اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

كيف إغتال نظام المخزن المعارض المغربي هشام المنداري؟

كتب بواسطة : futurosahara on 06‏/09‏/2011 | الثلاثاء, سبتمبر 06, 2011

في لقاءه مع  جريدة الشروق اليومي الجزائرية يكشف رجل الاستخبارات والديبلوماسي المغربي مصدق ميمون تفاصيل اغتيال المعارض المغربي هشام المنداري في أوت 2004 بمالڤا الإسبانية.
حاوره الكاتب الصحفي : انور مالك  .

ماذا تعرف عن قضية المعارض المغربي المغتال هشام المنداري
- هشام المنداري دخل القصر الملكي بطريقة شيطانية، وهو لا يملك ثقافة ولكنه كان ذكيّا للغاية. أنا جلست معه مرارا وتكرارا بباريس. هو ابن السيدة شهرزاد فشتالي التي كانت متزوجة بموظف ثري بفنادق فاخرة بالخليج، زوجها كان له سوابق قضائية بالمغرب بتهم الاحتيال وكان له فندق يستعمله في الدعارة.
هشام المنداري عند اقترابي منه نفى لي بأن شهرزاد هي والدته، بل أن أمه هي فريدة الشرقاوي التي كانت في القصر الملكي ومقربة جدا من الملك الحسن الثاني، وهي التي لعبت دورها في إدخال هشام المنداري للقصر.
* كيف كان تقربك من هشام المنداري؟
- كنت في ذلك الوقت أقيم بمدينة ديجون الفرنسية، وفي أحد الأيام تلقيت مكالمة هاتفية من الرباط، ولاحظت أن رقم المتصل هو من إدارة المحافظة على التراب (DST) بالمغرب، لأنني أعرف ذلك جيدا وسبق أن تعاملت مع تلك الأرقام خلال عملي السابق.
والحقيقة أن المتصل لم أكن أعرفه، غير أن صوته لم يكن غريبا عليّ، وقد ذكرني بعدة مهام قمت بها من قبل مثل قضية الضابط "أبو النجم محمد" الذي لجأ إلى بلجيكا ولعبت دورا في إعادته للمغرب. كما راح يشيد بوطنيتي ودوري في الدفاع عن مصالح المغرب.
- في ماذا تتمثل هذه المهمة بالضبط؟
المهمة تتمثل في التقرب من هشام المنداري واختراق محيطه، لأنه كان يسبب لهم صداعا كما أخبرني المتصل. وطبعا وافقت على ذلك بسبب تشبثي بوطني وملكه، وفرح كثيرا لما بلغته قبولي، وخاصة أنه كان يعتقد بأنني سأرفض بسبب ما حدث لي من مشاكل مهنية تورطت فيها أطراف استخباراتية ودبلوماسية منذ أن راسلت الملك المغربي بملف مفصل مطلع سنة 2002 عن تلاعبات شخصيات نافذة في باريس والرباط.
* كيف كانت بداية الاتصال بهشام المنداري؟
- في ذلك الوقت لم تكن لدي عنه أي فكرة فيما يخص تحركاته بباريس والتي أراها في ذلك الوقت تحركات تخريبية وإجرامية ضد البلاد والعباد، ففي شهر مارس 2003 وبعدما فكّرت عميقا أنا وزوجتي لأن الأمر مصيري وحسّاس للغاية، قررت الذهاب إلى باريس، لكن قبل ذلك كان عندي رقم هاتف أحد الأشخاص بالمغرب كان على اتصال مع هشام المنداري في إطار تجاري كما أخبرني عام 1997. اتصلت به وأعطاني أحد أرقام المحمول الخاصة بالمنداري. قبل أن أغادر ديجون نحو باريس اتصلت به وفي أول الأمر كان حذرا ومتشككا، لكن لما كلمته عن الشخص الذي أعطاني الهاتف وأيضا أعلمته أنه سبق أن تعرفت على أمه شهرزاد، رد أنها ليست أمه الحقيقية بل هي امرأة ربته لسنوات في طفولته، ولم أناقشه في الأمر حتى وإن كنت أمتلك معلومات في الموضوع. أعلمته بأن لي مشاكل كبيرة واقعة لي مع المغرب واعتذرت له لأنه لا يمكن التطرّق لها عبر الهاتف، فأعطاني موعدا في بداية مارس 2003.
