إنها الحقيقة التي يحاول البعض أن يحجبها بالغربال متحججا بالوضع تارة وبالقيادة تارة اخرى دون ان يستثني الشعب من ملامة دور المستكين في خضم محركة الجعجعة.
فغيمة الدخان المتصاعدة من قاعة التفاريتي المحررة و التي صورها البعض انها دليل على إحتراق [الطبخة] إنما كانت بقايا غبار المنازلة الحامية الوطيس بين فريق المصارعة الحكومي يؤزره جمهور عريض من اصحاب الالقاب و الصفة في مواجهة "عجول" شباب الاصلاح المنهكة جراء معركة اعتصام الخيام .
منازلة بقدر ما كانة اطرافها محترمة و جسورة بقدر ما كان فيها مشهد المتعة مختزل في مونولوج الفرد, المواطن , المحترم .,!
فبعد ان كان الضجيج الذي سببه النقاش الحاد على عدد مقاعد الامانة ان ينسحب من القاعة بعد تهيئته الاجواء لفوضى الاقتراع الخلاقة كي تتسيد الموقف فوجئ الجميع بالمواطن , الفرد , المحترم , ينتصب القامة امام الكل ليصرخ في وجوههم ." نحن محترمين"
ساد الصمت لبرهة قبل أن يطلق العنان لدموعه الدافئة وهو يسرد قصته [التيتانيكية] منذ هروبه الأشبه بالأسطورة من وجه آلة الموت القادمة للضم و الضمار الى ماراطون المفاوضات المملة و المهينة .
مليئة هي مداخلته المونولوج بأحزان الوطن و ملفوفة طبعا في أكفان الشهداء و هي التي خاطبت الكل بنبرة الخوف على المصالحة الوطنية لاجل عيون المصلحة الوطنية ممثلة في الوحدة الوطنية ..؟
... نحن محترمين.!.. لا شك في ذلك.. !
فلوصح غير ذلك لما حق للرئيس الترشح ضد ظله ولا للوزير الاول أن يعود الى عرشه ولا للمواطن .الفرد . المحترم., ان يبدأ التحضير لخوض معركة إحترامه القادمة .
نحن فعلا محترمين ..!
فلو صح غير ذلك لما اعدنا لنفس الوجوه التي كرهنا رؤيتها و هي تملاْ اجوائنا بخطاباتها الممزوجة , هيبتها المهدورة عند اعتاب "طبلة" الشاي , ولا فتحنا سفراتنا في بلدان ليست لنا فيها لا جالية و لا جمل و لا جاه ..!
ألا هل صدُّقتم أنكم محترمين .. يا محترمين ...!
أما أنا المواطن المحترم وقبل أن يُختتم المؤتمر فقد هممت لصلاة الإستسقاء بمعية كل المحترمين المؤتمرين و في عمقي يقين أنني مجرد مواطن مُحترق ينتظر الغيث لينطفيء ...!
