اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

تجربة مقاتل مع الندوات التحضيرية للمؤتمر

كتب بواسطة : futurosahara on 24‏/11‏/2011 | الخميس, نوفمبر 24, 2011


بقلم: مولاي آبا بوزيد

انتهت مسرحية الندوات لتخلف خيبت أمل عند عامة الشعب الذي تبين له من سيرها ان لا بوادر للإصلاح تلوح في الأفق القريب ، مما أثار حفيظة حتى بعض المعروفين بدافعهم المستميت عن النظام و الذين راهنوا على قدوم المؤتمر القادم بالجديد ولو جزئيا للاستجابة للمطالب الضرورية لدعم الروح النضالية لدى المواطن الذي أصبح أكثر جرأت في طرحه لمشاكله و الدفاع عنها بكل الطرق المشروعة ، مما جعل كبار القادة و المسؤلين يختفون كليا و يوكلون بتسيير الندوات إلى رجالتهم من الصف الثاني الذين ظهروا بأكثر عنجهية و تجبر واستماتة في الدفاع عما ظنوا انه قربهم من تحقيق مآربهم في الاصول للصف الأول ذو الحظ الأوفر من كعكة مقدرات الأيتام و الأرامل.
 حطمت هذه الندوات أرقاما قياسية تميزت بها عن سابقاتها فهي أول ندوة يتغيب عنها كبار القادة وذلك يفسر بعدم قدرتهم على مواجهة القاعدة الشعبية التي أصبحت بدورها أكثر وعيا و نضجا من ذي قبل، وهي أول ندوة تنسحب منها دوائر انتخابية و جهات عمل بالكامل حيث انسحبت منها بلديات في الولايات و جهات من الجيش و بعض الوزارات، وهي الأكثر مقاطعة عفوية سبب فيها عدم الإتيان بالجديد من وراء هكذا ندوات وهي الأولى التي تحل فيها القرعة محل صناديق الاقتراع .

بدوري كمقاتل حضرت إحدى ندوات جيش التحرير الشعبي وفي دائرتي الانتخابية التي ترأسها برلماني كان يوصف بأنه من البرلمانيين الحريصين على الإصلاح، بعد أن صدحت الحناجر بالسلام الوطني (أنا الرفيق المستحل دماء خصميا ككل) و دقيقة صمت للترحم على أرواح الشهداء افتتح البرلماني الندوة بكلمة عن اهمية المحطة التاريخية (المؤتمر) ثم قرأ بيانا لرئاسة الجمهورية يحذر من الإشاعة ثم أمر المحافظ ليتلو على مسامعنا أسماء لجنة ضمت المستفيدين بشكل أو بآخر ، صعد كل من سمع اسمه ،قال المحافظ أن هذه لجنة تقترحها عليكم رئاسة الندوة لمراقبة الانتخابات ثم طلب بصوت عالي من الحضور أن من يوافق على هذه اللجنة للمراقبة فليرفع يده عاليا ، ثم أعاد العبارة مرة أخرى، ثم بدا كما لو أن الطير قد وقع على رؤوس اللجنة و رئيسها و المحافظ ، لم ترفع الأيادي كما تعودوا ، لكن الرئيس تدارك الأمر فقال (لا لا لا هذا مرفوض ، هذه لجنة معينة من الجبهة الشعبية و الندوة مصورة وستبث ، فلا تدعوا العدو يستفيد من هذا ، واعلموا أن هناك تنافس بين النواحي ، ثم قال أعرف أنكم فقط لم تفهموا وسأعاود التصويت من جديد ، من يوافق ) فما كان من غالبية المقاتلين الباحثين عن قطع الطريق على العدو دائما ، إلا أن رفعت الأيادي أملا في إفشال مؤامرات العدو ، تنفست الجنة التحضيرية الصعداء.
 خرجت لجنة المراقبة إلى الخارج للتشاور، قرأ رئيس اللجنة البرنامج العام للندوة وكان كالتالي:

اليوم الأول صباحا تلاوت وثائق معدة من اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، وثيقة للوضع الراهن و اخرى لنقد التجربة ووثيقة للدستور و وثيقة للانتفاضة و مساء عمل لجان ستشكل لدراسة هذه الوثائق

اليوم الثاني صباحا ومساء تسليم عمل اللجان (الوثائق ) و مناقشته.


اليوم الأخير صباحا التصويت ومساء ختام الندوة
 عادت لجنة المراقبة من خارج القاعة لتعلن رئسا لها ،بعد ذلك بداء التحرك نحو الأبواب للخروج فصاح مسئول الجهة في القادة أن يدخلوا كل من خرج ، ثم خطب في الجمع خطبتا مفادها أن الانضباط مطلوب ، بعدها تلا عضؤ من اللجنة الوثيقة الأولى (الوضع الراهن ) ليتبين أن الغرض من هذه الوثيقة هو نسب كل إيجابيات و نجاحات ومكتسبات الشعب في الخمسة أعوام الماضية للقيادة و تبرئة ساحتها من السلبيات من الفساد و التسيب و تراجع مستوى التعليم والصحة و نسبه كله للشعب ، وبما أن ذلك تطلب من الوثيقة أن تكون كتابا كاملا محتواه كل عبارات التمجيد و التطبيل و الذي ملت الآذان من سماعها فقد انفض الجمع إلا قليلا ، كنت ممن انفض لذلك لن اسرد ما حدث في عمل اللجان مساءا .

في اليوم الثاني بعد الافتتاح بدأ رئيس لجنة الوضع بقراءة عمل لجنته الذي أضاف للوثيقة بعض من النقد البناء الذي غيبته الجنة التحضيرية للمؤتمر منها، وأن كان قليل، بعدها رفع بعض المقاتلين الأيادي طلبا للحديث فرفض الطلب فقال مقاتل ممتعضا بعد أن وقف ( إل ما عدنا مشاركين فالنقاش ودعناكم لله ) عم الضجيج المكان ، وقف رئيس اللجنة مطمئنا للمقاتل الذي تكلم انه سيفتح الباب للنقاش و بعد قليل فتح الباب للنقاش فعلا ، سجلت لائحة بأسماء المتدخلين ،تحدث المتدخل الأول و هو قائد عسكري و عضوا برئاسة الندوة و من جملة ما قاله ( حضرت يوم أمس لجلسة في إحدى الدوائر الانتخابية و ما لفت انتباهي أن الرجال الغير مؤطرين في جهات عمل و بالتالي يكون محل سكنهم هو دوائرهم الانتخابية ممنوعون من المشاركة والتصويت بهده الدوائر ، إضافة إلى أن هذه الدائرة الانتخابية انسحبت بالكامل احتجاجا على عدم تسجيل مطالبهم لرفعها للمؤتمر و قال رئيس اللجنة هناك وهو وزير لهم انه لن يكتب آسواقا في إشارة منه لمطلب القضاء على الفساد المالي ) و بعده تدخل عدد من المقاتلين رفعوا عدة من جملة ما يعانون وكان رئيس اللجنة البرلماني يرد على المتدخلين مدافعا بشراسة عن القيادة و غالبا ما كان يرد بأن ( المادة رقم كذا من الدستور أو القانون تضمن للمواطن كذا ) وبعد حين قرر تحديد الوقت أربع دقائق لكل متدخل مما يعني أن لا احد سيطرح مشاكله و تطلعاته بالشكل الواضح و الكلي.
 استمرت المداخلات حينا ليأتي دوري للتحدث كبقية المقاتلين فبدأت بالحديث عن تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر و كونها شكلت من المستفيدين المحسوبين على القيادة التي وصلت بنا إلى ما نحن عليه دون إشراك المواطن الذي يتحمل تبعات هذا الوضع و بالتالي فلن تسد الباب أمام مصالحها المرتبطة كليا بالقيادة و هذه اللجنة جاءت بأخريات اقل استفادة من الأولى لتشرف على الندوات ثم جاءت اللجان بأخريات اصغر للإشراف لمراقبة الانتخابات تشكل نسبة المرشحين المعينين من النظام فيها 50 مئوية وبالتالي فالمؤتمر لن يأتي بجديد لا في الأوجه ولا في القوانين ليتم إسكات المواطنين أربعة أعوام أخرى بحجة أن الأشخاص الفاسدين منتخبون و لا كلام إلا في المؤتمر القادم الذي ستشكل قبله نفس اللجنة و من نفس الأشخاص لتعين نفس اللجان و بنفس الأشخاص لتفرز نفس الأشخاص المشاركين حاليا للمشاركة في المؤتمر القادم ليخرج بنفس القوانين ونفس الأوجه وهكذا ذواليك.

