اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

حان للحق أن يؤوب إلى موقعه

كتب بواسطة : futurosahara on 17‏/10‏/2011 | الاثنين, أكتوبر 17, 2011


بابا الحاج بصولة

إن المراء غير الهادف، أقل ما يجلب على صاحبه هو النغص. فهو يحط من مكانة أي قلم أو لسان، ولذا فإن التجارب وعبر من خبروا الحياة تنصحنا بأن نترفع عنه و نبتعد منه . 
فكم حقائق أفقدتها طرق التعبير المستعملة مصداقيتها . فهو يهدم الحقائق و يدس الأكاذيب لأن مبتغاه اناني محض، و صاحبه ينفي و يدحض كل ما قد يقوله الآخر ولو كان حقيقة، يكذبه ويفتري عليه حتى لا ينحاز إلى طرحه أي كان، ناظرا إليه ليس كخصم أومعارض بل عدو لذوذ.
لكن الجدل الهادف لا يمكن الإستغناء عنه، أو نعته بالهدم والتمييع، لأنه يتغذى من هموم الآخرين وأفكارهم ويسخر نفسه للمصلحة العامة، حيث أقلامه تصور لنا الواقع كما هو، وتأخذ بأيدينا نحو أفق إصلاحه وتغييره. وأكثر ما تعاب به هذه الأقلام هو جرأتها، لأن جدلها لا يعرف المجاملة والمداراة لما يتعلق الأمر بحقوق الغير ولا سيما والأمر متعلق بمصير شعب ووطن. 
فهناك من تحت شعار- المس من القضية - يجادلك، ويغض الطرف بقصد أوعن غير قصد، عما يمس مسا حقيقيا من القضية. ولهؤلاء نقول إن قضية تخشى الحق والحقيقة ليست بقضية . وحشى قضيتنا من ذلك، فالحق والحقيقة لن يزدها إلا قوة وصلابة . و من ظن عكس ذلك فليسأل العدو الذي لم يبخل جهدا في تشويهها خلال نصف قرن من الزمن، وما أفلح في مبتغاه . 
وعليه، فإن أكبر الكبائر هو أن تخون وطنك أويخونك أبناء من وطنك. يخونك من تعاهدت معهم على تحريرالوطن. فيلجأ إلى أسلوب الإتهام والنعت بالإندساس والخيانة لتهميشك وتصفيتك جسديا وفي أحسن الحالات تشويهك. حيث يلبس الباطل برداء الحق و تبتدع الأساليب (ندوات و مناشير وطنية: شبكة حزب كذا، شبكة اقليبات الفولة
 شبكة الجنوب إلخ) و يدفع بهذه الأكاذيب تحت شعارات شتى ( قيادة... مخلصة و ثورية) فيوصل بالكذب إلى موقع الحق  .  
و في هذا الصدد يقال:
إذا خونت الأمين بظنــــــه          فتحت له بابا إلى الخون مغلقا
فإياك إياك الظنون فإنهـــا          أو أكثرها  كالآل لما ترقرقــــا

والأمر هنا لا يتعلق بالظنون بل بالإفتراء الممنهج ضد كل من أبدا تذمرا أو معارضة.  فكم من وطني صالح جرم، واتهم،  وديس عرضه عنوة، ودفع به حقا إلى ما اتهموه به دفعا، إلى الخيانة . 
فتوالت المراحل وانعقدت المؤتمرات والمطامع والجرائم مستر عليها والنوايا التسلطية مخفاة. وتم لأصحاب الفبركة الغلبة والقوة، لكن نسي أن ما أستمكن بالباطل زائل لا محالة.
 و يقول المثل الحساني: ما تبط أم السارق امزغرت، و تفاديا للتشاؤم، نعقب على هذا المثل بقول إبن المقفع: لا يوقعك بلاء خلصت منه في آخر لعلك لا تخلص منه. 
فحبذا لو أخذت لجنة تحضير المؤتمر هذه الفكرة بعين الإعتبار، وغير بعض أو كل أفرادها ما بأنفسهم، حتى يجد المؤتمرأرضية صالحة للتغيير، ويصبح بإمكانه أن يقول للمتسببين في كل ما أشرنا إليه آنفا، حان لكم ان تتنحوا، حان لكم أن تنصرفوا. فالرعية في حاجة إلى راع مسؤول  يحميها من تكالب الذئاب، حتى تتوحد الصفوف وتتطهر القلوب، ويتقوى إيمان المتذبذب، ويؤوب المرتد، وتستيقظ المعنويات وتشحذ لإستأناف طريق التحرير، ويطرد الباطل ويعود الحق إلى موقعه.