* كيف كان اللقاء الأول معه؟
- التقينا في مقهى جورج الخامس بشونزليزيه في باريس، وصلت قبله إلى المقهى وبعد دقائق جاء بعض حراسه الشخصيين للمكان وهذا طبعا من أجل أمنه، لما عرفت من خلال ملامحهم وأجهزة الراديو التي يحملونها تقدمت من أحدهم وأخبرته أنني المعني بالموعد، فابتسموا لي على مبادرتي ثم اتصلوا به وحضر الى المقهى في وقت قصير.
* ماذا دار بينكما خلال اللقاء؟
- طبعا حدثته عن المشاكل التي أعاني منها، وهذا حتى يطمئنّ إلي ويعرف أنني أنا أيضا ضحية شخصيات نافذة ومسؤولين كبار في المغرب. وقد اهتمّ المنداري كثيرا بقضيتي ووعدني بالمساعدة ماديا ومعنويا، غير أنني رفضت المساعدة المادية وأعلمته أنني سأواصل معركتي القضائية مع الإدارة، وشكرته مسبقا على لطفه وعلى كل ما سيقدّمه. ما يمكن تسجيله أنه اطمئنّ لي منذ اللحظات الأولى وتعاطف معي أيضا. وقد كان يرافقه في ذلك اللقاء ملحقه الصحفي الذي كان سابقا يعمل في الوظيفة نفسها مع إدريس البصري في منفاه ويدعى واموسي محمد...
* كيف سارت مهمة التقرب من المنداري؟
- عدت من باريس إلى ديجون بعد اللقاء الأول مباشرة، واتصلت بالسيد "حراري أحمد" الذي كان نائبا للجنرال العنيكري، وقد صادف في تلك الأيام إجراء تغييرات حيث تم تعيين العنيكري مديرا عاما للأمن الوطني.
فرح كثيرا باتصالي وأظهر اهتمامه بالأمر، وأنهينا المكالمة على أن يعيد الاتصال بي بعد ربع ساعة، غير أنه لم يتصل في الموعد. وواصلت أنا مهمّتي في المضي قدما بعلاقتي مع هشام المنداري، وتعدّدت الأحاديث بيننا وكان دائم الثورة على القصر والملك، وقد كان يتهيّأ حينها لتأسيس جمعية سياسية بإسبانيا من أجل الإطاحة بالنظام الملكي في المغرب.
* ماذا حدث لاحقا؟
- بالرغم من عدم الاتصال الذي وعدني به "حراري"، إلا أنني واصلت مهمتي فقد فهمت أن الأمور تخضع لمشاورات على أعلى مستوى، وأيضا أنا لم أتلق أي أمر بتوقيف ما أوكل الي. اغتنمت الفرصة سواء في تأخر المنداري أو غيابه بالمواعيد التي تجمعنا وتناقشت مع ملحقه الصحفي الشخصي المدعو واموسي محمد. وعلمت منه أنه رفع دعوى قضائية ضد الجنرال العنيكري بفرنسا بسبب الاعتداء عليه ودفعه لطلب اللجوء السياسي الذي رفض من طرف السلطات الفرنسية آنذاك. وروى لي أن والده وعائلته في المغرب ضحية ملاحقات أمنية بسببه. اغتنمت حالته النفسية ورحت أصارحه ناصحا إياه بأن يبتعد عن المشاكل التي ستورطه أكثر وخاصة مع هشام المنداري وربما تصل الأمور للهلاك.
* هذه مغامرة، ألم تخف من أن يبلّغ المنداري بما قلته له ويفسد عليك مهمة الاختراق؟
- من خلال تجربتي المتواضعة في عالم الاستخبارات فهمت من كلامه ما يُطمئن، خاصة أنه أوحى إلي بأنه مجبر على الوضع وأن ظروفه المادية السيئة هي التي دفعته للعمل لدى المنداري، ولو يجد طريقا آخر فلن يتردد في اتباعه.
* وكيف كان رد فعله على ما تحدثت به؟
- كنت مقتنعا من النتيجة الطيبة، وهو الذي حدث بالفعل حيث وقف وعانقني وعيناه مغرورقتان بالدموع، وقال لي: "يا اخي انصحني"، وهو يعرف بعلاقاتي في المغرب من خلال ما تحدثت به للمنداري وبحضوره. وبالرغم من كل ذلك خوّفته من أنه إذا قام بتسريب ما دار بيننا لهشام المنداري فسيدفعه للانتقام منه لأنه سيكون محل شك لديه. فأكد لي أن ما يهمه هو مصلحة ابنته وعائلته، وأن يجد لنفسه مخرجا من المأزق الذي يعيش فيه، أخذ هاتفي الشخصي من أجل التواصل والتنسيق.
