اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المواطن الصحراوي بين سندان الاضحية ومطرقة ظروف اللجؤ

كتب بواسطة : futurosahara on 21‏/10‏/2012 | الأحد, أكتوبر 21, 2012

قبل أيام من عيد الاضحى المبارك يعيش المواطن الصحراوي البسيط في مخيمات اللاجئين هاجس الأضحية بين قلة ذات اليد وضرورة إحياء هذه السنة الإبراهيمية الحميدة كهدية الرب لعبده ورسوله خليل الرحمان أبراهيم عليه السلام حين هم بذبح إبنه ابونا إسماعيل تجسيدا لرؤيا صادقة أراها له ربه في منامه .
ورغم ظروف اللجؤ الصعبة فان المواطن الصحراوي بمخيمات اللاجئين الصحراويين  يحرص على تخليد السنة بكل ما أوتي من وسيلة تليق بمقام العيد وتمنحه بهاء صورة الدم المراق تقربا لله وإبتسامات البراءة المحرومة في مخيمنا المتواضع مايجعل التحضير للحدث بكل فرح رمزا يطبع هذه المناسبة .
قبل ايام من العيد  شبكة مراسلي المستقبل الصحراوي في مخيمات اللاجئين الصحراويين والريف الوطني نزلت للشارع لنقل الصورة بكل ابعادها المختلفة. حركة سوق الألبسة تبدو إعتيادية لكن الحركة تختلف في أسواق الماشية والمعروفة محليا ب"رق الحية " ومع انه والى حد الساعة بحسب ما عاينته  شبكة مراسلي المستقبل الصحراوي لم يدخل الكثير من "لجلاب" الى السوق فإن الهاجس المسيطر هو لهيب الأسعار قبل العيد بأيام فحسب ماهو معروض الى اللحظة في سوق الماشية تصل أسعار أنثى الضان "النعاج" الى حدود مليون واربعين ألف فقط كحد ادني، بينما تناهز أسعار الذكور "لكباش" حدود مليون ومئة أي ثلاثة مائة ألف دورو . ما أثار سخط المواطن البسيط الذي وجد نفسة بين سندان الأضحية ومطرقة الواقع المر .
مختصون  إلتقتهم المستقبل الصحراوي أرجعوا سبب هذا اللهيب المستمر في أسعار الماشية الى أسباب عدة منها ماهو منطقي ومنها ماهو مضاربة تجارية يدفع ثمنها المواطن البسيط، ومن الأسباب المعقولة لإرتفاع الأسعار هو توقع المختصين حدوث ندرة في عدد المعروض من الماشية هذا العام بسبب توقف إستيراد الحيوان من إقليم ازواد المالي بسبب عدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة منذ أحداث مالي وسيطرة حركات جهادية متطرفة على شمال الأقليم الذي شكل لسنوات عدة احد اكبر مناطق تصدير الماشية لمخيمات اللاجئين الصحراويين بحكم القرب الجغرافي وقلة تكلفة نقل الماشية بالمقارنة مع اماكن اخرى. سبب آخر سيساهم لامحالة في لهيب اسعار  أضاحي العيد وهو تأثر مناطق الريف الوطني بالأراضي المحررة الصحراوية بظاهرة الجفاف لسنوات عديدة إنجر عنها محاولة بعض ملاك الماشية استرجاع تكلفة علف الحيوان عن طريق رفع أسعار بيعها خاصة في ظل غياب الوزارات الوصية والمعنية بالريف والتنمية عن مساعدة مربي المواشيء في هذه المناطق بما يخفف عنهم العبء.
يذكر ان المواطن الصحراوي بمخيمات اللاجئين الصحراوين يعتمد في تحصيل المبالغ المالية التي يخصصها لقضاء حوائجه الضرورية على العائد المالي الذي يتوفر له عن طريق الهجرة حيث تشكل تحويلات الجالية الصحراوية لذويها في مخيمات اللاجئين الصحراويين المورد الرئيسي في الحصول على الموارد المالية وقد تأثرت مداخيل الجالية الصحراوية سلبا بالأزمة الإقتصادية بالبلدان الاوروبية .
رغم ذلك تبقى لمناسبة العيد بمخيمات اللاجئين الصحراويين نكهة خاصة تمنحها سعادة الأطفال بهجة وآمال الكبار وهم يتضرعون الى الله  بعودة سريعة الى الوطن بعد تحريره من الغزات المغاربة. تمنحان المشهد الكثير من الجمال