تشهد مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة من الجمهورية العربية الصحراوية هذه الأيام موجة برد شديدة مصحوبة بزوابع رملية عنيفة الأمر الذي نتج عنه تخوف شديد لدى بعض البدو الرحل في المناطق المحررة من أن يكون ذلك بوادر جفاف مطلق تمر به المنطقة منذ سنوات .
البدو الرحل الذين إلتقتهم المستقبل الصحراوي بعدة مناطق محررة في زمور وتيرس إشتكوا من تأخر نزول المطر هذا العام كما أكدو إمتعاظهم من غياب الوزارة الوصية المكلفة بالمدن المحتلة والجاليات والريف الوطني وعجزها عن توفير الأعلاف لمساعدة هؤلاء البدو في تربية ماشيتهم ورعايتها بإعتبارها مصدر الرزق الوحيد لديهم والمعيل الرئيس لعوائلهم في غياب برنامج توزيع للمواد يشمل الريف الوطني بصفة دائمة ومقننة .
وأوضح هؤلاء البدو أن الوزارة لاتعي موضوع تقديم مساعدة لهم من الأعلاف اي إهتمام يذكر فيشكر، بل علق أحدهم في جلسة سمر مع المستقبل الصحراوي قائلا باللهجة الحسانية المثل الشعبي : " كلوة وفرسن مايخلط فشدق" أي أنه من الصعب ان تقوم هذه الوزارة بتأجيج الإنتفاضة داخل الجزء المحتل من الوطن وتتحمل مسوؤلية الجالية الصحراوية في الخارج وفي نفس الوقت تقطع المسافات الشاسعة في مختلف المناطق المحررة كي توصل الأعلاف لمربي الماشية وهي التي لاتمتلك ميزانية تذكر !
الى ذلك كان الكثير من المواطنين قد طالب في المؤتمر الاخير القيادة الصحراوية بضرورة الفصل بين هذه القطاعات الثلاث وذلك لصعوبة الربط بينها الامر الذي من شأنه زيادة فاعلية هذه الوزارة ، لكن يبدو أن آذان القوم لم تصغي لذلك جيدا .
وفي ظل هذه الاوضاع ومع تأخر نزول الامطار وبوادر موجة جفاف جديدة قد تضرب المنطقة تبدو الثروة الحيوانية الصحراوية والمتواجد أغلبها في الأراضي المحررة في خطر مالم تتدارك الجهات الوصية ذلك وتتكاثف الجهود لمساعدة البدو الرحل المتضررين بصورة طبيعية من هذا الغياب غير المبرر للوزارة الوصية .
وبينما يَنتظر البدو الرحل الصحراويين رحمة الله التي وسٍعت كل شيء أن تنزل عليهم مطرا نافعا من السماء يحي الأرض وينبت الكلأ تستكين السلطات الوصية للصمت المريب وتتهرب من مسؤولياتها الحقيقية في الحفاظ على المورد الثمين لكل الصحراويين وهي التي دعت المؤتمرين لصلاة الإستسقاء خلال مؤتمرها الأخير ربما مناجاة لإعادة إنتخابها لا دعوة لنزول المطر على هؤلاء الغلابى المساكين ...
صورة خاصة بمجلة المستقبل الصحراوي من الاراضي المحررة ، تم التقاطها نهار امس ، تعكس معانات البدو الرحل مع موجة الجفاف