كشفت تحريات مصالح الأمن الجزائري في إطار مكافحة الإرهاب عن عدة مخططات لجماعة أبو زيد بالصحراء الجزائرية، كان ينوي تنفيذها بمساعدة عناصر الدعم والإسناد التي جنّدها لصالحه، والتي تمكنت من المساهمة في بروز قيادة الصحراء على حساب تنظيم الشمال بقيادة عبد المالك دروكدال، من خلال إعداد مخططات الإختطاف التي كان لها دور كبير في تمويل أبو زيد وصب أموال التهريب في حساباته، التي تتعدى 500 مليون سنتيم كل أسبوع
كما تم الكشف أيضا عن محاولة أمير الصحراء ضرب الشركات البترولية الأمريكية والبريطانية التابعة لكل من الرئيس السابق بوش ومستشاره ديك تشيني، وكذا رئيس الوزراء البريطاني السابق بلير، حسب ما جاء في تصريح لشقيق أبو زيد
وعلمت ''النهار'' من مصادر قضائية موثوقة؛ أن عناصر من جماعة أبو زيد صرحوا لمصالح الأمن، أن أمير كتيبة الفاروق محمد غدير المكنى عبد الحميد أبو زيد يخطط لضرب عدد من الشركات البترولية الأجنبية في الصحراء الجزائرية، على غرار مجمّع ''أنا داركو'' الأمريكي التابع للرئيس الأمريكي السابق ومستشاره ديك تشيني، إلى جانب شركة أخرى بريطانية تابعة لرئيس الوزراء السابق طوني بلير، ومصنع ''أرهوت'' المتواجد بالقرب من منطقة سيبسة بالشمال الغربي
وخطط عبد الحميد أبو زيد الذي أكدت تحريات مصالح الأمن من خلال محاضر سماعها لعدد من أتباعه، أن مركز قيادته داخل الأراضي الجزائرية وأنه ينشط ضمن عدة ولايات صحراوية تمتد من الحدود الشرقية الليبية التونسية، إلى الحدود الغربية، حيث موريتانيا والصحراء الغربية المحتلة والمغرب، لضرب القاعدة العسكرية الجوية المتواجد بالجهة الجنوبية الغربية لورڤلة حيث هبوط الحوامات، إلى جانب مستودع الذخيرة العسكري المتواجد هو الآخر بالجهة الشرقية لذات الولاية
وبينت التحريات الأسباب الرئيسية التي تقف وراء قوة جماعة أبو زيد، التي كان يقودها عبد الرزاق البارا الذراع الأيمن لقائد التنظيم الإرهابي سابقا، حيث يقف وراءه العشرات من أصحاب النفوذ، قادة عصابات التهريب بالصحراء الجزائرية من جنسيات مختلفة ليبية، موريتانية ومغربيةو عملت طيلة سنوات على دعم هذا الأخير بعائدات المخدرات، خاصة وأنه ثبت من خلال تصريحات المتهمين أن أغلب أفراد عائلته يعملون في التهريب، بحماية خاصة منه حيث تصل مداخيلهم إلى مليار سنتيم عن كل عملية
وكشف أحد المتهمين أنه كان يرسل في حساب عناصر الجماعة الإرهابية، مبالغ مالية من حين لآخر حسب الطلب، كما كانوا يزودونهم بالسيارات الرباعية الدفع نوع ''ستايشن''، التي كانوا يعتمدون عليها في أغلب تحركاتهم في الصحراء، في الوقت الذي تجدر الإشارة إلى أن أبو زيد كان من أكثر القادة تكتما حول أسرار جماعته، إذ لم يتمكن أحد من كل المتهمين الذين تم التحقيق معهم، من الكشف عن مخبأ واحد كان يتمركز به هذا الأخير، عكس بقية القادة الذين كشفوا عناصرهم عن كل المخابئ التي وصولوا إليها وجعلوها مراكز عملياتية لمخططاتهم. وفي السياق ذاته؛ أشارت التحريات التي قامت بها مصالح الأمن، إلى أن جماعة عبد الحميد أبو زيد، كانت تتحصل دوريا على كميات معتبرة من الوقود الذي تستعمله في تشغيل مركباتها، وذلك بمساعدة أفراد من عائلته وآخرون تم تجنيدهم، حيث كانت تحمّل براميل ذات سعة 200 لتر، ويتم نقلها إلى أماكن خالية بعيدة عن المناطق العمرانية بمسافات تصل إلى 200 و300 كيلو متر، بغرض الإبتعاد عن أعين مصالح الأمن
من جهة أخرى تحدث المتهمون عن بعض العمليات التي نفذها عبد الحميد أبو زيد، على غرار اختطاف السياح الألمان، الذين كانوا وراء تزويدهم بالملابس والمؤونة إلى غاية تسليمهم بعد ٥ أشهر من الإختطاف، وعملية اعتقال البارا من قبل الحركة التشادية التي قتلت جماعة البارا 60 فردا من عناصرها، حيث كانت المهمة تكمن في محاولة تجنيد عناصر تشادية في التنظيم الإرهابي والتزود ببعض أنواع الأسلحة باستعمال أموال الفدية
.