اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

التنظيم السياسي.. تكريس للعجز وتعميق للهوة

كتب بواسطة : futurosahara on 21‏/04‏/2012 | السبت, أبريل 21, 2012


بقراءة متأنية لتشكيل الهيئة التأسيسية لأمانة الفروع التي إجتعمت الأسبوع الماضي لايحتاج المتابع لكثير تمعن كي يكتشف ان النظام الصحراوي لايزال يمارس سياسة الإستهتار بمكتسبات كل الصحراويين ويدفن رأسه في التراب حيث عواصف رياح التغيير قادمة لامحالة رغم أنف القيادة . لم تحتج عملية بعث الروح في التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو  كثير لغط فكري أو ملتقيات علمية أو ندوات سياسية للنخبة والقواعد بل فقط بمرسوم رئاسي ميت شُكلت الهيئة وتمت عملية الميلاد وسط صمت مطبق .  المتابعون للعملية لاحظوا  غياب سياسة الإصلاح  التي طالبت بها القاعدة عبر مندوبيها الى مؤتمر الجبهة الأخير وضرورة ضخ دماء جديد في جسم التنظيم السياسي تمكنه من التنفس وإن ببطء في انتظار ان يقوم على رجليه ثانية فكانت هدية القيادة للقاعدة بعد إنقشاع دخان نقاشات المؤتمر الساخنة تشكيلة هجين من الإتحادات الجماهيرية وبعض الوزارات شبه السيادية وأخرى مستحدثة مهمتها الأمن والتوثيق وكذا حضور الجيش ممثلا في المحافظة السياسية  وهي هيئات عاجزة أصلا عن الوصول لقواعدها فما بالك بأن تكون قادرة على إحداث عملية ولادة حقيقية لتنظيم سياسي فعال . 
إن عملية بعث الروح في أي تنظيم سياسي لأي حركة كانت أو حزب ليس إحتفالية تعتمد على البهرجة أكثر من النفع لذالك عادة ماتلجأ مختلف الحركات والأحزاب الى عملية تحضير طويلة ومعمقة تكون الأولوية فيها للنخب بدل المُريدين المصفقين لكل مسرحية وهو ما حصل في إختيار الهيئة التأسيسية لأمانة الفروع . إذ لايعقل غياب  وجود مركز الساقية الحمراء للدراسات الإستراتيجية عن هذه الهيئة وهو الذي يُفترض كونه احد مراكز الإستشارات الأقوى للنظام الصحراوي ومهمته بلورة مختلف الأفكار والإتجاهات داخل المجتمع الصحراوي بما يضمن إنصهارها في بوتقة واحدة خدمة لرقي التنظيم والدفع بعجلة إصلاحه وتطوره .
 الغائب الأكبر كذلك مابات يُعرف بالمجتمع المدني الذي يتجسد الآن وفي منظور النظام في وجود  جمعيات حقوقية ناشطة  مرخص لها او مسكوت عن وجودها لحاجة في نفس يعقوب، أو في  وجود إتحادات تفرض نفسها في الساحة الوطنية .إتحاد الحقوقيين , إتحاد الكتاب والصحفيين . نقابة المحامين . بعض منظمات الشبانية التطوعية  وهذه الإتحادات وإن كانت في عرف النظام روافد للمنظمات الجماهيرية إلا أنها بكل تأكيد ليست لها أي سلطة عليها ومع ذلك لم يرى النظام كل هذا الحٍراك الشعبي  .
لكن  الأسوء في كل هذا هو وجود كتابة الدولة للأمن والتوثيق ضمن  تلك الهيئة التأسيسية، مايوحي أن النظام  الناغم على وعي القاعدة ربما يلجأ الى خلق مايشبه بوليس سياسي مهمته تدمير خصوم النظام سياسيا عن طريق نشر بيانات التحريض وتلفيق المناشير واجهاض اي مشروع إصلاحي بالتشويه والدعاية المغرضة .
الإستنتاج الأخير الذي يمكن إستخلاصه هو أن القيادة الصحراوية لازالت تعيش خارج الوقت وداخل سراديب الوهم وتكرس يوما بعد يوم عجزها وتؤكد وهن إرادتها في التغيير، وبالتالي تظل الهوة متسعة جدا بين مطالب القاعدة ومطامح القيادة وبهذا تصبح عملية ميلاد التنظيم السياسي ليست سوى عملية إجهاض قبل الآوان .