اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المطالبة بالإصلاح.... إقرار بالفساد

كتب بواسطة : futurosahara on 21‏/10‏/2011 | الجمعة, أكتوبر 21, 2011





النانة حمدي ميارة
 أجمع الصحراويون كلهم ،وعلى مختلف أعمارهم،ومشاربهم،ومستوياتهم الثقافية على
ضرورة الإصلاح. وهذا يعني بالإستنتاج المنطقي أنهم أقروا بوجود فساد.وليس هذا فقط
بل أنه أصبح فسادا بائنا بينونة كبرى (وذلك يعني فقها أنه لايجوز إصلاحه إلا بقيادة
أخرى وبرامج جديدة، و إستراتجية واعية وناضجة تتماشى و متطلبات المرحلة الحالية.)
فهو فساد مستشري في الجسم الصحراوي حتى النخاع (بدءا بالحارس عند مدخل المؤسسة حتى الرئاسة مرورا بالهياكل التنظيمية الأخرى). والخوض فيه أصبح حديث معاد،يدمع العين و يقزز النفس.وحتى لانبقى في دائرة مغلقة بين كلاما لشارع(القاعدةالشعبية) ومواقع الإنترنيت (المثقف الصحراوي). لابد من إيجاد أسلوب علمي،حضاري ، يمكننا من الوصول إلى إصلاح جاد و نهائي في إطار الوحدة والثوابت الوطنية، فلا يكون  إصلاحا على طريقة ١٩٨٨أو خط الشهيد ولا الحزب الديمقراطي.وقدتكون حركة 05 مارس (إستعملت هذا المصطلح لأن الثورة حراك ذو بعد شعبي مستمر)، لبنة لهذا الإصلاح إلا أنه لابدمن بلورتها بما يتناسب مع طبيعة المجتمع الصحراوي أي بما يمكن للقاعدة الشعبية استعابه والتفاعل معه،وأرى أن المحطة المناسبة للإصلاح هي المؤتمر القادم .
اذا توافرت الإرادة الصادقة و النية الحسنة لدى كافة فئات الشعب الصحراوي ،لجعله
مؤتمرالمصالحة والحوار الوطني، نتناقش فيه بصراحة حول المواضيع ذات الإهتمام
وعلى رأسها الفساد بنوعيه (المالي و السياسي ) ،و التسيب ، و ملف التفاوض.

