مع اقتراب موعد اجتماع مجلس الامن والاستماع الى افادة الامين العام ومبعوثه الشخصي الى الصحراء الغربية ، تكون حمى النظام المغربي قد وصلت درجة مرتفعة ، افقدته صوابه.
لقد سبق وان اشرنا في احدى مقالاتنا الى ان المنتظم الدولي قد رفع من مستوى رؤيته للقضية الصحراوية في اخر قرارت مجلسه بأن ركز على طبيعة واليات فرض الحل قبل ان يتحدث عن مسالة حقوق الانسان وتكليف بعثته بحمايتها او لنقل مراقبتها .
ولعل موقف المغرب من روس ، الذي اراده ملكه وبطانته ان يكون موقفا ان تحققت نتائجه بابعاد الرجل ومخططاته لربما سيكون انتصارا قوميا ، يتجاوز معجزات الحسن الثاني باني المغرب الحديث ... ، وان لم يتحقق و ذاك ما يستدل به المنطق فان أم المغرب هاوية وما ادراك ماهي (..)
لايخفى على احد في ان المجتمع الدولي اليوم بات ينظر الى القضايا والمشاكل وفق رؤية براغماتية ، بعيدا كل البعد عن الاخلاق والقيم والمبادئ المثلى التي ترفعها منظماته صاحبة المهام الاستخباراتية الامنية . فالمصالح الحيوية للغرب تبرر اعمال القتل والفوضى التي تشهدها العديد من بلدان العالم من شمال افريقيا الى اسيا الصغرى مرورا بالشرق الاوسط.
قبل ايام نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا حول اوضاع حقوق الانسان بمخيمات اللاجئين الصحراويين ، حاولت من خلاله جاهدة ان تحقق نوعا من التوازن ارضاءا للطرفين من جهة ومن جهة اخرى للفت انتباه العالم لما يجري ضمن منطقة لاتزال منسية على الرغم من التحذيرات والمخاطر التي تنقلها فروع السي اي اي وتنبؤاتها بظهور دامس شقيقة داعش قاطعة الرؤوس .
لم يحمل تقرير المنظمة بالنسبة لنا اي جديد ، فحرية التنقل بمخيمات اللاجئين سبق وان نقلها صحفيون مغربيون مستقلون ومعارضون يؤمنون بفكرة ضم الصحراء الغربية ، ومسالة العبودية هي مسالة لا يمكن نفي وجودها لكن وليس لتبرير استمرارها فهي ظاهرة مرتبطة بالنظام الاجتماعي المتخلف الذي حاربته بوليساريو منذ نشاتها ، ولمحوه فإن ذلك يتطلب تعاون مؤسسات وهيئات ومنظمات دولية مع الجبهة ، ويكفي الاشارة هنا الا ان دولة مستقلة منذ الستينيات كموريتانيا لازالت تعاني من الظاهرة على الرغم من سنوات من الجهود في محاربة الظاهرة بل وعلى الرغم ايضا من وصول بعض الرقيق الى مراكز صنع القرار في ذاك البلد .
ولم يكن اعلان موعد نشر التقرير ولا حتى المكان ليمر دون ان نحلل شيفرة رسائله ، والعبرة بالخواتيم كما يقال وخاتمته اي خلاصته كانت الدعوة الى توسيع صلاحيات مينورسو وهو القرار الذي يعتبره المغرب خطيرا ليس لانه يهدد ما يسميه المغرب وحدته ولكن لانه سيخرجه من اللعبة " براي توبي شيلي خاوي الوفاض ، قرار بات اكثر قربا الى التطبيق في ظل العزلة التي يعيشها المغرب لا على مستوى علاقته مع المنظمة الدولية ولا حتى مع اصدقائه وحلفائه ، ولن يصلح عطاريه ما افسدته غطرسته وعنجهيته في رد قضاء الله والامم المتحدة .
