اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لقاء خاص مع الدكتورة لهدية محمد دافة رئيسة منظمة "صحراء ميديكال"

كتب بواسطة : futurosahara on 20‏/12‏/2012 | الخميس, ديسمبر 20, 2012

لهدية محمد دافة للمستقبل الصحراوي : الجمعية بامكانياتها المحدودة اثبتت ان الاطباء الصحراويين قادرون على رفع التحدي.
المستقبل الصحراوي : كيف تولدت فكرة تأسيس جمعية للاطباء الصحراويين باسبانيا؟
إن فكرة الاستمرار في مساعدة آهالينا في مخيمات الاجئين، هي فكرة تدور دائمنا في أذهان جميع المهنيين الصحراويين. من اجل إيجاد سبل لمواصلة تقديم المساعدة الضرورية، وكان دائما الفكرة مطروحة في جميع النقاشات سواء كانت رسمية، مثل محاولة وزير الصحة السابق في عام 2007 أو غير رسمية، كما حدث في الاجتماع الذي نظمته مجموعة من الأطباء   نهاية عام 2009، وقد تكون هذه نقطة البداية لفكرة انشاء جمعية صحراء ميديكال.
المستقبل الصحراوي : هل تلقيتم اي دعم او تشجيع من وزارة الصحة العمومية باعتبارها الجهة الوصية؟‫
قبل الإجابة، أود أن أشير إلى أن صحراء ميديكال،  هي جمعية مستقلة تماما، باعتبارها منظمة غير حكومية تأسست وسجلت في وزارة الداخلية الاسبانية. ونحن  على قناعة أن قرار  الهجرة لايمكن ان يفقدنا روابطنا الاجتماعية والتاريخية مع شعبنا، ونشعر اذن ان لدينا مسؤولية و التزام أخلاقي في أن نواصل مساعدة شعبنا و تبادل المعارف مع أقراننا في المخيمات والدفاع عن حق شعبنا في الصحة الذي هو حق تكفله كافة القوانين العالمية. وبالتالي نعتبر انفسنا باننا جزء من المجتمع المدني  وفلسفتنا هي المساعدة  من باب المسؤولية  ولكن أيضا من باب الاستقلال الكامل عن الوزارة أو أي هيئة  رسمية أخرى.
تحدثنا مع وزير للصحة السابق،  سيد أحمد الطيب (بيري) عدة مرات عن المشاكل التي يعاني منها القطاع و كيفية ايجاد طرق للمساعدة.  بعد ذلك تلقينا رسالة من يده وجهها إلي شخصيا حيث دعا  بالمساعدة العاجلة لتنظيم وتشجيع كافة الاطباء الصحراويين باسبانيا لمعالجة الوضع الصحي في المخيمات، و هذه الاخيرة اعتبرها ربما هي نقطة الانطلاق لتنظيم هذه الجمعية.

 المستقبل الصحراوي : قمتم مؤخرا بجولة عمل الى مخيمات اللاجئين الصحراويين، هل يمكن ان تطلعي القراء على طبيعة العمل في اطار هذه المهمة؟
صحراء ميديكال منظمة عمرها لا يتجاوز سنة، و لكن استطعنا في هذه الفترة الزمنية التي قد تبدو قصيرة القيام بالعديد من المشاريع. بدآنا عملنا بتنظيم الملتقى العلمي و التضامني الاول  للاطباء الصحراويين في إسبانيا. كانت تجربة ناجحة للتعلم و تبادل الاراء بين الصحراويين والإسبان خاصة في عالم التعاون الصحي. كما شاركنا في مؤتمر جمعية الاطباء العرب في أوروبا (ARABMED) الذي عقد في مدريد في أكتوبر 2011. 

