اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

معركة الرهائن الحقيقة و خفايا الأسرار

كتب بواسطة : futurosahara on 27‏/07‏/2012 | الجمعة, يوليو 27, 2012

بقلم : أحمد سالم طالب صحراوي
أخيرا يمكن للقيادة الصحراوية أن تتنفس الصعداء بعد حوالي 9 أشهر من الصراع المضني على جبهات متعددة و على إمتداد مساحات شاسعة ، إذ أصبح من المؤكد الأن بعد إطلاق سراح أصدقاء الشعب الصحراوي الإسباني إيريك غاونيالون و الإسبانية إينوا فيرنانديز و الإيطالية روسيلا أورو ، لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لقيادتنا كانت القيادة الصحراوية في وضع لا تحسد عليه فهي من جهة مسؤولة أخلاقيا عن سلامة الرهائن ، و من جهة أخرى هي غير قادرة على فعل كل ما يلزم لإستعادتهم لحريتهم و كانت تواجه في نفس الوقت حملة مغربية بلغت حد وصفها بالتحالف مع الخاطفين ، غير أنها إستطاعت في النهاية أن تدير ملف الرهائن لتخرج منه بأقل خسائر ممكنة . 
كثر الحديث في الأشهر القليلة الماضية عن الرهائن من أجانب ، و تعالت الأصوات في وسائل إعلام الإحتلال المغربي منددة و مستنكرة هذه الطريقة في التعامل مع ما يسمى ( المدنيين العزل ) تبع ذلك حملات مركزة و دقيقة للنيل من شرف القيادة الصحراوية ، هذه الأفكار التي أطلقها و يطلقها الحاقدون و الإحتلال المغربي على القيادة الصحراوية و الذي يتابع قضية الرهائن و ما رافقها من حملات إعلامية كاذبة يشعر و كأن الصحراء الغربية قد تخلصت من الإحتلال المغربي بشكل كامل و لم تعد أمام العالم إلا قضية الرهائن .
أعترف بأن للغربيين الحق في إستعمال كل الوسائل السياسية و الإعلامية للإفراج عن مواطنيهم ، و أتفهم حرصهم و إهتمامهم بحياة مواطنيهم و هذا حق لهم ، و لكن الذي لا يمكن فهمه أو تفسيره تلك الهجمة الشرسة التي يشنها إعلام الإحتلال المغربي للإفراج عن الرهائن و كنت أتمنى أن أسمع هذا الإعلام و هو يستصرخ لفضح و لكشف ما يحدث في سجونهم و معتقلاتهم السرية ، و كيف أن مخابراتهم يختطفون الشباب الصحراوي و النساء من شوارع المدن المحتلة و التنكيل بهن و إغتصابهن دون أن يقول هذا الإعلام إن ذلك يتنافى مع حقوق الإنسان إن كان للإنسان حقوق كما يعتقدون .
يقف المرء كثيراً أمام الروايات التي تناولت معركة الرهائن ، في كل مكان نذهب إليه نستمع لرواياتٍ تحمل إختلافات في التفاصيل ، لكن لها مغزى واحد يفسر ما جرى بالخيانة ، خيانة بدا واضحاً أنها كانت منظمة بشكل دقيق بعد أن تورطت فيها مخابرات الإحتلال و أيادي داخلية إتخذت وفقها خطوات متعددة لضمان تحقيق الهدف ، لتقف القيادة الصحراوية عاجزة مذهولة أما هذه الضربة الغادرة .
حين تستعد لمغادرة مخيمات العزة و الكرامة تباغتك ذات الأسئلة: 
من خان القيادة الصحراوية ؟ 
من سرقها ؟
بل من باعها ؟ الذين خانوا و الذين سرقوا و باعوا يتوارون فيما شرفاء القضية الصحراوية يمضون ، يتجاوزون خذلان إخوة الطريق .
لتدركي يـ النضال السالك و يدرك الأخرون معك أن البطن تلد ألف عدو .