اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المفاوضات إلى أين ؟؟؟؟/ بقلم: أندكسعد ولد هنان

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/08‏/2011 | الثلاثاء, أغسطس 02, 2011


        تحدي الربح السياسي لأهداف القتال و الصمود  !!!؟؟؟                                        
"  أعدلوا قبل أن تبحثوا عن وطنكم في مقابر التاريخ "
                                                                                                   
  موسى الصدر- جنوب لبنان


الموقف الوطني القائم عندنا يستوجب القول: أعدلوا وتيقظوا قبل أن نبحث عن وطننا في مزابل التاريخ .
      لا نختلف اليوم على دقة ومفصلية الموقف الوطني، إسقاطا إلى صدمة النتائج بين ما كان مُؤَمَلْ ومَا هو مُحَصَلْ من التعاطي الصادق الساذج المرهق البريء حتى لا نقول البليد مع الهيئة الأممية من منطلق الإلتباس الواضح و الخطير في  فهمنا أصلاً لماهيتها قبل وفي خضم التعامل معها، بمعنى أننا نتعاطى معها باعتبارها حامية الحق و العدل و الإنصاف و الأمن و الآمان في وقت هي في حقيقتها حوصلة تلاقي إرادات المصالح وقوى النفوذ و التنفذ، و تنظيم إيقاع و ضوابط وآليات التعاطي و التقاطعات بين مصالح المتنفذين و أدوار المنفذين وتطلعات و تظلمات أصحاب ساحات النفوذ ،المنفذ فيهم وعليهم....
فمقتضيات التحليل السليم، تقتضي استحضار وحضور كل الأبعاد ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة في تركيب عناصر صورة المشهد العام القائم و المحتمل وبالتالي تَمَثُّلْ المخاطر والتحديات والمخارج و السيناريوهات تفاديا لكل المخاطر واستعدادا وتحسبا لكل الاحتمالات، من خلال تقوية وترسيخ وتجذير عوامل و عناصر وأسباب الصمود الوطني بمفهومه العميق الشامل والمنسحب، لنسج عوامل وشروط حسم المواقف وطلائعية المواقع لتقصير عمر الصراع والمأساة،من منطلق تكثيف الجهود وتنسيق تناسق أنساق إدارة الصراع وتوجيه الجهود والمجهود الوطني الشامل لتحقيق التطلعات الوطنية في الحرية والانعتاق و الاستقلال و إقامة الدولة الوطنية الصحراوية على كامل ترابنا الوطني: الصحراء الغربية أي الساقية الحمراء و وادي الذهب. في عالم لا يكترث للضعفاء،لأن من يرضى بالهوان يَهُونُ و يُهَانْ .عالم لا مكان فيه للتباطؤ أو التقصير أو التقاعس أو العمل المبعثر، و لا التحاليل المفرطة في التفاؤل أو الموغلة في التشاؤم إلى درجة التفريط. ولا "ثقافة" ونهج التوريط الذي يوصل إلى التفريط "ثقافة" انتصار الرّغيف والتّأثيث على قيم الحياة الكريمة والإنتخاء للحق والحقوق المشروعة في الوجود و السيادة والاحترام والعزة، وذلك بالإقلاع عن الأبوية وتوهم الوصاية واستخلاص أن التعاطي المبعثر الارتجالي البريء الساذج الانفعالي المفعول فيه بدل أن يكون فاعل، إذا لم يرقى إلى مصاف الفاعل. نتيجة حداثة التجربة حتى لا نقول انعدامها في التعاطي مع الأمم المتحدة والمفاوضات:   ( آلياتها، أساليبها، تنظيم إدارتها وإدارة انسياق أدوارها، وجولاتها وتدرجاتها و تداخلاتها، وبالتالي مراكمة تراث من ثقافتها هي بحد ذاتها). بإعتبارها هي في حد ذاتها كذلك حرب وأحيانا كثيرة مهلكة ؟ فإن كانت الحرب تعرف في أنساقها المسلحة أنها: هي امتداد للسياسة بوسائل العنف. فإن المفاوضات هي كذلك حرب وهي امتداد للسياسة بوسائل ناعمة. وهنا يطرح الربح السياسي لأهداف القتال نفسه كتحدي، وتطرح المفاوضات وتحدي براعة إدارتها تحدي، معقد ومركب لرفع التحدي، باعتبارها حرب من نوع آخر لها أسلحتها ووحداتها ومعاركها الرئيسية والفرعية وأنساق الهجوم والانسحاب وحقول الرماية و التراشق وحتى أحيانا فنون وتقنيات القتال المتلاحم، يتوقف نجاحها كما الحرب المسلحة على محورية براعة إدارتها بمفهومها الشامل المتكامل وتنسيق وتنظيم إدارة تناسق أدواتها وتحولاتها وضبط إيقاعها والمعايشة الحيثية التراكمية لتأثير كل العوامل الداخلة أو المتدخلة المتأثرة والمؤثرة سلبا و إيجابا في إيقاعها ونتائجها ومدِّها وجزْرها.لا مكان فيها للعفوية و لا الشخصنة و لا غيبية ولا قدرية  " أ رَيْظَ و أَلْمَزْنَ " ولا طبعا "  سَرَحْ أجْمَلْ لَعْوَرْ"، ولا كارثية إستعجال النصر على قاعدة " أدَّرْجَ مَا يُشَلْوَدْ ِبيهَا " ولا تختزل في من هو                              "  ألْ شَايْلْ رَاسْ أنْعَامَ "، لأن " أَلْشَيَلْ " هو الشعب والقضية والأهداف والطموحات والتطلعات، وباعتبار أن " هَنُّونْ " الوحيد هو الشعب في البداية والصيرورة و النهاية هو دوما صاحب "  أشَّيْلَ " على قاعدة  (  أشَّيْلَ يَ هَنُّونْ ،  يَ هَنُّونْ أشَّيْلَ  ).
القضايا المصيرية لا ينظر لها ولا يتعاطى معها بالعفوية ولا السذاجة و لا القدرية ولا تقبل التسطيح السياسي ، بل تتطلب إقران الشعارات بالحسابات، لأن الذي ينتصر دائما هو الحسابات.
وتحليل المنحنى البياني للتفاوض يلاحظ أنه منحنى تنازلي ، في إختلال بيِّنٍ خطير وكارثي بين مكاسب وطنية وازنة و مُرَجِّحَة حُصِّلَتْ أصلا بتضحيات جسام ومعاناة كبيرة وصمود و استبسال قلَّ له نظير، لتوظف في فرض وترسيخ شروط الحسم و النصر، في وقت تم التنازل عنها على دفعات في أول جولات العلاقات العامة للتفاوض (وقف إطلاق النار، التنازل لبقاء الإدارة والجيش والمستوطنين المغاربة في الإقليم؟! ، هدايا إطلاق الأسرى لفلان و علان لتختزل كل معاناة تحصيل المكسب الورقة واحتمالات توظيفها للمناورة والضغط وحتى الترجيح، لتختزل في مجرد التقاط صورة ؟!  قبول توسيع لوائح المقترّعين؟! ، مجانية إعطاء ضمانة قبول بقاء مئات آلاف المستوطنين المغاربة في أرضنا في حالة حصول الاستفتاء ؟!  قبول خطة بيكر؟...................)