ثم توجهت بالتساؤل لرئيس اللجنة،( لماذا لا تشرح يوم أمس للمنتخبين أهمية أن لا يمنحوا أصواتهم إلا لمن يرون انه أهل لنقل تطلعاتهم كأمانة دوره صيانتها و إيصالها للمؤتمر، أم أن هذا ليس بدورك، أليس من مهام أي لجنة للإشراف على أي عملية ديمقراطية ؟) ثم (هل درستم في اللجنة التحضيرية مسألة الوقت لتصلوا إلى أن يوم واحد يكفي لطرح مشاكل أكثر من 1000 مقاتل جمعوا في صدورهم حصيلة خمسة أعوام من مشاكلهم و مشاكل عائلاتهم في مختلف مناحي الحياة ؟ أليس هذا ما دفع بك لإيجاد ما أوهمت الناس انه حل لمشكلة الوقت بتعيينه أربعة دقائق لكل متدخل ؟ )، ثم ( لماذا حددتم تفاريتي مكانا للمؤتمر ؟ ألا يكون تفاريتي محررا إلا باحتضانه المؤتمرات؟ أم انه لا يعدو كونه هروب عن الشعب؟ ) ثم أردفت بالحديث عن أن المؤتمر ليس غايتا في حد ذاته، و أنه مادام لا يحقق أهدافه فأن المواطن مجبر على وجود منابر بديلة، ثم عكفت على أصحاب الصفة وعدم شرعية تصويتهم باسمنا لأننا لم ننتخبهم ممثلين عنا و هم جزءا من الفساد و يصوتون لصالح استمراره دائما.

بعدها قاطعني الرئيس بان الوقت قد انتهى، طلبت مجموعة من المقاتلين منه السماح لي بـأن أكمل مداخلتي فرفض ، فذهبت عائدا لمكاني و أنا ألوح بنسخة من مقررات المؤتمر الماضي كنت قد أحضرتها لمناقشتها قائلا "هذه مقررات المؤتمر الثاني عشر حاولت التسطير تحت ما لم يطبق منها و بعد إطلاعي عليها سطرت تحت ما طبق منها لأنه الأقل".

أراد الرئيس الرد علي بأن المادة كذا تضمن للمواطن حق المشاركة فأجبته هذه المادة لا وجود لها سوى في الورق و أننا نعيش في الواقع لا في الورق فقال لا تقاطعني فتركته ليتحدث عن اللجنة و أنها مكونة من مواطنين لهم باع في النضال فسألته، ألا يوجد غيرهم له باع في النضال حتى يكونوا في كل اللجان ، وقف الرجل مهددا بأنه مسيرا للجنة و أنه سيطلب التدخل من فرقة الدرك الموجودة هناك، فقلت له انتهى زمن القمع يا رجل ، هذا زمن الحوار ، فما كان منه إلا أن جلس و نادى على متدخل آخر ، فواصل الندوة بالترهيب تارة و بالترغيب تارة و تارة بتذكير المتدخلين بعدم ذكر ما يستفيد منه العدو،في الساعة الثانية اختتم الندوة ليتكرر نفس المشهد مساءا باستثناء اسماء الوثائق.
في اليوم الأخير وجدنا لوائح معلقة على مكتب التصويت، كانت تضم أسماء أشخاص بعضهم لم نتعرف عليه لوجود الأسماء دون صور وعدم تعريفنا بالمرشحين رغم أن قانون الانتخاب ينص على وجوب وجود المرشح بشحمه ليعرفه الناخبون، كان مرشحي النظام يتصدرون اللوائح كالعادة و صوتنا دون قناعة كالعادة أيضا .