اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

قضيتنا و العقيد

كتب بواسطة : futurosahara on 22‏/10‏/2011 | السبت, أكتوبر 22, 2011

سعيد زروال
بداية لابد من الترحم على روح العقيد القذافي لدوره البارز في دعم قضية شعبنا في سنوات نضاله الاولى ضد المحتل المغربي وفضائله على البعثات الطلابية الصحراوية.
 
وسنحاول في هذا المقام الرد على بعض المنابر الاعلامية المغربية التي سارعت مباشرة بعد الاعلان عن مقتل العقيد القذافي الى إكمال عزفها المنفرد على سمفونيتها القديمة التي اعتادت عزفها طوال الازمة الليبية من قبيل الادعاء انه بمقتل القذافي ستفقد جبهة البوليساريو احد اهم حلفائها خارجيا.
ينبقي التذكير اولا انه كان على الصحافة المغربية ان تبدا في عزف تلك السمفونية منذ العام 1984 اي بعد قطع القذافي لعلاقاته بجبهة البوليساريو وتحويل انظاره الى الرباط .
وعن العلاقة المزعومة بنظام القذفي من الضروري التذكير بالبيان الصادر عن الحكومة الصحراوية شهر غشت الماضي والذي جاء فيه "العالم كله على علم بأن نظام القذافي قد أوقف كل أشكال الدعم لكفاح الشعب الصحراوي ضد التوسع المغربي منذ يوليو 1982، قبل أن يوقع مع المملكة المغربية، لاحقا، اتفاقية مايعرف ب"الاتحاد العربي الافريقي" سنة 1984

لقد انخرط محور الرباط – طرابلس في مسار من المتاجرة والمقايضة على أساس دعم ليبي متعدد الأوجه للمغرب بالمال والسلاح في حربه التوسعية ضد الشعب الصحراوي.
ومنذ ذلك التاريخ، لم تدخر المملكة المغربية ونظام القذافي أي جهد من أجل ضرب مقاومة الشعب الصحراوي على المستويين العسكري والدبلوماسي وخاصة على مستوى الساحة الإفريقية . نقلا عن وكالة الانباء الصحراوية 26/08/2011
اذا كان هذا هو موقف العقيد من القضية الصحراوية اصبح من الضروري في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا الوطني ان نعمل على رسم سياسة اعلامية بعيدة عن سياسة الصمت المريب التي ينتهجها اعلامنا الرسمي وبأوامر فوقية ، والتفاعل مع التطورات الاقليمية بما يتناسب مع مصلحة الشعب الصحراوي الطامح للحرية والاستقلال عن المحتل المغربي ، وعدم ترك العدو وحيدا يعبث بسمعة نضالنا الوطني دون ان يجد حتى من يرد عليه.
لكن يبدو ان الحظ هو من يلعب دوره في الرد على الاكاذيب المغربية "زين نية الشعب الصحراوي" ، فبينما كان الجميع ينتظر ان يقدم المغاربة الدليل الملموس على تورط البوليساريو في المشهد الليبي ، فاجأنا ثوار طرابلس بشريط فيديو انتشر على نطاق واسع على الانترنت.فيديو يثبت تورط المغرب في فضيحة المرتزقة بليبيا
يثبت وبالدليل تورط المغاربة في قضية المرتزقة ، لينقلب السحر على الساحر وتتحول الرباط من مدعي الى متهم ، خاصة وان تقارير صحفية قد تحدثت عن الدور الذي تلعبه بعض الوكالات الامنية ومقرها بالمغرب مختص في ارسال المرتزقة الى اماكن التوتر في العالم خاصة في القارة الافريقية.

انه وبعد رحيل القذافي اصبح من الضروري على النظام الصحراوي ان يسارع الى التكيف مع عهد مابعد الفكر السياسي القذافي ، باعادة ترتيب للبيت الداخلي الصحراوي بأثاث جديد وبعيد عن اثاث المؤتمرت الشعبية العامة وعن ديكوراتها البالية التي يطغى عليها سلطة الحزب والشخص الواحد. وهذا حتى لانعطي فرصة للمحتل المغربي للاستمرار في عزفه المنفرد، ولنثبت له ان الشعب الصحراوي قادر على اعادة ترتيب بيته الداخلي على اساس افكار مستمدة من الواقع الصحراوي ومن مفكري الثورة الصحراوية وعلى رأسهم مفجر ثورة العشرين من ماي الخالدة الولي مصطفى السيد.
كما ينبقي ان نثبت للعالم ان الداعم الاول للقضية الوطنية قبل الاتحاد السوفيتي وقبل القذافي هو الشعب الصحراوي الذي كان له الفضل في تشجيع الشعوب العربية على الثورة على انظمتها الديكتاتورية بعد ملحمته البطولية في مخيم اكديم ازيك بالعيون المحتلة.ولاننسى انه استحال على المغاربة القضاء على نضال الشعب الصحراوي في اقل من اسبوعين كما كان يحلم الحسن الثاني ، كما استحال عليهم دفنها مع الاتحاد السوفيتي وسيستحيل عليهم اليوم دفنها مع العقيد القذافي ، لان القضية الصحراوية اكبر من ان تختزل في شخص قائد او زعيم.
وبعد انقضاء عهد القذافي من مصلحتنا التطلع الى المستقبل بمعطيات الحاضر القائمة على اساس التغيرات المتسارعة في محيطنا العربي، ومحاولة ربط علاقات جديدة مع الانظمة المتمخضة عن ثورات الربيع العربي ومنها النظام الليبي والتونسي والمصري، وعدم البقاء في سجن الماضي الذي لن نجني منه الا مزيد من الحصار والعزلة على الساحة الدولية خاصة وان المحتل المغربي اصبح عضؤ غير دائم بمجلس الامن الدولي ليضيف صوته الى صوت حليفه الفرنسي . 
سيدخل العقيد القذافي رحم الله الى ارشيف التاريخ وسيحكم العالم على نظامه الذي دام 42 سنة ، لكن قضية الشعب الصحراوي ستبقى تؤرق العالم وعلى رأسه المنظمة الاممية العاجزة عن فرض حل للقضية الصحراوية بفعل العراقيل المغربية.

وفي الاخير نقول من باب التشبيه ، ان من كان يعتقد ان القضية الصحراوية قضية عقيد فالعقيد قد مات ومن كان يؤمن انها قضية شعب فالشعب الصحراوي صامد ولن يموت