الرئيس التونسي المنصف المرزوقي مع مدير الشروق اليومي الجزائرية
يوصف محمد المنصف المرزوڤي، بأنه الرئيس المثقف الوحيد في الوطن العربي، الذي جاء السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، وهو الذي كان مطاردا وممنوعا من دخول التراب التونسي. هو دكتور متمرس ومدافع شرس عن حقوق الإنسان ليس فقط في تونس.
لم يفت في عضده القمع الذي سلط عليه من طرف البوليس السياسي التونسي، ولا الغلق السياسي الذي فرضه نظام بن علي وقبله نظام بورقيبة، فراح يناضل بكل ما أوتي من قوة من داخل تونس ومن خارجها، إلى أن عاد عودة الأبطال محمولا على أكتاف الشعب التونسي معززا مكرما في وقت كان المخلوع بن علي يجر أذيال الذل والهوان باحثا عن ملجإ آمن يقيه حكم شعبه العادل.
ولد محمد المنصف المرزوڤي في 7 جويلية 1945 بمنطقة قرمبالية، جنوب تونس، وتنحدر عائلته من قبيلة المرازيڤ من دور ولاية قبلي، والده محمد البدوي المرزوڤي ووالدته عزيزة بن كريم، له أربعة أشقاء وسبعة إخوة، نشأ في تونس والتحق من عام 1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس، قبل أن يسافر عام 1964، إلى فرنسا ويتزوج هناك، فأنجب مريم ونادية.
تمدرس في طنجة بالمغرب حتى حصل على البكالوريا، ثم سافر إلى فرنسا ليدرس في جامعة ستراسبورغ، كلية علم النفس ثم الطب، وفي عام 1970 شارك المرزوڤي في مسابقة عالمية بمناسبة مئوية المهاتما غاندي لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر وليتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب تقديرا لعمله.
في سنة 1975 سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب في الصين، ثم عاد المرزوڤي إلى تونس عام 1979 رغم إلحاح أقربائه على بقائه في فرنسا، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس، وشارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع.
اعتقل في مارس 1994 ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من نيلسون مانديلا.
أسس مع مجموعة من رفاقه المجلس الوطني للحريات في 10 ديسمبر من عام 1997 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقد اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من عام 1997 حتى 2000، غادر إلى المنفى في ديسمبر 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس، حيث بقي هناك حتى أعلن عن عزمه للعودة بدون أخذ الإذن من السلطات التونسية.
شارك في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011 مع حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية الذي حاز على المركز الثاني بـ29 مقعدا بعد حركة النهضة الإسلامية، لينتخب رئيساً مؤقتاً لتونس في 12 ديسمبر 2011 بواسطة المجلس الوطني التأسيسي بعد حصوله علي أغلبية 153 صوت مقابل ثلاثة أصوات معارضة وامتناع اثنين و44 بطاقة بيضاء يمثلون 202 عضو من إجمالي عدد الأعضاء البالغ 217.