في تخمة تنازلات أقل ما يقال عنها   "  الْكَرَمْ اللِّي لَهِ تَعْگْبُ أسْگاطَ  "      لم يقل لنا:
أسْگاطَ على من ؟؟ ولماذا ؟؟  وهل جئنا و كافحنا و قاتلنا وتشردنا و عانينا ما عانينا و قدمنا من التضحيات ما قدمنا بكل شجاعة و إقدام  و إستبسال     و سخاء، لنجد أنفسنا أمام سؤالي: ألمنفى و اللجوء الى مالا نهايه ؟؟  أو أَسْكٌاطَ على من ؟؟  و لماذا ؟؟
 و ما الذي أوصلنا إلى أن نكون أمام سؤال المسار و المصير ؟؟؟
السبب يعود بالاساس الى التعاطي مع المفاوضات و بالمفاوضات بشكل منفصل بل حتى منفصم،عن كونها فقط إحدى أوجه ألفعل المقاوم، الفعل المقاوم بمفهومه الشامل الذي يفترض أن يكون: شامل متكامل و متناغم. مما أحدث خلل خطير ترتب عنه مع الوقت نوع من الشلل العضوي ، إن صحّ التعبير، بحيث أختزل كل شيء في المفاوضات، وكأنه بها وحدها سيحقق كل شيء وبالتالي نحن في غنن عن كل واجهات و تمظهرات         و جبهات الفعل المقاوم الأخرى ، بل أكثر و أخطر من ذلك  فإن ألقييمون على إدارة صراعنا مع المحتل الغازي كأنه خييل لهم حتى ، أنهم في غنن عن دور ألإنسان الصحراوي بإعتباره في الجوهر و الأساس هو وسيلة و غاية حسم الصراع مع الغزاة ، به و له ؟؟ في خلل جوهري قاتل ؟ لا يتوقف عند التسطيح القاصر و المقصير لإدارة الصراع ، بل يطرح تحدي النقاش الوطني الصادق المسؤول الواعي المتسامي المناقبي وبكثير من حس القيادة التارخية المناقبية، للمشروع الوطني في حدً ذاته، ليس من حيث الغايات وسقف الأهداف و علاقة ذلك بالإيمان والإصراروالتمسك بالحق في الوجود والإستقلال و السيادة و إقامة الدولة الوطنية الصحراوية ، و الإيمان بها: حقيقة تارخية لارجعة فيها، بل يتعلق الأمر بإدارة الصراع ؟ ، النجاعة و تظافر الجهود؟ إدارة التجربة و علاقتها بعنصر الصمود من خلال الطمأنة و الإقناع بالإرتباط بالمطلب الوطني، و علاقة ذلك بالتناسب طرديا أو عكسيا، بالتمييز و التمايز أو التماهي بين المشروع الوطني بكل حمولته الوطنية، و مشروع الإحتلال بحمولته الإحتلالية  ( و للمزاييدين على الوطن و الوطنيين نقول: نحن شركاء في الوطن و المعاناة و نبل الغايات و الإيمان بأن:      حَمَلْ أَجْمَاعَ رِيشْ،  و ليس إختزال القضية في إعتبارها: كٌارَبْ مَكْسُورْ ، و التستر وراء المزايدات و التوريط و بالتالي  التفريط ؟؟؟ ) ، أختزل كل شيء في المفاوضات دون أن نُوَّفَقَ في تحويلها الى زخم و آلية لترجمة تظافر كل الجهود و تراكمات مكاسب جبهات الفعل الوطني المقاوم الأخرى، و تأثيرها الإيجابي المفترض على آلية و زخم الفعل المفاوض المقاوم ، ناهيك عن أن يُتَعَاطَى مع الفعل المقاوم المفاوض بشكل مشخصن أي على مقاس الأشخاص، بدل أن تكون الكلمة العليا فيه للمؤسسة و ليس للأشخاص، تُرَاكَمُ فيه التجارب و تٌستحدث فيه الأساليب و الخطط، بل ظلَّ : إرتجالي إنفعالي فوضوي يستند الى ألإنتظارية يركن الى ردود الأفعال بدل الفعل المبادر صانع المبادرة ، طَبَعَتْهُ الرتابة . في وقت يراكم العدو ما يكفيه و أكثر من دراسة أفراد وفدنا المفاوض و لا أقول طاقمنا المفاوض ( ببساطة لأن كلمة طاقم: تعني التكاملية و العمل المنظم ، و هو نقيض ما هو حاصل عندنا ،    و إللا فنحن نطالب بندوة وطنية للأطر يفسرلنا و يعرض علينا الوفد المفاوض الدائم ، ماذا حَصَلَ و حٌصِّلَ ؟ و يقنع الشهداء بأنهم كانوا في غنن عن أن يستشهدوا؟؟؟ لأنه وصي على المصير أكثر من دمائهم الزكية الطاهرة........)،  دراسة وفدنا المفاوض:مؤهلاتهم أدائهم أمزجتهم ، حتى أصبح بإستطاعته التشويش مسبقا على أنساق ردود أفعالهم و كأنه بل الأكيد راكم أَتْشِيبْ( CHIP ) يمنحه التأثير لاإراديا بالرُمُوتْ ـ كُونْتْرُولْ     (ROMOT- CONTOL)  في إرباك أولويات إهتمامات ووجهة و زخم ردود أفعال مفاوضينا ( مراجعة و دراسة كيفية التذاكي على محاورينا من مناظريهم على قنوات و منابر الإعلام و تمييعهم المتعمد لمحتويات النقاشات و تفريغها من مضمونها الإقناعي المرافع عن مطلبنا الشرعي، و إنجرارنا آليا وراء إستفزازاتهم المتعمدة حتى نتحول إلا مجرد ظاهرة صوتية ترد على إستفزازهم لتضييع الوقت، إذا لم يدخلوننا في متاهات مدرسة التحليل النفسي الفروئدية: و هل هي غربية أم مـ....غربية ؟؟؟ ، ردود أفعال وفدنا المفاوض المختلفة المتضاربة المتفاجئة المرتبكة ؟؟؟) ، في وقت عدونا يغيير بإستمرار تشكيلاته المفاوضة، مما يؤكد أنه يعمل بشكل مؤسساتي ، أي إدارة تراكمية ثابتة مؤسساتيا و متغييرة و حركية كأساليب و برامج  و خطط و طواقم   ( المؤسسة هي الثابت، الأشخاص متغييرون زائلون هم: المتغيير...) حسب مقتضيات الفعل و الإيقاع التفاوضي من جهة ، و كذا التحديات المطروحة و المناورات المطلوبة خدمة طبعا للأهداف الخبيثة من جهة أخرى، أي الدينامكية و الحضور و بالتالي العمل على قاعدة مراكمة التجربة.
وهذا في الأساس هو جوهر ومكمن التحدي عندنا  ؟؟؟
 الحسم فيه يتوقف علينا  ؟؟؟
 وعلى قدر حسم و حزم الحسم و وجهته ،  يتوقف: هل لنا أم علينا  ؟؟؟
إختلال وتناقض خطير وكارثي مؤلم بل مفزع بسببه نحن نخسر ومن خسراننا يكسب عدونا ما عجز عن كسبه بتدبيره ( في إدارتنا مثلا للحرب المسلحة راكمنا وكسبنا شروط كسب كل شيء، وفي إدارتنا لشروط السلام فشلنا في كل شيء ؟! )
لدينا خلل عميق في التعاطي مع مقتضيات صراعنا مع العدو، يتطلب وقفة وطنية جادة و بِتَمَثُّل استراتيجي للصراع ( أسبابه، مساره ومصيره؟ ). عدونا يزج بكل شيء لحسم الموضوع لصالحه وهذا لا يعني البتة أنه قوي وقادر و لا لديه أدنى شروط الحسم، بل فاشل ومرتبك و متخبط وعقيم ليس لديه أفق كل ما يقوم به مرتجل و ردود أفعال،...، كل ما يعتمد عليه و يستند إليه هو إ ستثماره لنقاط ضعفنا خصوصا مضاعفات و نتائج قصور و تقصير الطلائع والقيادات.
نحن نتعاطى مع الموضوع كأنه مسألة ربح أو خسارة بشكل قدري  : ( انتظار وفاة الحسن الثاني، الخلافات الداخلية في المغرب بين القصر والجيش؟ وهم على وهم، وكأن العامل البيولوجي لديهم فقط ولا يعنينا نحن!!؟؟ ) وهذا منتهى أَلأَعْشَوِيَه السياسية إذا صحّ التعبير،أي عمى ألألوان السياسي ، في وقت يعمل عدونا بإعتبارها مسألة مصيرية لا يقبل فيها لا جدل ولا خلاف و لا اختلاف، نجح النظام الغازي على صعيده الداخلي في تحويل احتلاله لأرضنا من اعتبارها قضية نظام إلى ربط العقل السياسي الجمعي المغربي إلى اعتبارها قضية " وطنية " من جهة، و من أخرى سوقها خارجيا بإعتبارها مسألة مصيرية يتوقف عليها استقرار النظام العلوي في المغرب، و ما لذلك من علاقة مباشرة وتداعيات على أمن ومصالح تخوم أوروبا جنوب البحر الأبيض المتوسط ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية الجيوستراتيجي ( الإرهاب، الأمن والإستقرار، الهجرة السرية، المصالح الإقتصادية و المبادلات التجارية...).
