزوادية أنها بدأت بشكل رسمي منذ يومين الحرب ضد القوات المالية من أجل طردها من الإقليم الذي يطالب سكانه حق تقرير المصير، وقالت إن أولى عمليات القتال مكنتها من "تحرير" مدينة منكا في الجنوب الشرقي من مالي، وبسط سيطرة قواتها عليها وطرد وحدات الجيش‭ ‬المالي‭.‬
وجاء في بيان الحركة تلقت "الشروق" نسخة منه أن انطلاق العمليات الحربية ضد القوات المالية "جاء بعد رفض الحكومة في باماكو الاستجابة لدعوات ومطالب الحركة الداعية إلى حل القضية بشكل سلمي عبر الحوار"، وأكدت أن قوات الحركة تبسط في الوقت الراهن كامل سيطرتها على المدينة‭ ‬منكا‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬بثالث‭ ‬أهم‭ ‬مدينة‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬أزواد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬والأهمية‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬بعد‭ ‬مدينتي‭ ‬تمبكتو‭ ‬وغاو‭.‬
ويرى رئيس المكتب السياسي للحركة محمود آغ غالي أن ما يصفه "بانتفاضة الكفاح المسلح" التي انطلقت أمس تختلف عن سابقاتها في تسعينيات القرن الماضي التي تمكن النظام المالي من إخمادها، وكذا عن تلك التي أطلقها منتصف العام 2006 القائد إبراهيم باهانغا، لكونها استفادت من كل التجارب ولن تقبل الالتفاف مرة أخرى على مطلب الانفصال عن دولة مالي على اعتبار اختلاف سكان الإقليم عرقيا وثقافيا عن بقية سكان البلاد، فضلا عما يصفه "بالفشل الذريع للحكومة المالية في إدارة الإقليم وبسط الأمن في ربوعه"، حيث تحول مع الوقت إلى "حاضنة لكل الحركات‭ ‬المسلحة‭ ‬وجماعات‭ ‬التهريب‮"‬‭ ‬بينما‭ ‬يعاني‭ ‬سكانه‭ ‬من‭ ‬القهر‭ ‬والقمع‭ ‬وتدهور‭ ‬أحوالهم‭ ‬المعيشية‭.