و لنذكر انفسنا ، و مواطنينا المناضلين من اجل القضية اننا جميعا في خندق واحد وانه طالما لم يعلن عن الحل النهائي الذي يرضي تصورنا وفكرنا الحالم بالاستقلال التام ، فاننا جميعا تحت عباءة المقاتل ، و الاعلامي و الحقوقي و الديبلوماسي والمسؤول .... ، وعلى هذا الاساس ان لا ننخدع باي شكل من الاشكال في رسمنا لصورة مثالية لما يجب ان تكون عليه الاوضاع ، لا نريد هنا التبرير لاي شكل من اشكال سوء التدبير او اللا مسؤولية بقدر صيانة مكتسباتنا و التنبيه الى خطورة ما يحاك من مؤامرات جهنمية ضد وحدتنا وتماسكنا عبر شبكات معقدة تدار من العاصمة المغربية مرورا بجنوب المغرب والاراضي المحتلة وموريتانيا وصولا بمخيماتنا .
شبكة تملك الامكانات البشرية والمادية ، تشتغل وفق استراتيجية رسمت بعناية فائقة لها راس مال و خلايا نائمة تستغل حرية الراي والتعبير لنفث سمومها والتشكيك في قدرات الجبهة والترويج لضرورة خلق بدائل لها فمتى كانت الخيانة وجهة نظر ؟ ومتى كان الارتماء في احضان العدو وتقاسم الرؤى معه مبررا للاحتجاج ضد ما يسمونه الظلم والفساد ؟ .
هي شبكة تشتغل وفق مجالين مختلفين من حيث الشكل لكنهما مرتبطين من حيث الوجدان والتصور .
مجال الارض المحتلة له خطابه ، تتسلل من عيوبه وتناقضاته لنفث سمومها ، وتؤسس لمسار رجال يرتدون زينا ويتحدثون بلساننا لسان اللغة ولسان الفكر ، لكنهم ينازعوننا الشرعية في نضال لم يكتب التاريخ فيه لهم من نصيب ، ويشهرون بمناضلينا ويطعنون في شرفهم واخلاصهم لكن رد المتنبي كان شافيا اذ انها شهادة كمال لهم .
مجال المخيمات والاراضي المحتلة ، يتم الاشتغال على مستويات متعددة منها ما هو معقد كتهريب السموم ، و منها ما سموه بشباب التغيير أو محاولات يائسة لربطنا بجماعته الارهابية والى هذا الحد تكون الجبهة في تمام سيطرتها ، لكن الخطير هو ما يقتات عليه من اخطائنا و هفواتنا التي قد تمسى مادة دسمة تكون اشد مضاضة بوصف طرفة بن العبد .
وفي ظل صمودنا الاسطوري ، وفشل العدو في فرض الواقع بالرغم من الدعم الغربي والخدمات السخية التي وفرها خلف ابي رغال في الصحراء بات العالم متأكدا اننا رقم صعب في المعادلة وجب اعتباره ومفاوضته .
يعيش العدو اليوم توترا دائما في ظل افلاسه واصرار العالم على نقل القضية الى صلب اهتمامه ضمانا لمصالح القوى العظمى الاقتصادية والامنية ، وامام استنفار الدولة الصحراوية الذي ساهم في عرقلة المخططات الصحرو-مخزنية الدعائية لم يجد المغرب سوى استغلال قضية محجوبة من زاوية عائلتها الاسبانية او ليست هي العائلة التي تنصر ابناء البوليساريو ؟ وتنتزعها من دينها وثقافتها وبيئتها الاصيلة ؟ ام ان امارة المومنين التي تسلمت نيشان الصليب على صدر رئيس مخابراتها المطلوب في باريس استفاق ضميرها ؟
وفي التوقيت ايضا لاننسى ان افلاس المخزن سيقوده الى الحدود الشرقية واستغلال حادثة المهرب الصالحي في محاولة للتشويش على النقاشات الدائرة في نيويورك ....
وفي استمرار تدهور العلاقات المغربية الفرنسية بهذا الشكل أمور تخفي حقائق سيكشف التاريخ عن لعب اطراف دولية ادوار طليعية في تغيير موقف لطالما كان العقبة الكاداء في حل اقدم نزاع في القارة السمراء ، سلما ان اراده المغرب او فرض عليه و الا فحربا وسيقول الصحراويون حينها ما قاله شمشون الجبار "علي وعلى اعدائي "...