* بعد تجنيد الملحق الصحفي، كيف سارت الأمور مع الإدارة بالمغرب؟
- بالرغم من عدم اتصالهم بي إلا أنني قمت باتصال هاتفي مع الإدارة، لأنني كنت أرى ذلك واجبا وطنيا يسمو عن كل الحساسيات والحسابات الشخصية. بلغتهم أن الذراع الأيمن لهشام المنداري قد تم تحسيسه وتجنيده، وأنني تمكنت من تحصيل معلومات مهمة منه.
* ما هي هذه المعلومات التي وصفتها بالمهمة؟
- من أهم المعلومات التي بلغني بها واموسي، هي سفرهم إلى بلجيكا ولندن لتجنيد بعض الهاربين من المغرب وبينهم عسكريون. كما كشف لي عن معلومة اتصال المنداري بشخصية تجارية بلجيكية مختصة في بيع الأسلحة، وذلك من أجل تنظيم حركات تحريرية مسلحة بالمغرب وخاصة في الشمال.
* وماذا بعد نقل المعلومات للإدارة في المغرب؟
- الذي اتصلت به هو نفسه الشخص الذي حدثني أول مرة وكلفني بالمهمة. وبعدما نقلت له المعلومات أخبرني بأنه سيحولها حرفيا إلى الجنرال العنيكري بصفته المكلف المباشر بخلية المنداري والمتكونة من ثلاثة أشخاص ولا يقبل سواهم فيها، وهم لطفي السباعي والساسي ورئيسهم نورالدين بن إبراهيم الذي هو حاليا مدير الشؤون العامة بوزارة الداخلية، والتي هي عبارة عن قسم استعلامات على الصعيد الداخلي. وهي المجموعة نفسها التي أخفقت في مهمة التقرب من المنداري.
* .. وكيف سارت الأمور بعدها؟
- طلبت من الملحق الصحفي واموسي محمد أن يحافظ على مكانته لدى المنداري ويبقى ذراعه اليمنى. في 24 / 08 / 2003 توصّلت بمعلومة من واموسي إلى أن المنداري سافر إلى إسبانيا ليلا وبرفقته امرأة من أجل تأسيس إذاعة ضد النظام الملكي. وفي صباح ذلك اليوم اتصل بي هشام المنداري من إسبانيا ليخبرني أنه اقترب من تنفيذ مخططه ضد الملك محمد السادس، وقد اتصل بي من يخت وأعلمني أنه بشواطئ مليلية.
* .. وماذا بعد؟
- أشير هنا إلى أنه لما بلّغت الإدارة عن واموسي محمد توقّفت الملاحقات لوالده وعائلته، كما أذكر أيضا أنه في 18 / 09 / 2003 كان لي موعد مع واموسي في مقهى لامارين بمونبارناس في باريس على 11 صباحا، غير أنني فهمت من خلال علامات لا تخفى على عميل له معرفة بدسائس ذلك الميدان، من أن الإدارة المعنية قد اتصلت بواموسي مباشرة من دون علمي، وسبق أن بلّغت الإدارة في 15 / 09 / 2003 بتطورات المنداري في إسبانيا ولم يخبروني بتواصلهم مع واموسي.
لم يأت صاحبي للميعاد وتفاجأت بذلك كثيرا لأنه ليس من عادته ذلك، وفي حدود الساعة الثالثة مساء اتصل بي هاتفيا ليعتذر لي على عدم المجيء.
- .. وما سبب غيابه عن الموعد؟
أخبرني أنه لم يقدر على المجيء للموعد ولا على الاتصال بي لأنه كان برفقة الجنرال العنيكري في شقة بفندق ريتز بساحة فوندوم بباريس، حيث كانا في ذلك الوقت يطلاّن من الشرفة على عملية إلقاء القبض على هشام المنداري من طرف الأمن الفرنسي في الساعة الواحدة والنصف زوالا، وقد حدث ذلك تنفيذا لأمر وكيل الجمهورية في إطار التنسيق مع المغرب، ففي ذلك الحين خطّط المنداري لعملية احتيال كبيرة على عمر بنجلون، المدير العام للبنك المغربي للتجارة الخارجية، وهذا الأخير مقرب من القصر الملكي منذ أكثر من ثلاثين عاما وكان صديقا الجنرال الدليمي.