ولكي يكون المؤتمر ناجحا لابد أن يبنى على أسس قوية و متينة.وذلك يعتمد على مؤهلات المؤتمرين والمواضيع التي ستشكل أرضية للإثراء.وفي هذا الإطار على الجنة التحضيرية للمؤتمرإذا أرادت أن تكفر عن ذنبها تثبت حسن نيتها أمام المواطن الصحراوي أن تعيد النظرفي هذه القضايا و أن لا تستنسخ طريقة العمل السابقة (التي شرحها الأخ سالم احمودة شرحا واضحا و جازما).  لكي تقدم اللجنة التحضيرية عملا متكامل ورائعا تدخل به التاريخ عليها أن ترجع الى محاضر وتسجلات الجولة الأخيرة للرئيس رفقة الحكومة الى الولايات و المؤسسات الوطنية و تدرسها بعناية وجدية و ستجد الجواب الكافي عن الوضع الراهن،وحلول نهائية لكل إنشغالات الشعب الصحراوي التي هي بإختصار ودون كثيرعناء(العودة العاجلة والكريمة الى كامل التراب الوطني،والعدالة الإجتماعية،.و النزاهة في التسيير)))..
إذا بالنسبة للمواطن الصحراوي المؤتمر محسوم.إذا ارادت القيادة الصحراوية أن يكون
المؤتمر ناجحا و يؤدي إلى الخروج من هذه الوضعية التي جثمت على صدور الصحراويين ما يزيد على 36 سنة.فعليها(القيادة)أخذ رأي المواطن الصحراوي في الإعتبار و بذل الجهود في علاج مكامن الخلل التي اصبحت ظاهرة يدركها القاصي و الداني .
أماالسبل الملتوية ،و محاولة تمييع الحقائق والقفز عليها. والذي بدأت معالمه تتضح
بنهج نفس الأساليب الماضية،(توزيع السيارات،اللعب على ورقة القبلية ،زرع البلابل
والشحنات بين الأفراد و الأسر و القبائل ،إنتهاج خطاب سياسي يدغدغ عواطف
الصحراويين من قبيل إستمرار المقاومة،التصعيد العسكري،ولا خيار إلا الإستقلال،
تهاطل قوافل الحقوقيين من المناطق المحتلة،تحميل الأمم المتحدة مسؤولية الوضع في
المناطق المحتلة). والأكثر من ذلك التلويح بعدم الترشح في المؤتمر القادم( بكي الذئب
عن السرحة). هذا يدفعنا الى الجزم بأن المؤتمر الثالث عشر سيكون كسابقيه أو أسوأ.
كما أن معالم الكعكة بدأت تنجلي و أول الغيث كانت الجنة التحضيرية. ثم الحملة
الإنتخابية التي إنطلقت بسيل من التصريحات،و الزيارات لشيوخ القبائل والأعيان،والمآدب(العرظات)،والتواضع و السلام الحسين، و تجنيد جيش من المواليين،و التكتلات القبلية والمصلحية . هذا كله يصب في أن المؤتمر لن يأت بجديد و لن يواكب التطورات الجارية في المنطقة وارجو أن تكون خيرا للصحراويين.
لأن معالم (التململ والضجر من هذه الوضعية ) بدأت تظهر في الداخل والخارج .ومن هذا المنطلق ننادي و نأمل أن يكون المؤتمر للمصالحة والحوار، و ليس للتزكية والتوريث.
وذلك يتطلب إستدعاء كل أطياف الحوار الوطني، ووضع مسودة للنقاش تتضمن كل
الآراء والأفكار المطروحة على الساحة الوطنية. والإتصال بالكفاءات و الأشخاص
الوطنية القادرة على تقديم الأفكار النيرة والإيجابية، أما الإكتفاء بالندوات المحلية و
الجهوية،وفي الجاليات و الجيش،لن تأت بما هو مطلوب ونعود لبداية الحلقة المغلقة.و في هذاالإطار أهيب بالإخوة المؤتمرين أن يكونوا في مستوى المهمة و المسؤولية التي
أنيطت بهم و الثقة التي وضعها فيهم منتخبيهم .وأن يجتنبوا الخوض في المسائل الثانوية
 التي تطيل الوقت ولا تجدي نفعا(كالتدخلات غير المنظمة ولا الهادفة "ما عندي إضافة
على ألقالوا لخوة يغير..!؟" ،التساؤل المبكر عن عدد أعضاء الأمانة، التصفيق بدون
وعي أو إدراك للمداخلة ، الثناء والإطراء للأفراد،الفصل و الدمج ...).بل تكون التدخلات واعية ومسؤولة تتضمن التركيز على مسائل مصيرية على شاكلة،تحرير الوطن ، التفاوض،الوضع الإجتماعي و على رأسه التعليم (جيش من الشباب الجاهلين و المتسكعين ولن تنفع فيهم لا كوبا ولا فنزويلا بل لا بد من سياسة جادة و مدروسة)،الصحة والقضاء.
أمابالنسبة للعناية بالجيش(والتي أصبح البعض يستعملها كوسيلة للمزايدة و الإبتزاز و
المتاجرة بوضعية الجرحى). لاتطرح بهذا الأسلوب ،فالعناية بالجيش تتحقق بالآتي:
-الجاهزية وهي كاملة  لأن الإمكانيات متوفرة، ودورات التدريب وإعادة التدريب
مستمرة،والمعنويات والروح القتالية مرتفعة.
-الجانب المادي و هذا يتطلب إنتظام الإعانات حتى لانقول (الرواتب وتصبح الثورة دولة
والمقاتل جندي و تكثر الحقوق والإمتيازات).
-الجانب التنظيمي و السياسي للجيش : العدالة في الترقية و الإمتيازات و العناية بمسني
الجيش الذين لا يريدون التقاعد  و إعداد أماكن لهم في النواحي تليق بهم ووسائل نقل
مناسبة. وبالنسبة للمتقاعدين من الجيش ضرورة العناية الجيدة بهم و بأسرهم و إنشاء
مقرات في ولاياتهم تتوفر على وسائل الراحة والترفيه (كتب دينية و وسائل إعلام مناسبة)إذا الذي يهم المواطن الصحراوي : العدالة الإجتماعية و التي تتحقق ب "-جهازقضائي نزيه ومسؤولة ( خالي من الإنتهازيين ).
 تقوية جهاز التفتيش القضائي بأطر قادرة.

 جهازضبط قضائي مؤهل و يتمتع بقدرة مهنية عالية ومجهز بكل الوسائل التي تمكنه من أداء مهمته على أحسن وجه .
تقويةالأجهزة الأمنية ( الشرطة،الدرك ،و الأمن الوقائي ) بكوادر  كفئة وتطهيرهم من
الشوائب التي لحقتهم خلال السنوات الماضية.
-وضع قوانين تكفل للمواطن حقه وعلى رأسها القانون الإداري و قانون العمل وقانون
المخدرات.
أما القوانين الأخرى فهي مطبقة لكن في صالح القيادة لا المواطن بدليل أنه ( اذاأخذ حتى لا نقول سرق مواطن كيس دقيق فاسد هو بحاجة ماسة اليه" ازكيبة من فرينة خامرة"،يحاكم و الذين يسيرون قوافل المساعدات  و صهاريج الوقود الى الدول المجاورة و يلهفون مشاريع بألاف الدولارات او الأورو، لا يحاكمون بل يجازون بمناصب أكثر دخلا ).
إذا سبل الإصلاح واضحة و سهلة الولوج ، اذا توفرت النوايا الصادقة وإستعد
الجميع للنقد و تصحيح الأخطاء و تكفير عن مافات، و الإلتفات الى ما هو قادم .وتذكر
الشهداء وإرادت الوفاء لهم بالصدق لا بالشعارات.