وكان الحزب الشعبي المحافظ وقبل وصوله الى الحكم في نوفمبر الماضي يؤكد على ضرورة دعم اسبانيا لتقرير المصير في الصحراء الغربية، ووجه انتقادات قوية لسياسة رئيس الحكومة السابق خوسي لويس رودريغيث سبتيرو التي كان يصفها بالمؤيدة للرباط. وبعد وصوله الى الحكم، بدأت البوليساريو تطلب منه الالتزام بوعوده السياسية في نزاع الصحراء الغربية. ومن المعلوم ان الاحزاب الاسبانية غالبا ماتكون متحمسة لتأييد القضية الصحراوية عندما تكون في المعارضة لكنها سرعان ما تدير الظهر لالتزاماتها للشعب الصحراوي حال وصولها الى سدة الحكم.
فقبل الانتخابات البرلمانية الاسبانية الاخيرة كان حزب الشعب الاسباني من اشد المنتقدين لسياسة ثاباتيرو المنحازة للمحتل المغربي حتى ذهب بعض المتفائلين الى القول ان هذا الحزب قد يذهب الى ابعد من ذلك في علاقاته مع جبهة البوليساريو ويطالب بالاعتراف الرسمي بها لكن تبين ان ذلك لايعدو ان يكون مجرد شعار في حملته الانتخابية هدفه اظهار غريمه الحزب الاشتراكي بالمتراخي في التعامل مع الجار الجنوبي لاسبانيا.
وفي موضوع ذي صلة أكد ممثل البوليساريو في الأمم المتحدة، أحمد بوخاري لوكالة قائلا 'ندرك أن للحكومة الإسبانية أولويات تتمثل في أوروبا ومواجهة الأزمة، ولكن بعدما تمر هذه الأزمة يجب على الحكومة النظر الى الأولويات الاستراتيجية التي هي المغرب العربي'.
ويبرز في تصريحاته 'اسبانيا كانت جزءا من المشكل ويجب أن تكون جزءا من الحل' في إشارة الى دورها كقوة استعمارية سابقة في المنطقة.
ويطالب البوليساريو مدريد بضرورة تبني سياسة التوازن في نزاع الصحراء بين الطرفين الرئيسيين في النزاع، المغرب والبوليساريو. ويؤكد البوخاري حول هذه النقطة أن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي زار الرباط كما زار عدد من الوزراء المغاربة مدريد، واستمعت اسبانيا للموقف المغربي وأنه 'في إطار التوازن يجب أن تستقبل قيادة البوليساريو'.
ويستمر في تصريحاته معتبرا أن استقبال ماريانو راخوي للقيادة الصحراوية ضروري بحكم أن الحزب الشعبي عندما كان في المعارضة أكد دعمه المطلق 'لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة' وحتى لا تعم خيبة الأمل في صفوف الصحراويين من الحكومة الجديدة.
ولم يصدر حتى الآن أي موقف عن حكومة مدريد بشأن هذا الطلب الذي وجهته قيادة جبهة البوليساريو، إلا أن بعض المصادر السياسية المقربة من الحكومة لا تستبعد استقبال مسؤولين من خارجية مدريد للامين العام لجبهة البوليساريو ولكنها تستبعد استقبال ماريانو راخوي له تفاديا للمشاكل مع الرباط.
وكان مسؤولون دبلوماسيون رفيعو المستوى في حكومة سبتيرو قد استقبلوا محمد عبد العزيز كما استقبله سبتيرو بصفته كأمين عام للحزب الاشتراكي كما أن الرجل الثاني في الخارجية وقتها بيرناردينو ليون كان قد زار مخيمات اللاجئين الصحراويين .