* هل اقترحت شيئا فيما يخص المنداري على إدارتك؟
- نعم اقترحت على الإدارة أن تتم عملية إدخال المنداري للمغرب بطريقة سرية بعد استدراجه، حيث تجرى له محاكمة هناك وربما يصدر الملك عفوا عنه وتنتهي حكايته، غير أنه لم يتم الرد على ذلك، مما يوحي أن الجنرال العنيكري كانت له خطته.
* ماهي خطة إدخال المنداري للمغرب التي اقترحتها للإدارة؟
- هذا أمر يمكن تحصيله إن راعينا الدقة والحذر، وهناك امور كثيرة تساعد على ذلك مثل ما يعرف عن المنداري من أنه سكير وله علاقات كثيرة مع النساء ويتردد على الكباريهات، فأمر سهل جدا أن يستغل ذلك ويستدرج مثلا إلى سفينة مغربية تنطلق به إلى الرباط، لكن كان شرطي الوحيد أن يحاكم بصفة عادلة، وأن لا يتعرض للإيذاء، وهذا الذي لم يعجب الإدارة في المغرب.
* خلال الفترة التي كنت فيها على علاقة بالمنداري تم تسريب معلومات عن لقاء جمعه بإدريس البصري في أمريكا وآخر في باريس، فهل لديك معلومات بخصوص ذلك؟
- ليس الامر يتعلق بلقاءين فقط فهو أكثر من ذلك، لقد كان هشام المنداري مقربا من إدريس البصري، وقد كان يعطف عليه منذ كانا في القصر الملكي. وقد أخبرني المنداري شخصيا أنه على اتصال دائم مع إدريس البصري وزاره حتى في بيته، وكانت اللقاءات تجمعهما سويا بمقهى لوفوكايتس بالشانزيليزيه في باريس.
* ماذا كان يقول البصري للمنداري؟
- العلاقة التي كانت تربط بين الرجلين تشبه علاقة أب له تجربة عميقة بابن طائش، وقد أخبرني المنداري نفسه أن البصري نصحه بعدم التخبط العشوائي في تعامله مع الصحف، وألح عليه بضرورة توقيف نهائي لتعامله مع الصحافة الجزائرية نظرا لحساسية العلاقة بين البلدين لدى الجهات العليا، وأن ذلك ربما سيصل به إلى عواقب وخيمة.
* .. وماذا عن حادثة اغتياله؟
- فهمت من خلال تجربتي مع الإدارة المعنية أنها اكتفت بالعنصر الذهبي "واموسي" الذي قمت بتجنيده وتدريبه. لقد أدركت أن مهمتي قد انتهت ما دام الجنرال العنيكري صار على اتصال مباشر مع العميل واموسي، واكتفيت بالتواصل مع المنداري قبل اغتياله. الغريب في الأمر أن واموسي يزورني في بيتي ويزودني بأمور تتعلق بالقضية حتى أبقى على علم بها أو يودّني مساعدا في رفع التقارير أو ربما لحسابات أخرى لا أعلمها. أذكر أنه في إحدى الزيارات اتصل به السباعي أحد أعضاء خلية المنداري وهو في بيتي فأخذت منه الهاتف لأكلمه وقد أبديت له ما يشبه لومي وامتعاضي من تجاهلي، إلا أنه أخبرني بأنني سأبقى صاحب المبادرة ومسهّل الأمور، أما الاتصال بواموسي فيدخل في إطار التوجيه فقط.
* هل تعلم شيئا عن الطريقة التي تم بها استدارج المنداري إلى إسبانيا؟
- توجد فتاة مغربية كان يحبها المنداري كثيرا جدا وكان ينوي الزواج منها، وهي بنت شخصية رياضية بارزة في الدار البيضاء، والتي تقيم بحي كاليفورنيا الراقي. ولا أستبعد استغلالها بطريقة استخباراتية في عملية استدراج المنداري إلى مكان اغتياله، حيث سبق أن التقى معها هناك وهي نقطة ضعفه الكبيرة بالرغم من أن له صديقات كثيرات من لبنان والمغرب وغيرهما.
* من تتهم بتصفية هشام المنداري وأنت من قام بمهمة اختراقه عبر ذراعه اليمنى؟
- لا يحتاج الأمر لتخمين ولا تعليق، فبناء على الأحداث المتتالية يظهر أن الجنرال العنيكري الذي له سوابق ومسؤول العمليات القذرة سواء في تازمامارت أو غيره، هو المستفيد من الاغتيال بما أن هشام المنداري أكد لي مرارا أنه على علم بخفاياه الكثيرة. وللعلم فإن الجنرال العنيكري تزوج من فتاة تدعى نعيمة كانت مضيفة طيران في الخطوط الملكية المغربية، ونعيمة كانت إحدى صديقات المنداري وهو من قدمها للجنرال حسب ما رواه لي المنداري شخصيا.