في وقت يحدث عندنا العكس، تحصل لدينا رِدَّهْ ، نفشل تنظيميا وسياسيا واجتماعيا في الحفاظ و ترسيخ وحدتنا والتفافنا العفوي حول قضيتنا وخياراتنا المصيرية، حتى وصل الوهن السياسي إلى حد أن الفشل في الإقناع للإنضباط التنظيمي والسياسي أصبح يعوض عنه ب:                    " الْمَنْ بِالْغَرْفَاتْ " و بدل أن تكون تجربتنا التنظيمية ، تجربتنا في تجريب إدارة تجربتنا الوطنية، بدل أن تكون مبعث استقطاب وإقناع وطمأنة حصل العكس ، بدل أن يحصل ما كان يجب أن يحصل !!!؟؟؟ .فإستمرأت القيادات القول وهجرت الفعل، وأصبح الزمن في أماكن أخرى يتقدم وعندنا يراوح مكانه، وطلائعنا تجتر خلافاتها و اختلافاتها، تتقاذف الإتهامات ولا تجيد إلا كيل الشتائم بعضها لبعض، تدور في دائرة مغلقة تتفنن في تفريغ تبريرات إخفاقاتها وقصورها و تقصيرها، فغابت الطلائعية بغياب المناقبية وبالتالي الإحترافية التي تعني: أن لا تكون عاديا في عملك و أدائك بل مبدع فاعل و إيجابي، و حل محلها " أَتْحَطْرِيفْ "، فترهلت همم الرجال و حلت " ثقافة " تحقيق الأحلام الشخصية و لو بتدمير الآمال العامة، يقال إن : " صاحب الإيمان تنصره نفسه، و صاحب الطمع تخذله نفسه ".
و بالتالي اهتزت المصداقية في الطلائع و القيادات، وهنا مُسَّ رأس المال الوطني، لأن الارتباط الوطني والانخراط في المشروع الوطني: طوعي إرادي عفوي، ليس هناك من هو مرتزق أو طفيلي أو متطفل أو أجير في المشروع الوطني يتوقف عطاؤه على مايقدم له ؟!  ليس هذا فحسب بل الأخطر أن تُمسَّ في الجوهر مساحة التمييز و التمايز بين المشروع الوطني بحمولته الوطنية ومشروع الإحتلال الذي لاَيتوانى عن "  تَسْمَانْ كَبْشْ ألْعِيد " و بالتالي تحصل ضبابية الرؤية لمسافات التمييز و التمايز إذا إمْتُهِنَتْ كرامات الصحراويين !!!؟؟؟
من هنا بدأ التآكل الداخلي ، وبدأت ساعة الرمل تسير لصالح عدونا ، وهي كذلك إذا لم نتدارك الأمر و نلتقط اللحظة التاريخية ، ونحسم جميعا في الخيارات ونجمع أمرنا على أمورنا. و بالإمكان إذا صدقت النوايا وصفيت القلوب، انطلاقا من أن الجبهة ظاهرة وطنية إذا صلحت الظاهرة صلحت المرحلة.
و لتصلح الجبهة الظاهرة حتى تصلح المرحلة يتوقف ذلك على :
1. مراجعة الوحدة الوطنية في العقول و العقليات والمسلكيات والعلاقات،    و ذلك بإعادة الاعتبارلكرامة الإنسان  الصحراوي ومحوريته في المشروع الوطني باعتباره وسيلة وغاية تحقيقه و نجاحه .
