لقد طالعتنا بعض المواقع المستقلة الألكترونية بموضوع حول ما يزعمون انه قد
حدث في ثانويتي اقلي وبشار متجاهلة أن الحديث عن هكذا مواضيع يحتاج إلى الكثير من
الدقة والمصداقية ، فالخوض في أعراض الناس والتجرؤ على اتهام بناتهم بالانحلال
الخلقي والعهر والسكر دون الاستناد إلى أي أساس عدا هذا المصدر المجهول والذي
يصفونه "بالموثوق" أمر مرفوض إطلاقا ولا يقبله منطق ولا عقل ...
خاصة وان الرواية الرسمية لوزارة التعليم والتربية والمدعمة بتقارير الإدارة
الجزائرية وتقارير المفتش الصحراوي تناقض تماما ما ذهبت تلك المواقع ، مما يدعونا إلى التساؤل باستغراب شديد لماذا
غيبتم رأي الجهة الوصية التي يفترض أن تكون هي المصدر الأساسي في كل ما يخص الطلبة
خاصة أولائك الذين تشرف على تسيير أمورهم ، أم أن أعراض الناس لعبة أو وسيلة لتصفية
حسابات ضيقة ؟ا
كفوا ألسنتكم وأقلامكم عن الخوض في أعراض الناس ، والعبث بشرفهم ، فان كانت
وزارة التعليم والتربية ملكا لكل الصحراوين ومن حقهم توجيه لها الانتقادات حتى وان
كانت لا تستند إلى أي أساس فذلك أمر منوط
بحرص الكاتب على مصداقيته التي قد يفرط فيها أو يقايضها بأشياء أخرى وهذا شأن يخصه
وحده أما أعراض الناس فليست كذلك ، وشرفهم ليس ملكا مشاعا ليتناوله من يشاء كيف ما
شاء ...
إننا ندعو تلك المواقع لتحمل المسؤولية ، وتقديم اعتذار لكل الأولياء
الذين أساءت إلى سمعة بناتهم زورا وبهتانا ، ولتلجأ لطريقة أخرى
لتصفية الحسابات ، أو خوض الحروب بالوكالة بعيدا عن سمعة وعفة
وطهارة ونقاء الطفولة البريئة ،
فلا يقبل بأي شكل من الأشكال أن تحول بعض
التصرفات الصبيانية البريئة لمراهقات في عمر الزهور إلى جرائم مكتملة الأركان .
ومن نافلة القول إلى كل وسائطنا الإعلامية ولا سيما منها المستقلة أن
الكاتب الذي يحترم نفسه يفكر أكثر من مرة قبل كتابة أي حرف ، ويراجع كل كلمة قبل
نشرها ... فحرية الصحافة لا تعني تجاوز كل الحدود وإطلاق النار بكل الاتجاهات دون
مراعاة ابسط القيم الأخلاقية والقواعد
الاحترافية لمهنة مقدسة كالصحافة ... أم أن الاشتغال بالصحافة في زمننا ألردي هذا أصبح
يعني التمسح بالأذيال ، وحرق البخور تحت الأقدام ، والتزلف والنفاق وذر الرماد في الأعين
، دون أي وازع ؟ا أولم تتدبروا قوله تعالى بعد باسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الذين امنوا إذا جاءكم فاسق
بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"
فهل بات السعي للإثارة والبحث عن "السبق الصحفي " حتى وان كان
ذلك على حساب كل القيم دينية كانت أم أخلاقية أصبح أمرا مشروعا في عرف صحافتنا
الحديثة ؟ا.
ايطار من وزارة التعلـــــــيم والتربية