لقد سبق وان اشرنا في احدى مقالاتنا الى ان المنتظم الدولي قد رفع من مستوى رؤيته للقضية الصحراوية في اخر قرارت مجلسه بأن ركز على طبيعة واليات فرض الحل قبل ان يتحدث عن مسالة حقوق الانسان وتكليف بعثته بحمايتها او لنقل مراقبتها .
ولعل موقف المغرب من روس ، الذي اراده ملكه وبطانته ان يكون موقفا ان تحققت نتائجه بابعاد الرجل ومخططاته لربما سيكون انتصارا قوميا ، يتجاوز معجزات الحسن الثاني باني المغرب الحديث ... ، وان لم يتحقق و ذاك ما يستدل به المنطق فان أم المغرب هاوية وما ادراك ماهي (..)
لايخفى على احد في ان المجتمع الدولي اليوم بات ينظر الى القضايا والمشاكل وفق رؤية براغماتية ، بعيدا كل البعد عن الاخلاق والقيم والمبادئ المثلى التي ترفعها منظماته صاحبة المهام الاستخباراتية الامنية . فالمصالح الحيوية للغرب تبرر اعمال القتل والفوضى التي تشهدها العديد من بلدان العالم من شمال افريقيا الى اسيا الصغرى مرورا بالشرق الاوسط.
قبل ايام نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا حول اوضاع حقوق الانسان بمخيمات اللاجئين الصحراويين ، حاولت من خلاله جاهدة ان تحقق نوعا من التوازن ارضاءا للطرفين من جهة ومن جهة اخرى للفت انتباه العالم لما يجري ضمن منطقة لاتزال منسية على الرغم من التحذيرات والمخاطر التي تنقلها فروع السي اي اي وتنبؤاتها بظهور دامس شقيقة داعش قاطعة الرؤوس .
لم يحمل تقرير المنظمة بالنسبة لنا اي جديد ، فحرية التنقل بمخيمات اللاجئين سبق وان نقلها صحفيون مغربيون مستقلون ومعارضون يؤمنون بفكرة ضم الصحراء الغربية ، ومسالة العبودية هي مسالة لا يمكن نفي وجودها لكن وليس لتبرير استمرارها فهي ظاهرة مرتبطة بالنظام الاجتماعي المتخلف الذي حاربته بوليساريو منذ نشاتها ، ولمحوه فإن ذلك يتطلب تعاون مؤسسات وهيئات ومنظمات دولية مع الجبهة ، ويكفي الاشارة هنا الا ان دولة مستقلة منذ الستينيات كموريتانيا لازالت تعاني من الظاهرة على الرغم من سنوات من الجهود في محاربة الظاهرة بل وعلى الرغم ايضا من وصول بعض الرقيق الى مراكز صنع القرار في ذاك البلد .
ولم يكن اعلان موعد نشر التقرير ولا حتى المكان ليمر دون ان نحلل شيفرة رسائله ، والعبرة بالخواتيم كما يقال وخاتمته اي خلاصته كانت الدعوة الى توسيع صلاحيات مينورسو وهو القرار الذي يعتبره المغرب خطيرا ليس لانه يهدد ما يسميه المغرب وحدته ولكن لانه سيخرجه من اللعبة " براي توبي شيلي خاوي الوفاض ، قرار بات اكثر قربا الى التطبيق في ظل العزلة التي يعيشها المغرب لا على مستوى علاقته مع المنظمة الدولية ولا حتى مع اصدقائه وحلفائه ، ولن يصلح عطاريه ما افسدته غطرسته وعنجهيته في رد قضاء الله والامم المتحدة .
