في خطاب له بمدينة وهران الجزائرية بمناسبة احتفالات الـ24 فيفري لتأميم المحروقات, قدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المعروف بفصاحته اللغوية وذكاءه الحاد درسا لكل الزعماء العرب الذين يحبون الإطراء والمدائح العصماء في ذكر فضائل بقائهم على العروش حتى ولو تطلب ذلك انهارا من دماء الشعوب وسيولا من آهات وأناة المستضعفين والبسطاء من شعوبهم المقهورة، فحين هم أحد المطبلين "لانريد ربيعا عربيا في الجزائر .بل نريدك ان تستمر رئيسا لكل الجزائريين".
رد الرئيس الجزائر بفطنته الحادة: :شكرا .لكن البقاء لله .وليس للبشر أو المسؤولية " وقال الرئيس مخاطبا الشعب الجزائري ومن وراءه كل الشعوب العربية :..لاتدعوا الآخرين يقررون مستقبلكم" .. وإستطرد بوتفليقة قائلا لا تنهض المجتمعات باللغو والتشرذم والفوضى، بل بالرأي البناء والفعل الخلاق، والتلاحم والالتفاف وراء أهداف وطنية كبرى، لابد من أن نتأقلم مع هذه الأوضاع حتى لا تلتهمنا، آن الأوان لإحداث تغيير نوعي في الذهنيات والسلوكيات العامة، وإحداث قطيعة مع كل مظاهر التسيب واللامبالاة".
درس الرئيس الجزائري الموعظة يبدو أنها لم تصل آذان قيادة البوليساريو التي تحاول الإمساك بقشة الماضي وهي تقود الشعب والقضية من حيث لاتدري نحو أفق مسدود ولاتعير للإصلاح والتطور أي إهتمام ، وهما شرطان أساسيان لبقاء الشعوب وتقدمها والحفاظ على ديمومة عيشها وتحقيق أهدافها السامية في العيش الكريم .
يدرك بوتفليقة إن الشعوب والدول لاتزول بزوال الرجال ولا الحكومات لذلك قالها صراحة البقاء لله وليس للبشر لأن الجزائر التي انجبت الشهداء لن تعجز ان تنجب العباقرة من أبناء الشهداء وحفدتهم ليكملوا مسيرة البناء والتشيد ويبلغوا بالجزائر مصاف الدول العظماء في عالم لايؤمن بالضعيف .
رسالة واضحة لا لبس فيها من بلاد ثورة اول نوفمبر الى قيادة ثورة العشرين الماي الخالدة .
فهل سيعي قادة البوليساريو كيف تُدار الشعوب وكيف تُسلم الأمانة بين الاجيال؟.
يبدو من نتائج المؤتمر الأخير للجبهة أن قيادتنا الوطنية لازالت بعيدة بكثير عن العمل بموعظة رئيس الجزائر الشقيقة.