اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

ما يحتاجه الصحراويون من مؤتمرهم

كتب بواسطة : futurosahara on 15‏/12‏/2011 | الخميس, ديسمبر 15, 2011


محمد لبات مصطفى
على أرض كرام أهلها، شجعان رجالها، وباهتمام ملحوظ، وهَمِ ملاحظ ! انعقد اليوم المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مؤتمر الشهيد المحفوظ علي بيبا، بمشاركة 2100 مندوب منهم حوالى 500 منتخب، و 50 ممثلا من المناطق المحتلة.
لا نريد أن نتعجل الحُكم حول ماذا بوسع المؤتمر أن ينجز، لكن الرئاسة التي تم تعيينها أو اقتراحها ـ لا فرق ـ لتسيير مداولاته يحتاج بعض أعضاءها إلى استحضار دائم لقيم المسئولية.؟.
يمكنني الجزم أن مهام المسيرين في الاوقات العصيبة تنحصر في مهمة واحدة هي: صناعة الامل! فهل من اختارهم، ويدفع بعضهم للواجهة ويحضره ـ كوطة النساء ـ لعضوية الأمانة الوطنية قد أحسن الاختيار؟.
بالاجماع أعطى الشعب الصحراوي ـ ولايزال ـ تفويضه المطلق لجبهة البوليساريو )خط وبرامج وأهداف( باعتبارها حاضنة الكفاح والشرعية، ولكنه لم يعط لأي كان ـ من القادة الأحياء ـ صكا على بياض، أو حقا مطلقا  بالتصرف في المصالح العليا والأساسية التاريخية والمستقبلية لشعبنا.
لأن الأشخاص يذهبون ويبقى الوطن. ومنهم من عرض القضية الى مزالق وأخطار كبيرة كادت أن تودي بمجمل المسار الوطني الى الهاوية؟ ثم ان منهم من لا يُبقي من الجبهة الا على شرعية أومسؤولية يجعلها هدفًا.. بدل أن يحملها همًا!!  ويحتفظ بها كمظلة لتحقيق مآرب شتى..ولا يهمه أن تتباعد صورة الوطن، أوتصبح طيفًا أو حتى خيالا أمام حقائق هذا الواقع المرير !!!  
حين يستعيد أحدنا شريط جرائم الغزو والاحتلال التي لا تنتهي تتكشف أمامه حالة مريعة لوضع مؤلم و فظيع.. فما فعله المخزن بالأمس، ويفعله اليوم بحق شعبنا المشتت، يجب أن يبقى همًا دائما يحمله كل صحراوي في قلبه، ووعي قائم من المفروض ان يشغله بشؤونه أيام عمره !!
منتهى السخرية والهزل ما نسمعه من تآمر تخطط له سلطات الاحتلال والمسخرين لخدمة أجنداته من أبناء جلدتنا للأسف الذين تنكروا لواجب الدفاع عن وطنهم، ويحاولون كسر ارادة الحرية لدى شعبنا، وتيئيسه من أى أمل فى المستقبل بخزعبلات وخرافات يأبى العقل السليم قبولها. لهؤلاء أصحاب الذاكرة القصيرة نقول "ينعل الينسى"!!
لقادتنا الذين نريد بحق أن تحفظ الأجيال أسماءهم، كما حفظت بالأمس أسماء الشهداء والزعماء أصحاب الإرث العظيم ، والفضل الكبير والإنجاز التاريخي ذي المكاسب الوطنية الكبرى.. نقول لهم: تدبروا الأمر قبل فوات الآوان، ضعوا جانبًا شهوة الحكم ، وسطوة السلطة والسيطرة، و كل آثار التمزق والانقسام، نحن لم نفقد بعد الأمل والرجاء فيكم، ونتطلع الى ان تترجموا ما تعالت به الحناجر بدءا من نواحي جيش التحرير الشعبي مرورا بالمخيمات وصولا للشتات.
لا يحتاج الصحراويون اليوم، الى ذلك النوع من المؤتمرات الذي يشبه التظاهرات الخطابية والمهرجانات السياسية، التي يتبادل على منصتها المتملقون.. والمثرثرات.. والمماطلون.. والمقدمات عارضات الأرياء و"الحنة" وخطباء اللغو السياسي المتهربون من استحقاقات التنفيذ..؟ جل ما يحتاجه الصحراويون اليوم هو قراءة الواقع كما هو والاستجابة لأولويات المرحلة الراهنة، والمقبلة؟ وممارستهم النقد والنقد الذاتي الجريء، الذي تختفي فيه الازدواجية، وتطفو فيه الحقائق على السطح.. نقد لا يقف أمام الممنوعات الزائفة ليخفي التخاذل أو التفريط..؟؟ ما يحتاجه الصحراويون اليوم هو التأسيس لإعادة صياغة المفاهيم..؟؟ ما يحتاجه الصحراويون اليوم هو مراجعة الجهد الوطني المبذول تجاه جيش التحرير، والتنظيم السياسي، وانتفاضة جماهير شعبنا في المدن المحتلة.
 شعبنا اليوم يحتاج الى هيئة أركان مقاومة شعبية تجنب الإحباط واليأس في مجمل مشروعنا الوطني المقاوم. يحتاج الصحراويون اليوم  إلى رافعة سياسية تنظيمية تجيب عن انشغالاتهم الملحة عن مسار المفاوضات؟. وتؤسس للاصلاح السياسي الذي يببتغونه ؟ رافعة قادرة على انجاز مهمة الخروج من الأزمة. رافعة تنتشلهم من حالة التردي ومستنقع الفساد الذي توغل في الجسم الاداري والسياسي حتى النخاع. رافعة تعيد صياغة بنيتهم التنظيمية الهشة. الصحراويون يحتاجون الى قادة يرتفعون فوق الجراح فيجتمعون على حدٍ أدنى من الاتفاق ، ويجنبوا وطنهم مزالق الأخطار التي تحيط به، وليس الى قادة ينخفضوا بسقف المطالب الوطنية..وربما قد يفاجئوننا غدا أو بعد غد بأنه ليس في الإمكان أبدع وأروع مما كان! لقد آن الأوان لمغادرة خريف مؤتمراتنا وتخريف سياساتنا !!