و لنذكر انفسنا ، و مواطنينا المناضلين من اجل القضية اننا جميعا في خندق واحد وانه طالما لم يعلن عن الحل النهائي الذي يرضي تصورنا وفكرنا الحالم بالاستقلال التام ، فاننا جميعا تحت عباءة المقاتل ، و الاعلامي و الحقوقي و الديبلوماسي والمسؤول .... ، وعلى هذا الاساس ان لا ننخدع باي شكل من الاشكال في رسمنا لصورة مثالية لما يجب ان تكون عليه الاوضاع ، لا نريد هنا التبرير لاي شكل من اشكال سوء التدبير او اللا مسؤولية بقدر صيانة مكتسباتنا و التنبيه الى خطورة ما يحاك من مؤامرات جهنمية ضد وحدتنا وتماسكنا عبر شبكات معقدة تدار من العاصمة المغربية مرورا بجنوب المغرب والاراضي المحتلة وموريتانيا وصولا بمخيماتنا .
شبكة تملك الامكانات البشرية والمادية ، تشتغل وفق استراتيجية رسمت بعناية فائقة لها راس مال و خلايا نائمة تستغل حرية الراي والتعبير لنفث سمومها والتشكيك في قدرات الجبهة والترويج لضرورة خلق بدائل لها فمتى كانت الخيانة وجهة نظر ؟ ومتى كان الارتماء في احضان العدو وتقاسم الرؤى معه مبررا للاحتجاج ضد ما يسمونه الظلم والفساد ؟ .
هي شبكة تشتغل وفق مجالين مختلفين من حيث الشكل لكنهما مرتبطين من حيث الوجدان والتصور .
مجال الارض المحتلة له خطابه ، تتسلل من عيوبه وتناقضاته لنفث سمومها ، وتؤسس لمسار رجال يرتدون زينا ويتحدثون بلساننا لسان اللغة ولسان الفكر ، لكنهم ينازعوننا الشرعية في نضال لم يكتب التاريخ فيه لهم من نصيب ، ويشهرون بمناضلينا ويطعنون في شرفهم واخلاصهم لكن رد المتنبي كان شافيا اذ انها شهادة كمال لهم .
مجال المخيمات والاراضي المحتلة ، يتم الاشتغال على مستويات متعددة منها ما هو معقد كتهريب السموم ، و منها ما سموه بشباب التغيير أو محاولات يائسة لربطنا بجماعته الارهابية والى هذا الحد تكون الجبهة في تمام سيطرتها ، لكن الخطير هو ما يقتات عليه من اخطائنا و هفواتنا التي قد تمسى مادة دسمة تكون اشد مضاضة بوصف طرفة بن العبد .
وفي ظل صمودنا الاسطوري ، وفشل العدو في فرض الواقع بالرغم من الدعم الغربي والخدمات السخية التي وفرها خلف ابي رغال في الصحراء بات العالم متأكدا اننا رقم صعب في المعادلة وجب اعتباره ومفاوضته .
يعيش العدو اليوم توترا دائما في ظل افلاسه واصرار العالم على نقل القضية الى صلب اهتمامه ضمانا لمصالح القوى العظمى الاقتصادية والامنية ، وامام استنفار الدولة الصحراوية الذي ساهم في عرقلة المخططات الصحرو-مخزنية الدعائية لم يجد المغرب سوى استغلال قضية محجوبة من زاوية عائلتها الاسبانية او ليست هي العائلة التي تنصر ابناء البوليساريو ؟ وتنتزعها من دينها وثقافتها وبيئتها الاصيلة ؟ ام ان امارة المومنين التي تسلمت نيشان الصليب على صدر رئيس مخابراتها المطلوب في باريس استفاق ضميرها ؟
وفي التوقيت ايضا لاننسى ان افلاس المخزن سيقوده الى الحدود الشرقية واستغلال حادثة المهرب الصالحي في محاولة للتشويش على النقاشات الدائرة في نيويورك ....
وفي استمرار تدهور العلاقات المغربية الفرنسية بهذا الشكل أمور تخفي حقائق سيكشف التاريخ عن لعب اطراف دولية ادوار طليعية في تغيير موقف لطالما كان العقبة الكاداء في حل اقدم نزاع في القارة السمراء ، سلما ان اراده المغرب او فرض عليه و الا فحربا وسيقول الصحراويون حينها ما قاله شمشون الجبار "علي وعلى اعدائي "...