بقلم : زين العابدين محمد
قديما قال الشاعر لقيط بن يعمر الإيادي مخاطبا قومه
مالي أراكم نياما في بلهنية وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا
صونوا جيادكم واجلوا سيوفكم وجددوا للقسي النبل والشرعاوفي البيتين دعوة إلى الحرب والنهوض ... وهذا حال العرب و أيامهم الخوالي.. حيث السيف والكرم والنعرات هي مجدهم ... وقد مضى وقتا طويلا على هذا الحال... اليوم نعيش زمن الوفاق والنفاق والتردي والانحناء .. لا مكان لكلمة الحق ..لا مكان للشرف لا مكان عندهم ولازمان عندهم إلا زمن السير والصمت والعيش في كنف من هم سلطان هذا الزمن ... من نصبناهم على أنفسنا 35 سنة وقد عبثوا وعينوا.. وأقالوا.. وقالوا.. وصمتوا أحيانا ولم يصمتوا أحايين اخرى.
هم هم القادة بل قيادة الجبهة التي لم يعد لها مكان عندنا .. لم نعد نعيرهم أي اهتمام لا من قريب ولا من بعيد .. انتهت صلاحيتهم السياسية والشئ إذا انتهت صلاحيته لم يعد صالح للاستعمال لأنه أصبح يضر .
كانت المسألة مسألة ثورة ونضال... من اجل القضية من اجل الاستقلال والتحرير.. وكان الكل في الكل .. الكل يحتضن الكل .. الكل هو الدولة والدولة هي الكل.. الآن أصبح شخص واحد هو الكل في الكل يتحكم في الكل .. هو العقدة هو الحل الآن أصبحت قضية شعب يريد الحل .. وفي انتظار الحل .. يريد إصلاح النظام أو التغيير.
هنا يبرز سؤال آخر حول طبيعة"إصلاح النظام" وكيف أو حتى اسم الإصلاحات لأنها تعد كلمة "كبيرة " ...كوننا لازلنا نسير في الطريق أي طريق التحرير وهي حتما طريقا ليست مفروشة بالورود
الإصلاح... ندوة الداخلة للشباب ... لم تأت بجديد
فيما بدا جليا غضب الجميع من قاعدة ونخبة حول الأوضاع الراهنة في الجبهة ومجريات الأمور حول الجبهة، سعت السلطة إلى وقف نزيف الاحتجاجات بإقامة ندوة للشباب في ولاية الداخلة أغرقتها ب100 حقوقي من مناضلي الأرض المحتلة .. جلسوا على هامش الندوة في ولاية الداخلة تحت خيمة نصبت للاحتجاج على الأوضاع ... وقالوا بصريح العبارة نعم نريد التغيير لكن بشرط البقاء في المسار الصحيح مع التشبث بجبهة البوليساريو ممثلا شرعيا ووحيد للشعب الصحراوي
ندوة لم تنجح بكل المقاييس شكلا ومضمونا وبدا للنظام أن حدة الاحتجاجات ستتوقف ... لكن الأمور ذهبت عكس ما توقعه النظام ... فقد زادت وازدادت وزاد بناء خيم التظاهر من الحين الى الآخر.. ولم تنفع الخطابات ولا المهرجانات ولا التطمينات ... قبيل مؤتمر سيكون بمثابة النسخة المكررة لما قبله لأننا وصلنا للمؤتمر ال13 عشر وقرارات المؤتمر ال12 لم تطبق بعد .. لماذا؟ وماذا ننتظر منهم بعد كل الذي لمسناه ورأيناه بأعيننا ؟
ليتها لم تحدث.. ليتها لم تنظم لأنها لم تأت بجديد ... لقد كانت بمثابة المسكن والحقنة المهدئة... ماذا أتت به من جديد سوى تزايد الفساد والمحسوبية والمحاباة والقبلية التي يمارسها الجميع دون استثناء من هرم السلطة الى أدناها .. اليوم اقتنع الجميع إنهم فاسدون .. على قيادة هذا الشعب البريء غير قادرون... بل متسلطون وانتهازيون يا سادة همهم الوحيد هو السلطة ولكلمة التغيير غير مبالون
انه التغيير الذي أراده الجميع... وأراد نفسه بل فرضه نفسه وفرضه الظرف والزمن المتسارع حولنا ولكي نكون صريحين مع أنفسنا ..التغيير الذي أراده الجميع هو تغيير السلطة أو إصلاحها بالمعني العميق وليس السطحي والسلطة ترفض التنازل عن الكرسي 35 سنة لم تكفيها ...! كم سيكفيها يا ترى من الزمن كي تخلص الجماهير من عبئها.. و تسلم على أنها فشلت وفشلت و فشلت
قيادة سياسية فلست وطنيا بكامل المفهوم ... - على حد قول احد اقوى أقطاب النظام وأدراها بشؤون البوليساريو بالأمس واليوم - وهو الرجل الذي بشرهم بالاسوى على انه قادم ان لم يستفيقوا..... قيادة تهاوت شعبيتها... وقاعدة شعبية مغلوب على أمرها وسعت الفجوة بينها وبين السلطة وأطلقت لها كامل الحرية في مؤسسات الدولة التي أصبحت بلا حسيب ولا رقيب ... انه الضعف والهوان بعينه الذي قال عنه المتنبي
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام.