اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لقد تمخض جمل راديو اميزرات....

كتب بواسطة : futurosahara on 26‏/01‏/2012 | الخميس, يناير 26, 2012


د. سيدي محمد سداحمد
بعد ما تم التحضير والاعلان عن اللقاء على جهات المعمورة الاربع ، والدعاية والمناداة للحدث على كل الوسائط الممكنة والمتاحة . وبعد ان انتظرنا - ولاول مرة - لقاءا يكون مباشرا وحرا وبعيد عن مقص الرقابة - او على الاقل هذا ما كان يتبجح به من كان مسؤول عن اللقاء - اذ بنا نتفاجأ بلقاء اسئلته معدة ومحضرة ومفصلة على قدر ومقاس الضيف ، فلم تكن هناك اسئلة محرجة ولا جريئة من اي نوع رغم ان شخصية وافعال الضيف - الصالح والطالح منها- تستدعي بأن يسأل ،بل ان تتم مساءلته. والمشين في ذلك كله هو انه تم تغييب مشاركة الحضور في غرفة البالتولك ، وتم اشراك عناصر اخرى من خارج الغرفة رغم كثرة الايادي التي كانت مرفوعة ورغبة اهلها في التدخل والتحدث الى الضيف بشكل مباشر وعفوي. 
للاسف لم يكن اللقاء الا عبارة عن مونولج من كل اصناف وانواع اطباق الاطراء والتفخيم من طرف معد اللقاء للضيف ، ومن طرف هذا الاخير للمعد ولمعظم المتدخلين ، فكان ذلك اللقاء اقرب الى درس في المجاملة وتمارين على كيفية مدح وتمجيد - بمناسبة وبغيرها - ضيف كان بودنا لو تم التعامل معه ولو بقليل من الحرفية الاعلامية وبأدنى درجات الحياد .. 
لقد قُدِّم لنا الضيف في الحلقة بعبارات "المناضل الكبير "، وبالرجل الذي يقول " نعم للحرب ولا للمفاوضات "، وبأنه جريء في الطرح وصريح في الانتقاد و...........الخ. ورغم كثرة الاسئلة الهادفة والتي كان بإمكانها اظهار الضيف على حقيقته ، فلم يسأله احد عن سبب انسحابه من المؤتمر الثالث عشر للجبهة ، ولم يسأله احد عن فحوى ومقصود تدخله في المؤتمر الماضي ، ولاعن تدخله الشهيرفي المؤتمر الثاني عشر، والذي كان من اخطر ما يكون ، وكان شهادة من نفسه على نفسه وامام الجميع بمخالفات يعاقب عليها في القانون ، بل انه اتهم رفاقه بذات العيوب ، ودعاهم الى اعادة المال العام للشعب وطوي صفحة الماضي وبداية اخرى جديدة تبتعد عن نهب وسرقة المال والامكانيات .
لم يسأل احد هذا" المناضل الكبير " عن حصيلة عمله الوطني على مدى السنوات العشر الماضية ، وكيف ان هذا " المواطن الكبير " و " المناضل العظيم " قد اهمل القضية الوطنية واهتم فقط بقضاياه الشخصية  ومعاركه الدونكشوطية ، تارة مع الرئيس ، وتارة مع النظام بأكمله ، وآخرى مع الريح جريا وراء الابل ــ" الحية ".
لم يُسْأل " تشي غفارة " الصحراء عن كيف سيَّب ولاية الداخلة ، ولا عن كيف افشل المنظومة التعليمية ، ولا عن سنوات نفيه الطوعي بصحبة شركاء له هم الان في خدمة واحضان العدو .
من الغريب في الامر ان الضيف في لقائه تحدث بإسهال وبنوع من التنظير عن المسلسل التفاوضي ولم يسأله احد عن سبب ابعاده من الفريق المفاوض بعد ان كان من اهم اعضائه .
والاكثر من هذا كله ، فلم يُسْأل الضيف المحترم  والمناضل الكبير عن تصريحاته النارية  والحادة من قبيل " ان النظام السياسي لم يعد موجود "او " أن الرئيس " يتلاعب بنا وبإرادتنا ويجيرها ويسيرها كما شاء ، او من قبيل ان " التاريخ الصحراوي يتم تزويره الان " ، او " نحن منذ نهاية الثمانينات تحولنا من قيادة جماعية إلى قيادة بلد و قيادة دولة وقيادة فرد لديه كافة القرارات و الصلاحيات وهو يعين من يريد و ينزع من يريد ويرقي من يريد و يخفض من يريد " .
وبالمقابل ، تم الحديث ، فاللقاء لم يكن لقاء اكثر مما هو تبادل اطراف الحديث بين من هم في حاجة لاشباع ذوات انفسهم من عبارات المدح  والاطراء ، عن عموميات لا تقدم او تؤخر . 
المعضلة الكبرى والخطر الذي نخشاه جميعا ، هو ان يلتف هذا " المناضل الكبير"على حركة الاصلاح  والتغيير الشبانية ، وهذا ما بد واضحا من تصريحاته واستمالته لهذه الحركة ومحاولة ظهوره كمساند لها ، بل ان الحركة في حد ذاتها لا ترا ضررا في مغازلة صاحبنا لها ، و لا ترا فيه من خذلان ورشوة وقبلية وضعف وهوان كما تراه في عناصر القيادة الاخرين!!. 
وما دام طريق اللقاء كان معبدا ومفروشا لكي يمر ضيفنا دون عقبات او صعوبات تذكر ، فإنه من المستحيل ان يكون قد سُئِل عن دوره في سنوات " الجمر والرماد " التي كان هو الآمر والناهي فيها.
وبخلاصة ، واستحواذا مني على جملة من صنع امهات افكار ضيف اللقاء، اقول بأن معد اللقاء كان قد صنع لنا خبزة بالتوكية ، طحينها من عنده  و" انخالتها " من بقايا علف " حية " ضيف اللقاء .
وتصبحون على لقاء آخر بالتوكي بإمتياز.
lajwad10@maktoob.com