باعلان النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية الجزائرية اصبح من المستبعد ان يكون هناك تغيير في الموقف الجزائري من القضية الوطنية، وان كان موقف الجزائر من القضية الصحراوية هو موقف مبدأ نابع من مبادئ ثورة اول نوفمبر، الا ان التغيرات التي شهدتها المنطقة العربية اصبحت تلغي بالكثير من الشكوك حول المواقف المعلنة من الازمات الدولية خاصة بعد صعود قوى سياسية قد لاتؤمن بلغة المبادئ في سياستها الخارجية. فالبعض توجس من وصول الاسلاميين الى سدة الحكم في الجزائر خاصة وان استطلاعات الرأي كانت تعطيهم تقدما قبل الاعلان عن النتائج الرسمية ومخافة اتخاذهم مواقف مشابهة لمواقف نظرائهم في المغرب وتونس من القضية الصحراوية.
اعلان فوز الاحزاب الجزائرية المنتمية للتيار الوطني والمعروفة تقليديا بتأييدها للقضية الصحراوية يعني في نظر المتابعين مضاعفة الدعم الرسمي والشعبي الجزائري للقضية الصحراوية .
والدرس المستخلص بعد الانتخابات البرلمانية الجزائرية هو انه يجب على الطرف الصحراوي الاعتماد على النفس وعدم ابقاء مستقبل الشعب الصحراوي وقضيته العادلة رهينة لتجاذبات الساحة السياسية سوى كانت الجزائرية او الاسبانية والتي غالبا ماتوظف القضية الصحراوية في مواسمها الانتخابية وخير دليل ماجرى باسبانيا قبل وصول حزب الشعب الى قصر المونكلوا.
واصبح من الضروري وامام التقلبات السياسية في العديد من البلدان العمل مستقبلا على رسم سياسة خارجية صحراوية تكون على اتم الاستعداد للتعامل مع اي تغيير قد يحصل في التوجه السياسي خاصة في الدول ذات العلاقة المباشرة مع القضية الصحراوية حتى لانصاب بصدمة مشابهة لصدمة الاشهر الستة التي اصابت علاقاتنا مع الجزائر الشقيقة العام 1992.