اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لماذا لم يُطلق سراح الرهائن إلى حد الآن ؟

كتب بواسطة : futurosahara on 28‏/02‏/2012 | الثلاثاء, فبراير 28, 2012


السيد حمدي يحظيه 
مضى حوالي أربعة اشهر أو أزيد على اختطاف المتعاونين الثلاثة الأجانب من المخيمات. ومنذ يوم اختطافهم القذر إلى حد الآن لم يتوقف الصحراويون البسطاء عن السؤال عن مصيرهم. فأول سؤال يُطرح بعد السلام طبعا هو: هل سمعتم أي شيء عن أخبار المتعاونين المختطفين.؟ وحتى في أسبانيا يتم طرح نفس السؤال: هل سمعتم أي شيء عن المتعاونين المختطفين؟ 
إن مرور الوقت ببطء، دون ورود أي أخبار عن الرهائن المعنيين، يجعلنا نحس ببعض القلق على مصيرهم ويجعلنا نقرض أظافرنا ونعض شفاهنا انتظارا لورود أي خبر مفرح يمكن أن يأتي من عندهم. فمنذ المؤتمر الأخير للبوليساريو الذي أُعلِن فيه أنه تم تحديد الجهة التي قامت بتدبير الاختطاف ( المخابرات الغربية)، وتم إلقاء القبض على بعض أعضاء الخلية، لم نعد نسمع أي جديد عن الموضوع. وإذا كنا قد عرفنا من جبهة البوليساريو هذه المعلومات( الجهة التي تقف وراء الاختطاف، إلقاء القبض وقتل بعض أعضاء المجموعة) فإننا بالقليل من الفطنة نعرف معلومات أخرى وهي: أين هم الرهائن الآن( المكان الجغرافي بالتحديد)، لماذا لا يتم إطلاق سراحهم إلى حد الآن؟ 
إنه من البديهي أن إطلاق سراح الرهائن لن يتم إلا بإحدى الطرق التقليدية المعروفة : القيام بعملية تحرير عسكرية يقوم بها كوماندوس أو مبادلتهم باسرى إذا كان الذين قاموا بعملية الاختطاف لديهم أسرى عند الجانب الآخر أو دفع الفدية.    
إن العملية العسكرية أو التحرير عن طريق كوماندوس هي مستبعدة جدا بسبب الخوف على مصائر الرهائن، ومبادلتهم هي أكثر استبعادا من سابقتها، وكتحصيل حاصل لم يبق أمامنا إلا التفكير في الطريقة الأخرى وهي الفدية. في واقع الحال لو كان المتعاونون المختطَفون في يد القاعدة كان تم إطلاق سراحهم عن طريق الفدية في الأيام الأولى. لماذا؟ لأن هؤلاء الرهائن يشكلون أولوية عند الجميع: البوليساريو، أسبانيا، إيطاليا والجزائر. بالنسبة للبوليساريو إطلاق سراح الرهائن بسرعة يجعلها تستعيد ثقة الأجانب والعالم كله في أنها قادرة على حمايتهم وقادرة على استعادتهم؛ بالنسبة لأسبانيا وإيطاليا، خاصة الجمعيات الداعمة للصحراويين، تفكر نفس تفكير البوليساريو، أما الجزائر فيهمها الأمر أيضا كون الاختطاف وقع على أراضيها. إذن لو كان تعلق الأمر بالفدية فإنها كانت ستدفع في اليوم الأول وكان الجميع سيتعاون على دفعها، وبكل تأكيد فإن الصحراويين، كلهم، مستعدين لبيع نصيبهم الشهري من التموين لجمع المال لفداء أصدقائهم. وإذا كان البعض يمكن أن يقول إن الجزائر تعارض دفع الفدية وتجرمه فإن البوليساريو، أسبانيا وإيطاليا، في هده الحالة الاستثنائية، مستعدين لدفعها بعِلم الجزائر بذلك أو بتقاضيها عنه.               
إن تأخر إطلاق سراح الرهائن، إذا اعتبرنا ما سبق في هذا التحليل، ليس مرتبط بالتفاوض على الفدية. إذن هنا يمكن أن يساورنا القلق بشان الرهائن. إن مصدر القلق هو أن تكون – هذا مؤكد- ، المخابرات المغربية هي التي تدير ملف الرهائن المذكورين وتتلاعب به لأغراض سياسية وتصفية حسابات مع الصحراويين وأسبانيا والجزائر. هنا يكمن الخطر.  هل تريد المخابرات المغربية أن تقنع الأجانب الذين يساندون الشعب الصحراوي أن أي شخص وقع اختطافه في المخيمات أو في الأراضي التي تديرها البوليساريو سوف لن يعود؟ هل تريد أن تقنعهم أن البوليساريو غير قادرة على استعادة أي شخص تم أسره في مخيماتها وفي أراضيها الواقعة تحت سيطرتها.
إنه من شبه المستحيل أن لا تقوم الجهات التي لها مصلحة في إطلاق سراح الرهائن( البوليساريو والجزائر وحتى أسبانيا وإيطاليا) بتنسيق مواقفها لتحريرهم. إذن النتيجة هي إن المخابرات المغربية هي التي تعرقل إطلاق سراح الرهائن وتؤجله وتضغط به للحصول على مكاسب سياسية أو توجيه ضربات قوية للخصم. 
على الأرض لا توجد معلومات كثيرة عن الرهائن. فمنذ مدة صرح رئيس إيطاليا أن الرهينة الإيطالية بخير وبصحة جيدة دون ذكر أي شيء عن الرهائن الأسبان. ، وفي المدة الأخيرة زار وزير داخلية أسبانيا المغرب للتباحث في شأن سري قد يكون ملف الرهائن، أما وزير خارجية أسبانيا فقد صرح أمام البرلمان منذ أيام أن دولته مهتمة بتحرير الرهائن. إن الاحتمالات- احتمالات فقط-  أن يكون الخاطفون قد عزلوا الرهينة الإيطالية عن الأسبانيين وقد يطلقون سراحها قبلهم بحجة أن ليس لديهم تصفية حسابات كثيرة مع ايطاليا. في كل الحالات فإن موعد إطلاق سراح الرهائن المذكورين يجب إن يتم الآن وإلا فإن وراء الأكمة ما وراءها. 
Sidhamdi@yahoo.es