2. الفصل الواضح و القاطع فكريا و سياسيا و تنظيميا و عمليا في اللبس     و الالتباس الحاصل، بين هل نحن مقاومة  و حركة تحرير بأهداف وعقليات وخطاب وأساليب وخطط و برامج و بالتالي إدارة التحرير؟ أم " دولة "  في  المنفى إلى ما لا نهاية ؟! وبالتالي وقفة وطنية جادة ومسؤولة لتحديد           و توضيح المفاهيم و الأهداف ؟ على ضوئها تتحدد المواقف و الخيارات      و بيان القواسم المشتركة : تحقيق الإستقلال، عودة اللاجئين مكرمين، إقامة  الدولة الوطنية العادلة والمطمئنة، و  ليست "  گُوگُّوهْ  " .
3. فتح نقاش وطني فكري صادق واضح و شفاف يشارك فيه كل الصحراويين دون استثناء أو إقصاء أو تهميش دون  مزايدات  ولا تسفيه     و لا تشفي ، يفضي إلى إجماع وطني شامل في التفكير و الأحاسيس          و المشاعر و الأهداف و تقاسم أعباء التحرير بكل رفاقية و وطنية و تكريم .
4. مراجعة صادقة وبحس  كبير من المسؤولية لكل مؤسسات و روافد جبهات الفعل الوطني : خطط برامج أساليب عمل ضوابط فعل و تفاعل وتفعيل لضمان أكبر قدر ممكن من التناغم الوطني بين المؤسسات فيما بينها وفيها من جهة و روافد الفعل الوطني و الامتدادات الوطنية في كل مواقع تواجداتها.
5. توسيع دائرة القرار السياسي، وتحديث إدارة الفعل الوطني على أسس علمية تساير الركب وتتعاطى مع التحولات بعقلية تتماشى مع إيقاعات الصراع و حركة الفعل و التفاعل لأن السياسة هي موازين قوى، وهي إدارة متحركة للصراع  و التحولات. والقيادات التاريخية مطالبة بتحقيق ما يحتاجه الشعب وليس بالضرورة ما يريده . أحرى  أن تكون قاصرة ومقصرة في وعن تحقيق ما يحتاجه و ما يريده ؟
6. المراجعة العاجلة بل المستعجلة حتى ، لمؤسسة جيش التحرير الشعبي الصحراوي : تنظيما وتدريبا وتجهيزاً  وتأهيلا و تحديثا لعقيدتها القتالية، ورفع روحها المعنوية وضمان أمنها و تأمينها : مواقعا و عتاداً و أفراداً . ومدِّها بكل الشروط و الأسباب المادية والمعنوية و المكانة ألمستحقة كمؤسسة: سيادة وردع و ترجيح . ضمانة  وطنية في كل الاحتمالات.
7. التفكير الجاد و المراجعة الصادقة و العاجلة لإيجاد سياسة اجتماعية صحيحة و مدروسة ( الصحة، التعليم، الخدمات، الاستفادات،...)، توظف الإمكانات الوطنية في خدمة المواطنين بشكل فعال للتخفيف من معاناتهم وتحسين أحوالهم الصحية و المعاشية و التعليمية، وإعطاء الأولوية لجرحى الحرب و النساء والأطفال والعجزة و المسنين و المعاقين، و ذوي الاحتياجات الخاصة. أظن أن هذا حقل خصب للتكفير عن الأخطاء وصقل المصداقية بالنسبة للقيادات التي لازالت تمتلك وازع ضمير و حس المسؤولية والقيادة المناقبية.
