اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

قالها أخيرا... زمن القبلية قد ولى... ؟

كتب بواسطة : futurosahara on 25‏/12‏/2011 | الأحد, ديسمبر 25, 2011


الصالح ابراهيم الصالح
ونحن نودع مؤتمر الرئيس العام , المؤتمر الذي لولا قدسية روح الشهيد المحفوظ أعلي بيبا , لسميته دورة الألعاب الصحراوية بتفاريتي المحررة , ونحن نتعجب و نتألم من حال المؤتمر الفريد من نوعه , منذ بدايته و إنعقاده إلى رئاسته المحترمة , إلى أنتوما أنتوما أشكون , ثم طلبات الاستقالة التي رفضت ولا أدري على أي أساس , حتى نهايته و في النهاية بيت القصيد .
في بث مباشر للتلفزة الصحراوية القديرة , يطل علينا فخامة الرئيس و الأمين العام للجبهة و رئيس المجلس الأعلى للقضاء , وهو يتلو بيان ختام المؤتمر الذي لم يحمل الجديد في طياته و مضمونه غير العبارات , و رصد للواقع الذي لا يخفى على أحد , بيان يعج بالمفردات التي أصبحت تشعرك بالغثيان و أنت تستمع إليها في كل مرة أكثر من 36 سنة , بيان ختامي لم يحمل أي تهديد للمحتل المغربي بل راح يموج بين الرسائل الفارغة و مسلسل التفاوض العقيم و خيانة المقاتل و خياره الوحيد .
و لا ريب في التركيز على أخر كلمات الرئيس التي قالها و بكل سرور و كأنه كان في ورطة و ضغط نفسي شديد :(... لقد ولى زمن القبلية زمن القبلية قد ولى ...) , وهنا نسأل ما دخل القبلية في البيان الختامي للمؤتمر , وكأن فخامة الرئيس كان يمارس القبلية أو كان يعيشها طوال أيام مؤتمره , و ما معنى ترشحه وحده للأمين العام هل الصحراويات لم تلدن مثله ؟ ثم كيف نفسر فوز الوزيرة المحترمة في المرتبة الثالثة قبل المقاتلين الأشاوس و غيرهم من الشخصيات الوطنية ؟ و حتى وإن كانت الوزيرة مشهود لها بالعمل المتميز لكنها كيف استطاعت الظفر بالمقعد الثالث , و القبلية قد ولت والنفاق و التخلف ؟ و كيف يمدد المؤتمر 48 ساعة؟ , ثم 24 ساعة؟ , حتى أفرز ما يريده الأمير من القادة المحترمين المفعول بهم و فيهم سياسيا , ثم كيف يقول الرئيس أن القبلية غابت و هو من رسخها طوال حكمه من خلال تعييناته التي لا ترى غير القبلية دستور لها , و ما هي إلا أيام حتى ترون كيف ان القبلية لازالت هي الورقة الرابحة للنظام الحاكم مع رسم معالم الحكومة الجديدة , وفي ظل هذا الواقع القبلي المشين يعمد الرئيس و حاشيته من المخلصين إلى تقديس الأشخاص على حساب المبدأ و هو مرض من أمراض السلطة السياسية الكثيرة , و التي أصبحت ترمي و تنخر بظلالها على المشهد السياسي و الجسم الصحراوي الرافض للوصاية و الاستبداد تحت شعار الوطنية و المزايدة على المناضلين الأحرار , ثم إذا قلنا كذبا و زورا  أن القبلية قد ولت و الديمقراطية سادت , فأين أنتم يا قوم تبع من شباب الثورة المعتصم أمام مقركم و الذي صبر حتى ضاق صبره , ليستقبلكم ب (ارحل من أجل القضية ) , وليس هذا و حده بل سنرى كيف ستكون الحكومة الجديدة و وزيرها الأول , و كيف ستقسم كعكة الرابوني و الخارجية بين المعسكرات الشرقي  و الغربي من الرابوني , و الأخطر من ذلك كله أن الانتفاضة النبيلة هي الأخرى لم تسلم من جهل السلطة وقبليتها و ضعف نظرها الاستراتيجي , و لعلا الانتفاضة نفسها أصبحت تدرك أن المشكل ليس في وزيرها و إنما في سلطتها السياسية الحاكمة . 
ولكم يا من ساعدكم الحظ في تغييبكم ؟ عن الأمانة الوطنية أنكم مرضيي الوالدين و حمدوا الله كثيرا على نجاتكم من كوكبة الرئيس التي يبدو أنها غير راضية كلها في السير معه , لكنه التسلط هو من يجعل كل القادة الرافضين للواقع و غيرهم الراغب في نشوة العضوية ينتهجون طريق السلطة , وهو ما يبشر بصعوبة الطريق أمامه و حجم و ثقل ما رماهم فيه الرئيس في محاولة تغيير الواقع الذي يشكوه الجميع , والحقيقة المرة التي لابد من قولها و إن كان الجميع يعلمها , أننا في المؤتمر الثالث عشر مازال الرئيس الحاكم يتبع نفس الطرق المظلمة و الخبيثة التي ميزت فترة حكمه منذ أن خاط كرسيه على شخصه , و الدليل الساطع هو موضوع القبلية التي لم تعد أسلوبا من أساليب الدولة الحديثة دولة لا قانون , التي نتمنى أن نراها في الحلم أما الواقع فلا أظن.