اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

سيادة الرئيس…. الفرصة الأخيرة ، الجزء الثاني

كتب بواسطة : futurosahara on 07‏/10‏/2011 | الجمعة, أكتوبر 07, 2011


بقلم : س . بية
بعد أسابيع قليلة ستبدأ ندواتكم التحضيرية،وفي آخر السنة ستعقدون مؤتمركم لمناقشة أحوالنا ودراسة أوضاعنا وتحديد مصيرنا،ومن دون أدنى شك ستتوجون أمينا عاما للجبهة ورئيسا للدولة لفترة أخرى، ولأنه لاحظ لنا لا في هذه ولا في هذا بسبب سياسة الإقصاء المنتهجة و الممنهجة، فسأواصل كتابة هذه الملاحظات لعلها تصل إلى العقول بعد أن صمّت الأذان وعميت القلوب وامتلأت الجيوب.
سيادة الرئيس في أحد مؤتمرات الجبهة ومنذ أكثر من عقد، قلت أنه حان الوقت للتغيير و الإصلاح وأنه ينبغي علينا كمؤتمرين ساعتها إعادة النظر في هياكل وخطاب وقيادة الجبهة للنهوض بها استعدادا لمواجهة الاستحقاقات الآنية والمستقبلية ،ومثلي كبقية أبناء هذا الشعب كنا كمن يخاطب نفسه فأنتم لا تسمعون ألا أصواتكم ،فكبر الرأس والتعالي والغطرسة والجهل كانت وما تزال وستظل صفات هذه القيادة،
ولأن المقام لا يسمح بالإسهاب فهذه رؤوس أقلام وأنا متأكد أن لديك أكثر وأفضل منها
فهياكل الجبهة لم تعد تتناسب مع هذا العصر وسياساته، فالمنظمات الجماهيرية على سبيل المثال لا الحصر كالشبيبة والعمال والنساء بدأت مكانتها تخبو وتنحصر،وأصبح إعادة النظر في وجودها وعملها واهدافها أكثر من ضروري ،وأما البرامج والسياسات فقد أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد توصل الرسالة المرجوة وهي أيضا تحتاج إلى مراجعة وتمحيص لجعلها تتكلم لغة هذا الفضاء المعلوماتي الكوني المفتوح وتتخلى عن لغة الخشب البائدة و الغير مجدية ،وأما القيادة فأنت أدرى بها منا جميعا وحتى لو سلمنا أنها كانت نظيفة وجيدة فقد آن وقت تغييرها أو على الأقل ضخ دماء وأفكار جديدة وتطعيمها ببعض الشباب المثقف والنزيه والكفء وغير المدجن، فإذا كانت الشعوب العربية قد ثارت على استبداد واستفراد رجل بالحكم والسلطة فأنت وجماعتك ترزحون على صدورنا وتستحلون ثورتنا و أمولنا وتعبثون في الأرض فساداً منذ أكثر من ثلاث عقود ونصف
سيادة الرئيس في نفس المؤتمر اقترحت أن يتم الفصل الكامل والشامل والدائم بين مختلف السلطات ،وإذا كان النأي بالسلطة القضائية بعيداً عن السياسة ومصالح ونزوات السياسيين بديهي وضروري وواضح وجلي،فإن السلطة التشريعية،وأقصد الأمانة الوطنية والمجلس الوطني والمجلس الاستشاري لا بد أن تكون صمام الأمان فا بالإضافة إلى التشريع وسن القوانين ومتابعة البرامج والخطط ومحاسبة الحكومة فإنها وهذا هو الأهم تمتص كل الخلافات والاختلافات وتستوعب الكل والجزء والكثير والقليل وتحل معادلة الحسابات الضيقة والواسعة، وأما السلطة التنفيذية "الحكومة و الإدارة" كان يجب ويجب أن تبقى بعيدة كل البعد عن النعرات والتحالفات والتكتلات والعصبيات والمناورات والاحتكار والخلود ،فليس من المعقول بل ومن المخزي سيادة الرئيس أن يمثل وزير أو مدير أوقائد ناحية قبيلة أو عرش أو طائفة بعينها في ظل نظام فاسد من أعلاه إلى أسفله ،لأن النتيجة العار هي أن الوزارة لعائلة والناحية لأخرى والمديرية لثالثة ، وبالتالي فأي نقد ولو بسيط لوزير أو قائد ناحية أو مدير فكأنما هو إعلان حرب على قبيلته أو عرشه فما بالك بالإقالة أو سحب الثقة وبالتالي مزيداً من التشرذم والتفرقة والانقسام والظلم والحيف، لقد أصبحنا مكرهين نهتدي ونستنير بعصبية جاهلية تقودنا إلى حيث نشتم رائحة ابن العم فعنده قد نحصل على بعض ما نريد ولكن لا نصيب لنا عند غيره، لقد فسد الراعي ففسدت الرعية أفلا تخجلون من أنفسكم
 لقد حان الوقت لأن تكون الإدارة كلها ملك لكل الصحراويين وفي خدمتهم مهما كانت انتماءاتهم  وقبائلهم وعروشهم، وآن الأوان لحكومة من المخلصين الأوفياء والنزهاء لا يمثلون إلا أنفسهم فمن أحسن فله الشكر والثواب ومن أساء فعليه الجزاء و العقاب 
و أخيراً نتمنى ألا يكون هذا المؤتمر كسابقيه ، فالمؤتمرالماضي كانت نتائجه كلها متوقعة تقريباً، فالمنطق يقول أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج ،فالمكان هو هو والزمان هو هو والأشخاص هم هم والأفكار والحيل هي هي ، ولكن ما لم أتوقعه هو تفضيلكم للديمقراطية الأرجنتينية على الديمقراطية السورية مع أننا والسوريون يجمعنا الدين واللغة ويقربنا التاريخ والجغرافيا 
                                                          والله من وراء القصد