اما بالنسبة للعمل في المخيمات، فقامت المنظمة بتصميم وتدريس دورة خاصة بالصيدلية و ذالك باللهجة الحسانية  لجميع الموظفين العاملين في العيادات سوى كانت  مستوصفات محلية  او المستشفيات الجهوية والمستشفى الوطني. هذه التجربة ومع انها الاولى من نوعها، كانت ناجحة للغاية و ذلك يعود لانها قدمت من طرف صيدليين صحراويين و باللهجة الحسانية. أرسلنا أيضا ثلاث بعثات طبية مكونة من متطوعين  بين الصحراويين والإسبان ما بين الأطباء والممرضات من سبتمبر إلى نوفمبر. وقد عالجت هذه اللجان أكثر من 3000 شخص في ولايتي العيون والسمارة.
 
المستقبل الصحراوي : هل هناك مبادرات مستقبلية من اجل تشجيع الدكاترة على عدم الهجرة من المخيمات لانه من غير المعقول ان من بقي منهم اصبح يعد على رؤوس الاصابع؟
 نحن نفهم أن الوضع الصحي في المخيمات في ازمة حقيقية و خطيرة، وأن أي جهد قمنا به لن يكون كافيا لتقطية هذه الحاجة. ولا نعرف ما هي المبادرات التي قامت بها وزارة الصحة من اجل وقف الهجرة الجماعية للمهنيين من المخيمات، ناهيك عن تعزيز عودتهم أو كيفية ادماجهم على الأقل مؤقتا في الخدمات الصحية في المخيمات، ولكن ما يمكنني ان اقوله، هو ان وجود ما يقارب من 200 طبيب صحراوي في إسبانيا واقع لا يجب ان ننسى ان هذا الوجود هو جزء لا يتجزاء واقع المعانات التي يعيشها شعبنا باكمله. لا اريد ان  اصدر أحكاما حول هذا الموضوع لان المهم هو أن تتخذ التدابير الفعالة  لمعالجة الحالة الصحية و إعطاء الرعاية الطبية اللازمة لمواطنينا في كافة المخيمات. كما نشير هنا الى ان منظمة "صحراء ميديكال" و بقليل من الامكانيات اظهرت في الأشهر الأخيرة أن الأطباء الصحراويين  بشئ  من الارادة هم فعلا ذو قدرة على تنظيم وحشد الدعم  لتحسين صحة إخواننا اينما تواجدو.

 المستقبل الصحراوي : هناك معاناة كبير للكثير من الحالات خاصة باسبانيا هل فكرتم في تقديم المساعدة لهذه الحالات؟
من بين أهدافنا، المنصوص عليها في النظام الأساسي، الدفاع عن الحق في الصحة للشعب الصحراوي أينما كان. بالطبع نحن مستعدون لمساعدة المرضى في إسبانيا بقدر ما نستطيع. في الواقع البعض منا قدم مساعدات بصفة شخصية للكثير من الحالات. ونود أيضا الوصول إلى الصحراويين في المناطق المحتلة، ولكن نعتقد ان عملنا يجب ان يتركز في الوقت الحالي على مخيمات اللاجئين الصحراويين.
 
المستقبل الصحراوي : هل فكرتم في توسيع نشاط المنظمة خارج اسبانيا لتشمل كافة الاطباء الصحراويين المقيمين في كل بقاع العالم؟
نحن منفتحون للعمل مع جميع المهنيين الصحراويين الذين يشاركون أهدافنا كمنظمة غير حكومية، داخل او خارج اسبانيا. ونحاول أن يكون لنا وجود قوي في شبكات التواصل الاجتماعي لمساعدة كل من يريد الاتصال بنا. 
المستقبل الصحراوي : ماهي المشاريع المستقبلية للمنظمة؟ 
نود أن نستمر في إرسال المزيد من البعثات الطبية الى المخيمات ما دامت الاشكالية الرئيسية هي النقص في تواجد الاطباء .ونعتقد أيضا أن التدريب وإعادة التدريب لطاقم الصحة المحلي هو أحد المجالات التي يمكن أن نعمل فيها وبشكل فعال وبالتالي لا نستبعد تطوير مشاريع صحية اخرى متعلقة بالتحسيس و الوقاية. وحاليا نحن في انتظارالضوء الاخضر من طرف وزارة الصحة العمومية لمواصلة عملنا هناك.
وشكرا جزيلا لكم على هذه الفرصة.

المقابلة باللغة الاسبانية