اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

فيا قابعا في الكهف / محمود بابيت

كتب بواسطة : futurosahara on 26‏/08‏/2011 | الجمعة, أغسطس 26, 2011



أَ
 أَتنسج حَولك الأقدار               
شباك  لأطياف بنات عبقر العاقات؟
السابحات بسواقي السقم, المتكحلات برموش الاحلام ؟ ..القاطنات قمم العمائم 
المارقات, الشاردات حذوا الشواطئ, الغارقات في الأعماق
المنحوتات على صخر الأجواد
  
أنت كالذي يفتش عن خيط  رفيع يوصله بنسيج هائم في بحر الأسئلة مشكلا شراكا واهنا. قد يوقع بعابر الأثير ليخطف  من ثناياه أبجدية  تتشكل في مهدها بين جدران تتنفس الدمس من فوهة النتانة  و الرطوبة و صدى حلقات طوق الأغلال.   
و قد يخفق فيزيد إشكالا على إشكال ليبيت معلقا كحبال تتدلى من سقف لا هي مرتبطة  بالتيار و لا للتيار سبيل لشانق الأنفس المتعبة  في كنف هذا الكهف الممنوع من رؤية  الشمس  و النجوم و القمر, الممنوع من طعم الحياة فيجمع هكذا كرماد نار أًشعلت ساعة المقيل   من زائرات الإنس, غازيات الفكر, مجملات الجمل, ملهمات القوافي, ساقيات القرب في الرمضاء؛ ساكبات لبن الرحيل   . حاضنات الجموع  بالجود و الكرم, حاملات الغيد لسمو النبل و  الشرف . سارقات الوطء بين سطور يمشي عليها الوطن معكوف العنق مجذوب النفس.
ناحتات تماثيل أشلاء الوطن النازف بالتهريب و البتر و التجفيف و جرف  أعماق بحاره  و إبادة  أحائه من أخطبوط و حبار و قرش و دلفين باسم مسالم و أصناف نادرة هي في طريق الزحف الأخير نحو اليابسة لتعلن تضامنها مع أهالينا في المدن المحتلة و المحررة على حد السواء.    
فيا قابعا في الكهف, أتنسج حولك الأقدار شباك من أطياف بنات عبقرالقاطنات قمم العمائم.السابحات بسواقي السقم, المتكحلات برموش الاحلام.؟
المارقات, الشاردات حذوى الشواطئ, الغارقات صوب الأعماق, المنحوتات على صخر الأجواد , الممنوعتات من وقفة تعبر عن شغفهن بمياه الغدير و الأبار و ظلال الطلح و الغيوم و بلح النخيل و رغيف الطحين .
يا حرفا يدب بين الأنامل,  يحبو   تحت الكف. متى نراك ترفرف فوق ناصية الأهرام؟   كعناكب تنسج  خرائطا, تتكفن بها فيلة على شاكل بعوض الفتك في ضفة الساقية المجففة  بالعنقود و العناق و الأعاصير و ريح السموم و بعض الشوق و بقية الحنين.
    يا حرفا لما تتصاغر في ضحى الربيع و يطول سباتك العميق  تحت عباءة الكهنة ممن صوروا  " الوطن " قافلات و تبرعات و صناديق للقَبيل قد تراها  تسمن و تغني السطو و الشجار و الفتنة بين قلوب متحابة منذ أزل الأولين. 
    لن نعود إليك أيها الوطن المثقل بنا  , بمد آيادينا , بتوزيع بسماتنا, برفع الرايات البيضاء, ببصمات رؤوس أصابعنا الملوثة  بالوخز و طعن الظهر؛ بهاماة مغروزة بوهم العظمة و تصغير الأوطان, بالخطابات المعسولة بمنفى يكاد  يكون وطنا, بخرائط مطبوعة على جبين الوطن الذي لم تكتمل لحمة مفاصيله ؛ بمواطَنة أخطوبوطية الشكل, صماغية اللب تفسخها  درجة الولاء إن خفضت عبر سلم لست منه و ليس منك .
   محمود بابيت

0 التعليقات: