اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

جريدة الجزائر تسترق السمع وتنقل المستور

كتب بواسطة : futurosahara on 19‏/12‏/2011 | الاثنين, ديسمبر 19, 2011


الكاتب: مبعوث "الجزائر" إلى تيفاريتي: فيصل حملاوي    
اجتهد الأمين العام لجبهة البوليزاريو السابق، محمد عبد العزيز، بعد حل الأمانة الوطنية، في انتظار انتخاب أخرى جديدة اليوم أو غدا على أقصى تقدير، طيلة ساعتين من الزمن، في تقديم التوضيحات والردود على الانتقادات التي وجهت إلى الأمانة الوطنية، على مدار يومين من المداخلات التي قدمها المؤتمرون، خاصة ما تعلق منها بالمقاتلين في الجيش الصحراوي والانتفاضة السلمية داخل الأراضي المحتلة، إضافة إلى نقاط أخرى على علاقة بالتسيير الداخلي لمخيمات اللاجئين والأراضي الصحراوية المحررة.
محمد عبد العزيز يرد على منتقديه خلال المؤتمر الـ13 
وتركزت ردود محمد عبد العزيز، التي حضرت "الجزائر" جزءا منها، قبل أن يتفطن المكلفون بالأمن إلى وجود ضيف غير مرغوب فيه وسط المؤتمرين، وهو ما اضطرنا إلى الانسحاب بخفي حنين إلى الخارج، والالتحاق بزملائنا الإعلاميين في المركز الإعلامي الذي خصص للصحفيين الأجانب، حيث يصعب عليهم اختراق التشكيل الأمني نحو قاعة المؤتمر، تركزت على التأكيد أن الصحراويين شعب مسالم، وأنه لن يقف مكتوفي الأيدي "إذا ظلمنا أحد أو تعرضنا لعدوان غادر"، في إجابته عن تساؤل لأحد المؤتمرين بخصوص العملية الإرهابية الأخيرة التي تعرض لها مخيم الرابوني بالقرب من تندوف واستهداف ثلاثة متعاونين أوربيين. مؤكدا في السياق أنه " لا البحر ولا السماء و لا الأرض ستنجي من ظلمنا وسنبقى وراءه وراءه". وأردف يقول بالحرف الواحد " نحن في الشريعة المحمدية نتساهل مع الشيوخ والأعيان والقبائل للعفو عن المتورطين في قضايا المخدرات، لكن سنكون حازمين في معاقبة المجرمين وبارونات المخدرات، وأن الجبهة كانت إلى وقت قريب هي من يبادر بالهجوم، ومن هنا ستبدأ في تبني استراتيجية الدفاع بعد العملية الغادرة الأخيرة".
تساؤلات بلا أجوبة
ولم تشف الردود التي قدمها رئيس الدولة الصحراوية السابق، غليل المؤتمرين في منطقة تيفاريتي المحررة، نظرا لطابع السرية الذي لا يزال يحيط ببعض الملفات ذات الأهمية، وهو الأمر الذي صعب على قيادة البوليزاريو الإفصاح عنها للحاضرين في المؤتمر الـ 13 للجبهة، وهو ما كشفت عنه الجلسات التي سبقت عملية المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي الذي قدمه محمد عبد العزيز للمؤتمر يوم الجمعة الماضي.
رئاسة المؤتمر تأمر بقطع  البث المباشر لأشغال المؤتمر على التلفزيون والإذاعة الصحراويين
واضطرت رئاسة المؤتمر إلى قطع  البث المباشر لأشغال المؤتمر على التلفزيون والإذاعة الصحراويين، نظرا لحساسية المداخلات التي ركزت في مجملها على نقد الوضع الراهن والفساد ومستقبل المفاوضات مع المغرب، بعدما عكفت منذ افتتاح أشغال المؤتمر على نقل كل كبيرة وصغير بالصوت والصورة لكل الصحراويين في إطار حقهم في معرفة مستقبلهم السياسي والنضالي، خاصة مع استمرار الرباط في سياسة التعنت وعجز المنتظم الدولي عن تنفيذ قراراته ذات الصلة بحق الصحراويين في تقرير المصير.
عتاب ولوم لقيادة البوليزاريو السابقة من الأراضي المحتلة
ونقل الوفد الحقوقي المشارك في المؤتمر من أبناء الشعب الصحراوي الذين يعيشون داخل الأراضي المحتلة، الكثير من العتاب واللوم إلى قيادة البوليزاريو السابقة، التي اتهموها بالتقصير وعدم الاهتمام بانتفاضتهم المتواصلة التي نصت عليها قرارات المؤتمر الـ12 للجبهة، بعد أساس الصحراويين داخل أراضيهم المحتلة بأن ممثلهم الشرعي والوحيد غير مهتم بهم ولا يبالي بتضحياتهم الجسيمة، التي طبعت بـ "الدم نضال الصحراويين من أجل استرجاع سيادتهم"، وهو ما دفع بأمين عام الجبهة إلى التأكيد "اعتمدنا العفوية وعدم تقييد الانتفاضة بالمناطق المحتلة عن قصد". مضيفا " فلولا هذا التكتيك لما استطاعت امينتو حيدار أن تقوم بما قامت به من بطولات ولو أنها بقيت تنتظر تعاليم من البوليزاريو كان يمكن للأمور أن تأخذ منحى آخر، ونفس المسألة نراها في مخيم أقديم زيك". مشيرا في رده إلى أنه " نحن (قيادة البوليزاريو)  كنا نواكبها منذ السبعينيات، ولكن كل جهودنا الرامية لمتابعة وتجنيد المناضلين ليكونوا تابعين للتنظيم السياسي بالجبهة، كانت المخابرات المغربية تجهضها بإلقاء القبض على المناضلين أو بتفكيك خلايا التنظيم السياسي للجبهة في المنطقة". مستشهدا في السياق بما حدث بين 1980 و1981 "عندما تم اعتقال جل المناضلين المشرفين على تأطير وتكوين الصحراويين بالأراضي المحتلة".
الجبهة تفتقر إلى الإمكانيات
وأقر الرئيس الصحراوي قبل حل الأمانة الوطنية، أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لا تزال تفتقر إلى الإمكانيات المادية والعسكرية، في رد على تدخل أحد المؤتمرين الذي سأله " لماذا لا تتبنى الجبهة استراتيجية لمواجهة ومقارعة العدو"، فرد قائلا: "نحن لا نملك إمكانيات وبالتالي لا يمكن أن نبني استراتيجية، كل شيء نتركه للزمن". وكان الناطق الرسمي للمؤتمر الـ13 لجبهة البوليزاريو، السيد سيدي محمد عمر، قد أكد أن العمل العسكري يبقى خيارا استراتيجيا لدى قيادة الجبهة والشعب الصحراوي، وأن جبهة البوليزاريو "تمتلك جميع الإمكانيات لاعتماد هذا الخيار". مشيرا إلى أن "خيار السلاح ليس مستبعدا من أجل تحقيق خيار هذا المؤتمر الذي اتخذ شعار (الدولة الصحراوية المستقلة هو الحل)".
عبد العزيز قد يخلف نفسه
وينتظر مساء اليوم أو غدا على أقصى تقدير غلق قائمة الترشيحات لمناصب الأمانة العامة لجبهة البوليزاريو، بعد المصادقة على عمل اللجان الأربع صبيحة اليوم، في انتظار انتخاب الأمين العام للجبهة ورئيس الدولة الصحراوية، حيث تشير معطيات من الميدان أن محمد عبد العزيز سيخلف نفسه لعهدة جديدة قد تكون الأخيرة، حسب المتتبعين، خاصة في ظل غياب بديل قوي على الساحة الصحراوية.