اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

من حركة تحرير الازواد الى قيادة البوليساريو

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/04‏/2012 | الاثنين, أبريل 02, 2012

سعيد زروال
حرب الازواد بالشمال المالي تكاد تكون غائبة او مغيبة من الاعلام الرسمي الصحراوي ، فلا أثر لتلك الحرب بمواقع الانترنت الرسمية الصحراوية ، وقد يتبادر الى ذهن المتابع ان تلك الحرب تدور في كوكب آخر بعيد عن مخيمات اللاجئين الصحراويين، وفي بلد آخر ليس الذي يأوي خاطفي الرهائن الغربيين من مخيمات اللاجئين الصحراويين نهاية العام الماضي ، ومبرر هذا التجاهل هو الاحراج الذي قد تسببه انتصارات ثوار الازواد للنظام الصحراوي. فالازواد استطاعوا ان يحققوا في شهور معدودة مالم تحققه القيادة الصحراوية في اكثر من 20 سنة من مسلسل التسوية الاممي. او ربما هناك رغبة من الطرف الصحراوي في الحفاظ على توازن في العلاقة بين طرفي الازمة المالية، الحكومة وثوار الازواد مخافة الوقوع في خطأ سياسي مشابه لغلطة الديبلوماسية الصحراوية في التعامل مع قضية اثيوبيا واريتيريا.
ويبدو ان هناك حسابات اخرى او إرتباك في التعامل مع هذا الملف الاقليمي الذي ستكون له ارتدادات مباشرة على مستقبل القضية الصحراوية خاصة وان المحتل المغربي يراقب بحذر مايجري بمالي مخافة ان يستفيد الطرف الصحراوي من التجربة المالية.
وقد استطاع ثوار الازواد إحكام سيطرتهم على مدينة تمبكتو وتحرير كامل التراب الازوادي رغم عدم توفر اي حليف لهم خارجيا. اضافة الى الدعم الكبير للحكومة المالية من حكومات غربية كفرنسا والولايات المتحدة الامريكية.
 كما ان ثوار الازواد ضربوا عرض الحائط باتفاقات السلام الموقعة مع الجانب المالي بعد إستخفاف حكومة باماكو بتلك الاتفاقيات اما القيادة الصحراوية فلازالت تطبق اتفاقات السلام الاممية رغم تمرد المحتل المغربي على كل المواثيق والقرارات الدولية.
وفي التجربة الازوادية رسالة واضحة لقيادتنا الوطنية مفادها ان من يريد ان يحقق هدفا عليه التغاضي عن الظروف الاقليمية والدولية التي سرعان ما تتغير مع تغير المعطيات على ارض المعركة. كما انه علينا ان نعرف ان سياسة الهروب الى الامام والاحتفالات الفلكلورية على ارض اجنبية وتخليد مهرجانات الثقافة والسينماء لن تمكنا من استرجاع ولو شبر واحد من ارض الصحراء الغربية. 
فحركة تحرير الازواد منحت كل مجهودها للمؤسسة العسكرية ولم تنظم اي مهرجانات او مؤتمرات شعبية لتجديد العهد لقيادتها السياسية، ولم تثق في نتائج المفاوضات العبثية حتى لاتشغلها عن هدفها الاساس وهو التحرر والاستقلال عن الهيمنة المالية. 
كما ان ثوار الازواد لم يضيعوا الفرصة السانحة التي أتتهم بعد انهيار نظام القذافي وتوفرهم على ترسانة كبيرة من الاسلحة والمعدات الحربية سمحت لهم بالصمود وتحقيق العديد من الانتصارات وصلت الى ازاحة النظام القائم في بماكو في سيناريو مشابه للانقلاب الذي اطاح بنظام الرئيس الموريتاني السابق المختار ولد داداه بعد الضربات التي تلقتها قواته من جيش التحرير الشعبي الصحراوي نهاية سبعينيات القرن الماضي. بينما ضيعت القيادة الصحراوية العديد من الفرص السانحة التي اتيحت لها في الماضي خاصة بعد ازمة رالي باريس داكار وقضية مخيم اكديم ازيك. 
وبغض النظر عن مدى تاثير مشاركة بعض الحركات الاسلامية ومنها حركة التوحيد والجهاد بغرب افريقيا المتهمة بالمسؤولية عن اختطاف الرهائن الغربيين من مخيمات اللاجئين الصحراويين وتاثير ذلك على مستقبل حركة الازواد الا ان انتصاراتها الأنية تبقى مرهونة بمدى قدرتها على اقناع البلدان الاقليمية والمنظمات الدولية بشرعيتها السياسية الناتجة عن انتصاراتها في المعارك العسكرية. 
ومن المفارقات ان النظام الحاكم في الدولة الصحراوية وبسبب فشله في إدارة مرحلة مابعد وقف إطلاق النار عمل من حيث لا يدري على إخراج الثورة الصحراوية عن سياغ الثورات الحديثة التي أصبحت اعمارها تقاس بالايام والشهور كالثورة التونسية التي استمرت شهرا والثورة المصرية التي دامت 18 يوما وثورة الازواد مايقارب الثلاثة اشهر، بينما الثورة الصحراوية اصبح عمرها يقاس بالعقود رغم ان الشرارة الاولى للثورات الحديثة بدأت من مخيم اكديم ازيك بالمناطق المحتلة ، واذا ما استمرت الثورة الصحراوية على نفس النهج الذي رسمه النظام الحاكم فلا نستغرب إن أصبح عمر ثورتنا يعد بالقرون خاصة اذا ماتم توريث المؤسسات والسياسات الفاشلة لاحفاد القيادة الوطنية "المخلصة والثورية".