8. هجمة سياسية وطنية على كل جبهات الفعل الوطني: قواعد شعبية ، مدن محتلة ، جاليات ، ريف وطني ، تدريبات وجاهزية في الجيش بعيدا عن التهديدات الهوجاء الجوفاء، تحرك دبلوماسيا و نشاطا إعلاميا...إلخ
تأسيسا على ما سبق و من منطلق أن التفكير السياسي عموما و الوطني خصوصا هو تفكير بالبدائل والحلول، في بعض الأحيان هي بين ألسيء و الأسوأ. و الحصافة في السياسة و التفكير السياسي دائما تكمن  في : ما هو البديل الأنجع بين البدائل المتاحة  ؟ واعتبارا لكون عنصر الصمود هو الفيصل ، و الصمود يتوقف على إرادة الإنسان الصحراوي المؤمن الواعي المقتنع ، وقدرتنا على الاستفزاز الصادق المقنع الواعي لمنسوب قِيَّمِهِ وخصاله الحميدة من تضحية و عطاء وتفاني و إخلاص رغم التقصير الذي حصل في تثمينها والبناء التراكمي بها وعليها، إستفزازها من خلال قيَّمية طلائعنا و مشروعنا الوطني  المتّصفة والمتصف بالقدوة المحفزة على الإقتداء ، وخلق أسباب و شروط طمأنته بعدل وإنصاف وأمان وشفافية إدارتنا لتجربة تجريب نموذجنا الوطني و الابتعاد النهائي عن كل أسباب تشوش الرؤية في العقليات والمعاملات والعلاقات بين الأفراد و المؤسسات على ضوء الواجبات والحقوق دون تقصير أو حيف.
و بحصول الاستنهاض الشامل وتفعيل كل جبهات الفعل الوطني، بشكل متناغم وفق خطة مدروسة ليست ظرفية و لا انفعالية، و بعث عوامل   و عناصر الصمود وترسيخها. فإننا نكون قد استعدنا أوراق التعاطي مع الأمم المتحدة و التفاوض مع العدو من موقع قوة من خلال: طرح على الطاولة شروط تفاوض جديدة وازنة و مرجِّحة وضاغطة تجسيم و تستثمر و تترجم فعل و وقع شروط وعوامل الربح السياسي لأهداف قتالنا و تراكمات مكاسبنا المترتبة عليه من: اعترافات دولية، و إجماع وطني حول شرعية المطالب و وحدانية التمثيل المؤزر بانتفاضة شعبية جماهيرية سلمية حضارية بمطلبها السياسي وملف انتهاكات حقوق الإنسان الساند لظهور والمقوي لحجة الطاقم المفاوض ، الشيء الذي سينعكس آليا على وجهة التعاطي مع الهيئة الأممية وكشفها أمام المنتظم الدولي بحشرها أمام امتحان المصداقية، بتغيير شروط اللعبة و التعاطي، بشكل ذكي ومحترف، ليس انفعالي ارتجالي كما حصل في الأيام الأولى للصدمة ( عدم وجود تنسيق و لا تناسق، موقف متفاجيء ، و صدمة و اندهاش مكشوف على الآخر، كل يندب حظه) ؟ من جهة ، ومن أخرى التحكم في مسار المفاوضات مع العدو و إفشال محاولاته الخبيثة الماكرة بإيهام المنتظم الدولي ومغالطته بتسويق منتجه الفاسد الفاقد الصلاحية : أنه صاحب مبادرة للحل ، من خلال تقديم خطة " حكمه الذاتي " و محاولة حشرنا في الزاوية ديناميكيا و مناوراتيا. استعادة المبادرة و تغيير شروط اللعبة اعتباراً لكون عدونا يراهن بالأساس على: تآكل جبهتنا الداخلية وكسر النفسية المقاومة المجاهدة الرافضة للاحتلال، وبالتالي لما يتأكد من استعادتنا للمبادرة ويخلص إلى أن عامل الوقت أصبح في غير صالحه و شروط الصمود الوطني تتقوى حقيقة وتتعزز و تثمر، وعوامل النصر تتظافر و أن شروط حسم الصراع في تغير لصالحنا فإنه:  يسليم ويذعن ، وبالتالي  نستوفي  نحن شروط و مؤهلات  و ضمانات الإجابة على السؤال الكبير :                   
  المفاوضات الى أيـــــــــــن ؟؟؟؟
من خلال قيادة المسَيرة على بصيرة ، وبالتالي  حسم:
    تحدي الربح السياسي لأهداف قتالنا وصمودنا ؟؟؟؟  



                                        

0 التعليقات: