اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

عمن السرية في عملية التفاوض يا ترى ؟

كتب بواسطة : futurosahara on 29‏/03‏/2012 | الخميس, مارس 29, 2012

مولاي ابا بوزيد 
سؤال يتبادر إلى أذهان الصحراويين مع كل جولة جديدة من المفاوضات العبثية التي تحيطها القيادة الرشيدة بهالة من السرية القصوى (سرية لدرجة أن لا احد يعلم حتى اعضاء البرلمان و كبار الإطارات !!! )، خصوصا أن هذا الملف هو الوحيد الذي لا يمكن لقيادتنا أن تعلق التستر فيه على شماعة (حتى لا يستفيد العدو المغربي من معلومات ) ، لان العدو المغربي هو من يجري التفاوض معه و بالتالي فهو يعلم كل التفاصيل .
ألا يعد عدم إشراك المواطن في ملف حساس و مصيري كهذا استبدادا بالرأي، بل استبدادا بالمصير؟ ، ما الذي يجبرنا على الثقة العمياء في قيادة لا تثق في شعبها ؟، أم أن التستر ليس ناتجا عن عدم الثقة ؟ .
كان التفاوض في بدايته على الاستفتاء و النقاش مع العدو للاتفاق على كيفية التصويت و من يحق له التصويت في الاستفتاء، لذلك كان المواطن مرتاحا على التفاوض حتى و إن استمر لسنوات، لان الأمر لم يكن محاطا بكل هذه السرية أما في الجولات الاخيرة والتي أصبح فيها النقاش سريا و طالت حتى وصلت العشر جولات فا للمواطن الحق أن يستفسر عن مصيره .
لقد خرجت قيادتنا في إستنفار لتطمئن المواطنين بعد أن سرب العدو معلومات لتضليل الرأي العام العالمي و الصحراوي ، حدث هذا بعد مرور شهر على الجولة الثامنة من المفاوضات ، ولم تكشف القيادة حينها عن معلومات بهذا الصدد و اكتفت بتذكير المواطن أنهعليه عدم تصديق إعلام العدو ،ليبقى السؤال الذي يؤرق أصحاب الشأن في مسلسل التفاوض الذي يبتعد أحيانا عن كونه مسلسلا بتباعد حلقاته الغير محكمة إلا في سريتها عن الصحراويين، و ما بعد العاشرة إلا الحادية و الثانية و الثالثة  عشرة و ربما العشرين ليدفع المواطن وحده من معاناته سنين أخرى أما المفاوضون فلا يحسبون الزمن بالأعوام لأنهم بالرفاه ينعمون .
علينا أن نكون يقظين حتى لا نصحوا يوما على اتفاق لا يرضي الشعب و الشهداء ، وعلينا أن نستفيد من  تجارب غيرنا مع المفاوضات خصوصا ملف التفاوض الفلسطيني الذي كان سريا لسنوات و تبين في ما بعد أن صفة السري هذه لم تكن إلا غطاءا بعد ان حادت قيادتهم  عن الأهداف .