إلى السيد الامين العام للأمم المتحد
نتشرف, نحن المعتقلين السياسيون الصحراويون القابعون بسجن سلا2 و المضربون عن الطعام منذ 31 اكتوبر, بمراسلتكم من أجل إحاطتكم علما بالأوضاع المزرية و الظروف الخطيرة التي نمر بها مند اعتقالنا السنة الماضية على خلفية الهجوم العسكري المغربي الغادر على مخيم'' اكديم ازيك'' للنازحين الصحراويين بضواحي مدينة العيون المحتلة, إحدى اكبر حواضر الصحراء الغربية.
السيد الامين العام
منذ 31 اكتوبر1975 تاريخ الغزو المغربي للشعب الصحراوي و احتلاله الصحراء الغربية بطريقة غير شرعية, و ما ارتكبه من جرائم بشعة مصنفة لدى المنظمات و الجمعيات الحقوقية الدولية الوازنة كجرائم ضد الانسانية بامتياز, بدئا بقنبلة المداشر و القرى الصحراوية بالنبالم و الفوسفور الابيض المحرمين دوليا, و وصولا الى رمي المدنيين احياء من الطائرات و دفنهم في مقابر جماعية بكل من الجديرية و حوزة و أم دريكة مرورا بحرق الاراضي و المزارع و تسميم الآبار ,ناهيك عن الاختطافات الواسعة و الاعتقالات التعسفية في مخابئه السرية و تعذيب المدنيين العزل الدي لم يسلم منه لا الاطفال و لا النساء الحوامل و الشيوخ, الذين لم يبدو التزاما و احتراما للقوانين الدولية و خاصة اتفاقية ''جنيف'' الخاصة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.
السيد الامين العام
لازالت الدولة المغربية منذ ذلك التاريخ متمادية في اضطهاد الصحراويين كما انها لم تضع حدودا في قمع المتظاهرين المسالمين و تعريضهم لأبشع انواع التعذيب في أماكن سرية و في مخافر الدرك و الشرطة و رميهم خارج المدار الحضري و الزج باخرين منهم في السجون و إحالتهم على محاكم صورية كما لم تتوان عن نهب خيراتهم الطبيعية و حصار المنطقة أمنيا ,عسكريا و اعلاميا لتستر على جرائمها البشعة ضاربة بكل النداءات و القرارات الدولية عرض الحائط.
و في ذلك السياق لازال الشعب الصحراوي يطالب و يدافع عن حقوقه المشروعة و القانونية بكل الطرق السلمية و الحضارية من حوارات المطالبة بتقرير المصير و احترام الشرعية الدولية بقيادة ممثله الوحيد و الشرعي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الدهب.
السيد الامين العام
من هنا و في العاشر من اكتوبر 2010, نزح الاف الصحراويين منى مختلف الاعمار و الشرائح, شيبا و شبابا, نساءا و رجالا ,صغارا و كبارا الى منطقة'' اكديم ازيك'' 14كلم ,شرق مدينة العيون المحتلة, و بنو خيامهم بطريقة سلمية و حضارية راقية و عالية المستوى من حيث التنظيم مطالبين بحقوقهم الاجتماعية, الاقتصادية و السياسية و كسابقاتها تعرضت تلك المطالب فجر يوم الاثنين 08 نونبر 2010 لهجوم بشع من قبل أجهزة الدولة المغربية بمختلف تلاوينها من درك و قوات مساعدة و جيش مدعومة بطائرات الهليكوبتر و خراطيم المياه و مئات السيارات و الشاحنات العسكرية مستعملين القنابل المسيلة لدموع و الرصاص المطاطي و الحي و العصي و الهراوات, مخلفتا خسائر مدنية و مادية و جرحى و معطوبين في صفوف الصحراويين العزل المسالمين و تخريب ممتلكاتهم و حرق خيامهم و مداهمة منازلهم و هتك حرماتها و العبث في محتوياتها ناهيك عن الاختطافات العشوائية و الاعتقالات التعسفية .ولم تقف عند هذا الحد, فمن أجل إخفاء فشلها الذريع و تضليل الرأي العام المغربي و الدولي لتنصل من مسؤوليتها عن كل ما وقع و بنية انتقامية أحالت 24 مدنيا صحراويا جلهم نشطاء حقوقيون و معتقلون سياسيون سابقون على المحكمة العسكرية الدائمة بالعاصمة المغربية الرباط ,في محاضر مطبوخة وجاهزة سلفا و بتهم لا أساس لها من الصحة.
السيد الامين العام
في ضل ما تبدله من مجهودات حثيثة و مساعي حميدة من أجل إيجاد حل سياسي يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير , فإننا نناشدكم بالضغط على الدولة المغربية لفتح المنطقة أمام المراقبين الدوليين و الصحافة الحرة و توسيع صلاحيات بعثة الامم المتحدة ''المنورسو'' لتشمل حماية حقوق الانسان و مراقبتها و التقرير عنها و كذا الافراج عن كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية و الكشف عن اكثر من 150 مختطف مجهولي المصير و اطلاق صراح أكثر من 160 مقاتل صحراوي لدى الدولة المغربية وتنظيم استفتاء حر و نزيه تحت مظلة الامم المتحدة و لاتحاد الافريقي , بعيدا عن أية ضغوطات داخلية كانت ام خارجية ,و الذي يبقى هو السبيل الوحيد و الاوحد المتطابق مع الشرعية الدولية لإنهاء النزاع العسكري و الصراع الدائم في المنطقة منذ 31 اكتوبر1975
وفي انتظار ذلك تقبلوا منا ,السيد الامين العام ,أسمى عبارات التقدير و الاحترام
المعتقلون السياسيون الصحراويون
مجموعة اكديم ازيك