أرى أنه من بين أسباب رفض خطتي لإدخال المنداري للمغرب ومحاكمته، أن العنيكري كان لا يريد كشف أسراره لدى القضاء المغربي، فعلاقاته السرية مع شبكات المنداري مشبوهة للغاية، والمنداري ظل يهدد أنه في حال محاكمته سيكشف كل شيء على مرأى الصحافة.
* أنت من قام بتجنيد واموسي محمد لصالح المخابرات المغربية، والذي يمكن أن يكون صاحب الدور البارز في تصفية المنداري، وبصفتك هذه ألا تحسّ بالندم الآن؟
- نظرا للنهاية المأسوية والمؤسفة لهشام المنداري والتي نعرفها جميعا، وبالرغم من أن مهمتي لم ترد التصفية فيها مطلقا بل كانت من أجل المعلومات والتخطيط لإدخاله إلى المغرب ومحاكمته محاكمة عادلة، إلا أنني ندمت ندما كبيرا على كل خطوة خطوتها في الموضوع، وتزداد أكثر أنني لم أوفق في مهمتي، وذلك بسبب الرفض الذي قوبلت به مقترحاتي من قبل الإدارة المعنية.
من هو هشام المنداري؟
معارض مغربي مثير للجدل من مواليد 1971، كان مستشارا ماليا للملك الحسن الثاني، وعمل قبلها في أمنه الخاص، الذي كان يترأسه محمد المديوري، زوج والدة الملك محمد السادس حاليا.
فرّ من القصر الملكي فجأة في ظروف شهدت اختفاء حقيبة خاصة بالملك الحسن الثاني، فيها أرقام سرية تتعلق بأرصدة بنكية وشيكات وأموال ضخمة بالدولار. عاد للظهور مجددا مطلع الألفية الجديدة، وصنع الحدث بعدما سلمته أمريكا إلى فرنسا لمحاكمته في قضية تتعلق بتزوير العملة البحرينية، التي اعتبرها هشام المنداري ملفّقة. كما حاولت المخابرات المغربية توريطه في قضايا مالية أخرى.
راح بعد ذلك ينتقد بشدّة النظام الملكي في المغرب، ويكشف أسرارا مالية للملك الحسن الثاني، الذي ورّثها لابنه محمد السادس وقدّرها في إحدى خرجاته الإعلامية نحو 43 مليار دولار.
تعرض لهجوم شرس من قبل الإعلام المغربي الذي نعته بشتى المواصفات، وكال له اتهامات كثيرة من أجل تشويهه، وكانت مخلفات خرجاته هي سبب مرض الحسن الثاني قبل وفاته عام 1999 .
أسس هشام المنداري حزب المجلس الوطني للمغاربة الأحرار، برفقة بعض المعارضين المغاربة في الخارج، وتعرض لمحاولات اغتيال بفرنسا، نجا من إحداها بعد إصابته بثلاث رصاصات في أفريل 2003 .
كان يتمتع بعلاقات واسعة في الخليج العربي، وحاز على ثروة ضخمة تقدر بالملايير، حتى إن ألمانيا فقط جمدت له ما يفوق 60 مليون دولار، حسب تصريحات المنداري نفسه.
في 2003، "فجّر" قنبلة من العيار الثقيل، حيث أعلن أنه الابن غير الشرعي للملك الحسن الثاني، وأنه أمير وشقيق الملك محمد السادس، وأمه هي فريدة الشرقاوي، التي هي كاتمة أسرار الملك الراحل ومقربة منه، وتشير مصادر مختلفة من القصر الملكي، أن العلاقة بينهما حميمية جدا. وكان الردّ المغربي من أن والدته هي شهرزاد الفشتالي. وخلفت تلك التصريحات ضجّة واسعة وسببت صداعا للقصر الملكي.
شرع في تأسيس إذاعة معارضة من إسبانيا، غير أنه تعرض للاغتيال في أوت 2004 بمالڤا الإسبانية، وفي ظروف غامضة، عثر عليه مقتولا بطلقة نارية في رأسه، أشارت مصادر إعلامية إسبانية أنه كان في موعد مع فتاة يحبها. تحفّظ القضاء الإسباني على الملف وقيّدت القضية ضد مجهول، وأثارت حادثة اغتياله ضجة، وحتى أزمة سياسية في مدريد.
المصدر : الشروق اليومي الجزائرية