اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

مؤتمر- نعم سيدي

كتب بواسطة : futurosahara on 17‏/01‏/2012 | الثلاثاء, يناير 17, 2012


د.سيدي محمد سيداحمد
لقد اجتمع القوم في مؤتمرهم ، اي مؤتمر "الحركة-الحزب "، ورغم محدودية التمثيل  وصنف  ونوعية المشاركين الا انهم تصرفوا كمن يمثل الشعب بأكمله  والناطقين بإسمنا جميعا  وكالمعبرين عن كافة انواع الطيف الفكري والايدلوجي الصحراوي. لقد اعدوا الطبخة على اذواقهم ، والمائدة على احجامهم ، والنحائر على اعدادهم ، في قاعة تتخللها السهرات  وقصائد الشعراء  ودموع التماسيح.
فعلى خشبة "المؤتمر -المسرحية" لم نشاهد سوى ممثلا  واحدا - مع احترامي وتقديري الشديدين للممثل البارع ،محمد غالي-  ،تارة يبكي  وتارة يتوعد  وتارة اخري يسأل الشعب ذاته عمن يكون  ...و"انتوما أشكون" !!
اقول ان في ذلك المؤتمر- الاسطورة، لم نرصد  سوى تحركات ذلك البطل الذي اكتسح كل شيء في بلدة تفاريتي المسكينة ، فلقد استحوذ على كل الارقام القياسية الممكنة  والغير ممكنة . حاز على اكبرعدد من التدخلات، وكلها كانت هادفة  وبناءة وفي صميم تطلعات  وهموم المواطن!! بل انه كان ادرى من كل المؤتمرين مجتمعين بمصلحة الوطن،  واعلم من الجميع بالمخاطر والتهديدات التى ستلحق بالمشروع  الوطني ان لم يستجيب الكل لما يراه مناسبا  رغم صعوبة الرؤية وضبابية المياه التي اعتاد ان يتمرغ فيها. كان المترشح الوحيد لمنصب الامين العام ، فاجدر منه لم ترا قط عين ....وافضل منه لم تلد النساء، بل لم يكن هناك  اكثر من بضع مئات من المصفقين  ممن هم على دين سلطانهم   لا تملك او تتمالك سوى التصويت عليه  بنسبة الدكتاتوريات المعهودة .
 كان قبل المؤتمر الامين العام  والرئيس وقائد القوات المسلحة ، اما بعد المؤتمر-الاعجوبة  فلقد ازداد لقب رئيس المجلس الاعلى للقضاء وكأن بالمؤتمرين كحال من يزيد الطين بلة . 
لقد صال وجال  وزحف  وتدحرج بطلنا الفريد في كل اركان بلدة اتفاريتي متحديا الجميع ، ومع الاسف لم يكن هناك من بمقدوره السباحة  ولو على بعد اميال منه ، كان الفاعل والمتصرف الوحيد  في مشهد لم  يتسع للاخرين فيه سوى التظاهر بالطاعة  والولاء  . 
لقد وصل بهم  الامر من الخضوع  والخنوع  والانبطاح الى حد التراجع عن ما تم  التصويت عليه  بالاغلبية  ،في مشهد قل نوعه من الرضوخ  والاستكانة  " لملتمس " مبلل بدموع التماسيح. 
وبعيدا عن ان يكتفي بكل ما حاز واستحوذ عليه في "مؤتمر- نعم سيدي "، فقد وصلت به شهيته الى ان يضمن " لصمام امن الثقافة الصحراوية" مكانها في الامانة  الوطنية بشريطة مصاحبتها "بارانب سباق "على شكل كوته نسائية تحط من قيمة  النساء لترفع من قيمة " المرأة"!!
ورغم ان احقية  مشاركة اغلب المؤتمرين مطعون فيها ، ولا تمثل سوى باطل تم التأسيس له ، واعني خصوصا من هم مشاركين بالصفة ، فإن املنا في  وفد المناطق المحتلة  كان كبيرا ، على اعتبار خبرتهم  وتجربتهم الكبيرتين في مناورات  وتلاعبات  وخدع المخزن ، فكنا نظن بأن طاقات نضالية  وفكرية من حجم ، اعلى سالم التامك  وابراهيم الصبار وغيرهم من المقاومين ،لن يتركوا اي كان يحتل خشبة مسرح  اتفاريتي ، كنت اظن بهم الواقف الصامد في عدم قبول تمريرمخططات  والاعيب كبير القوم على مؤتمرين جلهم يعتمد في رزق ابنائه على ما يجود به كرم سلطان لحمادة من المال العام  ومقدرات اللاجئين. فخيبة املي كانت كبيرة من وفد ،كان يعج باعلام  فكرية  ووطنية  بحق وحقيقة،  ويظهر ان دموع التماسيح  وهي تذرف كان لها الوقع  المهيمن على نفوس وقلوب الوافدين . وفي النهاية تم تدجينهم، فصفقوا مع المصفقين، وهللوا مع المهللين  ، بل وهرولوا مع المهرولين ......ويا اسفاه......وبالتالي بدا لنا ان الوفد تم استجلابه كمستدعي اكثر من كونه كمشارك.
lajwad10@maktoob.com
ملاحظة : كاتب المقال الدكتور سيدي محمد سيداحمد ليس هو الدكتور سيدي محمد عمار السفير الصحراوي باثيوبيا . 
وقد تم ادراج هذا التوضيح بطلب من هذا الاخير.