اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المنح الدراسية في الجمهورية الصحراوية: انا بوكم نوكلم؟

كتب بواسطة : futurosahara on 07‏/09‏/2011 | الأربعاء, سبتمبر 07, 2011




تعمل سلط الإشراف في كافة البلدان العالم على الارتقاء بالمنظومة التعليمية، بتبني فلسفة ومفاهيم لرسالة التعليم وأساليبه والأهداف االوطنية العليا المتوخاة منه ومن مؤسساته.. في إطار رؤية واعية بأهمية العائد الاجتماعي، من خلال فتح أبواب المعرفة، أمام كافة أبناء الشعب لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الناس..واشاعة مناخ يكون فيه العلم للجميع حقيقة وليس شعارا..
وفي بلادي الجمهورية الصحراوية يدور جدل كبير في السنوات الأخيرة حول فشل التعليم بالداخل، ليس بسبب شح الامكانيات المرصودة، وانما بسبب الأداة التي تقود المؤسسة أوتساهم في صناعة سياستها أو على الأقل تدبير البيت التربوي. "متى يستقيم الظل والعود أعوج"
ثم ان استئثار النخبة السياسية حق المعرفة لأولادها وأحفادها.. قد زاد الأمور تعقيدا من خلال الاحتكار المطلق للمنح الدراسية بالخارج، خصوصا تخصص الطب في بلدان أمريكا اللاتينية، اضافة الى تخصصات أخرى في أوروبا..وأمريكا الشمالية أيضا..
وهذا الكلام  معناه بالتأكيد سياسة خطيرة لها تبعاتها، وستمتد نتائجها وآثارها للتحكم في حاضر ومستقبل الأجيال القادمة من خلال تكريس نخبة متعلمة "من أبناء الخاصة" وسط شعب جاهل..وكأن من اوكل أمر مسؤولية التعليم والتربية هدفه الاستثمار في عقول نخبة من السوبرمانات الذين تسري في عروقهم "الدماء الزرقاء" بينما غيرهم لا يصلح للكر والفر..  
قد يقول قائل: القيادة لها كامل الحق في تدريس أبناءها، وهذا صحيح وحق، لكن أن تكون كل المنح الجامعية من نصيب أولادهم فقط؟ السنة الماضية، وهذه السنة أيضا، وفي ظل غياب مطلق  للمقاييس والشفافية، و"بدون تلقيمة" ومن دون احترام للوائح الأسبقية، والشهادات العلمية، فذاك هو العيب والمأخذ "شرتات أشبع والا أشيانت أخلاكو".
ليس من قناعاتي أن أتناول الأشخاص لذواتهم وشخوصهم، ولكن من يطلع ويشاهد بأم عينه أولاد "الكوم" ولا أحد غيرهم في مدرسة أمريكا اللاتينية للطب في العاصمة الكوبية هافانا، وليس من بينهم ما عدا واحدة حاصلة على شهادة الباكالوريا "وهذا الكلام له ما يوثقه" يتأكد أن الزبونية "بدلي نبدل لك" هي الرائجة.. وتضخم الذات هو المسيطر، وتبادل المصالح الذاتية هي المتحكمة؟ ..فهل يدرك القوم أي خطر يشكلون على التوجهات المعيارية والأخلاقية الكبرى التي تحفظ تماسك المجتمع؟ وتوجيه السلوك الفردي والجماعي؟ وتشكل المناخ الملائم لتقدمه؟..انه واقع وظاهرة لا نتمناها لبلدنا الذي أنهكت مواطنيه كثرة الوعود "صيفط رحال"..وأفجعتهم الموازين المقلوبة "مرد اليد"..وأعياهم طول الانتظار لترجمة الشعارات المرفوعة الى واقع يلمسون فيه ولو النزر القليل من العدالة الاجتماعية.
في بلادي الجمهورية الصحراوية يستحيل أن يلجأ مواطن إلى القضاء، للبت في نازلة خلاف بينه وبين مؤسسة أو من يمثلها، لحمايته من تظلمات "المسؤولين" وهو حق طبيعي يوجد في جميع بلدان العالم، الا ان الوضع لدينا مختلف كون المسؤول عندنا "وزيرة كانت، أو سفير" فوق القانون و قراراتهم نهائية وغير قابلة للطعن أو الاستئناف "لا ناهي ولا منتهي".. وهي غالبا قرارات يصيغها الخوف والطمع، وتتحكم فيها تصفية الحسابات، ويستولي عليها العناد، ويحركها  الشعور بالنقص.. وتجعل همها إدارة ضعف المجتمع، وتخويف البشر، وامتهان كرامتهم، وغياب الناس عن المطالبة بحقوقهم من المهد إلى اللحد.
في هذه الحالة المثقلة بالمعاني السلبية، فليس للعامة من الشعب التي تعاني قلة الزاد وكثرة "الفنيات" ووحشة الطريق، وانعدام العدالة، الا الدعاء بالعقم "دعوة المغلوب" على كل من امتدت يده وجيبه من قبل لنهب حقوقها، والآن تمتد سياسته لتجهيل أبناءها، وكأن هذا الشعب خم من الدجاج بعضه يبيض ذهباً.. وبعضه للذبح..هكذا أرادت وزارة التعمية والتعتيم في دولتنا الفتية، "والدوني من الواد ينعت لكسيه".. فمتى تتجسد  فى القائمين على أمرنا، والمؤتمنين على مستقبل أولادنا، قدوات حسنة  يقتدي بها جموع مواطنينا.أم ان الوقت قد حان لنقول في قادتنا ما قاله المظفر النواب قي القادة العرب الذين تتهاوى أصنامهم اليوم تباعا، وغير مأسوف عليهم بالتأكيد.. ان الوطن أولاً هو العدل وليس مجرد أرض نعيش عليها ونحبها، ونكافح بدون حساب من أجل استقلالها.  

قائمة طلاب الطب بكوبا  
تحتفظ مجلة المستقبل الصحراوي بقائمة الطلبة المحظوظين بالمنح الدراسية بكوبا  ، وللراغبين في الاطلاع عليها يرجى مراسلتنا على عنوان الربيد الاليكتروني  :
futurosahara@gmail.com
 محمد لبات مصطفى
005352990492