أفاد مصدر موثوق من داخل مليلية الاسبانية لـ "الشروق الجزائرية" نقلا عن ضابط سامي برتبة عقيد في الجيش الإسباني، أن ما يزيد عن 123من مغاربة مليلية، الذين يحملون الجنسية الإسبانية، قد انخرطوا في صفوف الجيش الإسباني بحر الأسبوع المنصرم، بعد اجتيازهم للفحص الطبي، وهم الآن يخضعون للتدريبات العسكرية بأحد الثكنات بالمدينة السالفة الذكر التي تعتبر قاعدة عسكرية مهمّة للإسبان حيث تُشكّل نسبة المغاربة المنخرطين في الجيش الإسباني من سكان المنطقة الأغلبية الساحقة بعد مهاجري أمريكا اللاتينية والقلة القليلة من الأفارقة...
وتجدرالإشارة أن الجيش الإسباني على العموم هو مزيج من المهاجرين، حيث يُشكل نسبة 20 % من الإسبان ممن تشكّل أغلبيتهم أطرا وضباطا وكوادر في الجيش، أما البقية فهم جنود بنسبة 45 % من مهاجري أمريكا اللاتينية، هذه الفئة تُؤخذ بعين الاعتبار نظرا لثقافتها الإسبانية ولغتها أيضا، ونسبة 25 % هم مغاربة من سكان مدينتي (مليلية وسبتة)، حيث يتمّ إبقاؤهم في المدينتين على الحدود الإسبانية المغربية، و15 % من الأفارقة ومهاجري أوروبا الشرقية.
في اتصال هاتفي مع "الشروق" أشار المعارض المغربي اللاجئ في مليلية، هشام بوشتي، من أن "هذا الخبر ليس بالجديد على المستعمر الإسباني في المنطقتين (سبته ومليلية)".
وبناء على تجربته لأكثر من ثلاث سنوات في مليلية وبحكم علاقاته مع بعض الضباط في الجيش الإسباني ومسؤولي بعض الأحزاب في المنطقة، وأيضا احتكاكه بسكّان المدينة كما أشار، يضيف قائلا: "أنا أجزم أن هؤلاء المواطنين المغاربة الإسبان يُفضّلون الانخراط في الجيش الإسباني والدفاع عن إسبانية مليلية ورايتها على أن يعيشوا تحت حكم العلويين والراية المغربية ووطأة الذلّ والقهر والاستعباد كما يعيشه المغاربة أنفسهم".
ليذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدا بقوله: "الأمر أن ساكنة المنطقة يفتخرون بإسبانيتها بدل مغربيتها وبإمكانهم حمل السلاح ضد النظام العلوي تحت راية إسبانية، هذا من جهة، من جهة أخرى فهم يعتبرون أن النظام المغربي فرّط فيهم لسنين وعقود خَلت وباعهم للإسبان ولا يحق له اليوم المطالبة بمغربية المدينة فلا مقارنة بين الحقوق التي تُمتّعهم بها الدولة الإسبانية بالحقوق بين قوسين التي يعيشها إخوانهم المغاربة".
ثم يتحدث المعارض المغربي الناشط: "معظم ساكنة المنطقة يتوفرون في بيوتهم على صورة الملك خوان كارلوس والراية الإسبانية بدل صورة محمد السادس والراية المغربية ولا يُتقنون التحدث باللغة العربية فثقافتهم إسبانية ولسانهم إسباني أمازيغي فلا سبيل للمغرب عليهم من الناحيتين - الناحية الإسبانية والناحية الأمازيغية التي تنبذ الحكم العلوي - وخير دليل على ذلك الزيارة التي قام بها العاهل الإسباني لمليلية المحتلة أواخر ألفين وسبعة، حيث هتف مغاربة مليلية بحياة الملك الإسباني ملوّحين بالراية الإسبانية، في رسالة واضحة المعالم إلى النظام المغربي أو العلوي أن لا يفكر باسترجاع المدينة أو المطالبة بمغربيتها". ليصف النظام المغربي في نهاية تصريحه لـ "الشروق" من أنه "أجبن من أن يُطالب بمغربية المنطقتين واسترجاعهما".

0 التعليقات:
إرسال تعليق