اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

وحده الموت

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/05‏/2012 | الأربعاء, مايو 02, 2012


علي رسولي*
نعم وحده الموت الذي ينقلنا من هذه المعركة الخاسرة الى بر الامان بين التقدميين القدماء في مفاهيمهم وبين الرجعيين الجدد في اساليبهم وبين الوطنيين المهمشين في ملاجئهم وبين المثقفين المشردين في ازقة اوروبا  وبين و....وبين .....وحده الموت .
لقد توسم البعض بتولي السيد كريستوفر روس ملف القضية فأصبحت المفاوضات ماراطونية كما استبشر البعض الاخر خيرا بالمؤتمر الثالث عشر للجبهة فجاءت نتائجه عكس المأمول ، قيادة ابدية تربط مصير القضية بذواتها ، تنتج دائما حكومة فاسدة وقبلية .فماذا ننتظر اذن ؟ حتى تباع الارض بثمن رخيص !ام الموت المحتوم في مخيمات اللجوء على ارض الشقيق الحليف ؟ لقد رحل من كان يطالب برحيل هبل واللات والعزى ومنات الثالثة الاخرى ! فماذا ننتظر ؟.
من الصعب ان يكتب الصحراوي في هذا الزمن عن التمزق والضياع الذي سببته فترة الانتظار فلقد تمزقت الحناجر ولم تستجيب الاذان ، فلقد اختلفت المفاهيم ونفدت كلمة الحق من افواه الصحراويين واصبح الكلام يموت قبل ان يولد!.
ام ترى العيب فينا ؟ ونحن الذين نولول ونعلل ونصفق لقيادتنا الرشيدة عند كل مؤتمر ، ام نحن مثل الذين قال فيهم جلا وعلى " مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لايسمع الا دعاءا ونداءا صم بكم فهم لايعقلون "، فنحن لم نتدبر معنى قوله عز من قائل " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
هل نصبر على كيد الكائدين وظلم الظالمين حتى يسقط القيد وينقشع الظلام ؟ اليس الصبر في الصراع مع الظلم والطغيان امضى من غيره واجدى ؟
فهو الضياء في ظلمات البيداء حين تنحل عرى الانسانية وتسود جاهلية الطغاة !ماذا عن شعبنا على ضفة الجدار الاخرى وهو الذي يكابد يوميا ويل الاستعمار ودناءات ملك ظلوم غشوم وفي المقابل، هل خلاصنا من كل هذا في الموت وحده؟
متى انهار الاتحاد السوفييتي ومعه كامل كتلته وحلفه؟ لماذا انهارت نظم الاستبداد العربية ؟ عندما تحرر المجتمع من الخوف واراد مواطنوه ان يمارسوا كل حقوقهم السياسية والمدنية .
ان اول واجبات الدولة تجاه المواطن الاعتراف بإنسانيته والتي يترتب عنها كل حقوقه ، وان ترى هذا واجبا وليس منة.
ان الوطن في اشد الحاجة الى جهودنا جميعا ونحن الصحراويين مطالبون اكثر من غيرنا بان نضاعف العمل والجهد حتى نسترد وطننا ونمتلك سيادتنا ،لابد من فعل ينزلنا من سماء الخيال الى ارض الواقع ، فالمؤامرات علينا لا تزال في ازدياد ، من اراد من غيره ان يوصله الى حقه فلينتظر الى الابد .


*مواطن صحراوي مقيم بفرنسا