اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الوجه الخفي لمهرجان السينما

كتب بواسطة : futurosahara on 07‏/05‏/2012 | الاثنين, مايو 07, 2012


عبدالله ابراهيم بوجمه
يبدو أن عوامل تاريخية عديدة من بينها الجهل قبيل وإبان الاستعمار والانجرار وراء الأفكار الشيوعية والتى تتسم باللائكية ومعاداة كل ما هو ديني، وضعف البنية التعليمية والغزو الفكري والثقافي والتأثر بالآخر فكريا وتربويا، ودخول كم هائل من الأفكار والمعلومات الهدامة التي يصعب السيطرة عليها خاصة بعد انتشار الإعلام السمعي البصري والألكتروني، وفتح الباب على مصراعيه للغرب بحجة نشر القضية الوطنية وكسب التأييد ولو على حساب ضرب مقومات الشخصية الصحراوية المعروفة بالالتزام والتدين، كل ذلك وغيره أثر بشكل سلبي على هوية المجتمع الصحراوي عامة، وعلى الشباب خاصة، مما أدى الى ظهور آفات اجتماعية خطيرة، تستلزم الوقوف عليها وبالتالي محاربتها مثل ابتعاد بعض الشباب عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأخلاق الفاضلة واللهث وراء كل ماهو خارجي علمانيا كان أو لبيراليا أو شيوعيا هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنزلاق البعض الى التطرف والتعصب و الغلو، وانتشار بعض الظواهر الدخيلة على مجتمعنا والتي تنذر بمؤشر خطير يهدد حياة أبنائنا وعقولهم وأفكارهم، بات لزاما علينا التصدي بكل حزم لتلك الظواهر الهدامة ومحاربتها، والتي تهدف الى نقل عقائد وأفكارمسمومة إلى قاعدة عريضة من شبابنا مستغلين في ذلك ضعف الوازع الديني لديهم وانبهارهم بالثقافة الغربية، وغياب المؤسسات والهيئات الحكومية والمدنية المتمثل في إنعدام البرامج والخطط الاستراتيجية التي يمكن من خلالها حماية الهوية الدينية والثقافية للمجتمع الصحراوي.
فالمهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية ماهو إلا وجه من أوجه الغزو الفكري والثقافي الذي يشن على المجتمع  الصحراوي فلم أجد بدا من تسليط الضوء على هذا الموضوع الهام في نظري، تماشيا مع القاعدة الفقهية التي تقول: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، وإن كنت أشك أن هناك مصلحة أصلا فمن أين تأتي ياترى؟. من أفلام خليعة مليئة بالمنكرات من تفسخ وعري وتبرج واختلاط أو من سهرات صاخبة تستباح فيها المحرمات من خمور ومجون على مرآى ومسمع الشباب والنساء وحتي الأطفال لم يسلموا منها مع إختلافي طبعا مع من يأخذ بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة فينبغي أن تكون غايتنا شريفة تتمثل في الحرية والإستقلال وحشد التأييد للقضية الوطنية، وفي المقابل وسيلتنا تتمثل في أشياء ضرها أكبر من نفعها فليس معقول بأي حال من الأحوال أن نتذرع بنصرة القضية على حساب الثوابت الأخلاقية والدينية للمجتمع بالاضافة الى إهدار المال العام وإمكانيات الدولة  بدل الاستفادة منها في تخفيف معاناة شعب لاجيء يفتقد لادنى مقومات الحياة الكريمة في شتى المجالات وإهدارها في مهرجانات سببت العجز و الافلاس لدول إقتصادية كبيرة فأصبحت شعوبها تدعو الى الحد من الانفاق عليها أو القائها فما بالك بشعب يعيش على المعونات والتبرعات.
لا جرم أنكم لاحظتم تغيرا واضحا في بنية الشباب الصحراوي سلبا، فنجد منهم مثلا من يغرد في سرب التفسخ والانحلال، بحجة العصرنة واتباع الموضة والتقليد الأعمى، وآخرين انجروا وراء التعصب والتطرف الديني وحتى التكفير، والله المستعان، بحجة فساد المجتمع وتغييرالمنكر دون معرفة الطريق الصحيح في ذلك لجهله وعدم إلمامه بالعلم الشرعي، وعدم اتباع هدي الصادق المصدوق )ص( في التعامل مع الناس بالتي هي أحسن، وفهم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف من كتاب وسنة على منهج سلف الأمة بلا إفراط ولا تفريط وانعدام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ودخول أيادي خارجة تتمثل في منظمات وجمعيات هدفها ضرب البنية الشخصية والإجتماعية والدينية و الثقافية للمجتمع بحجة الدعم والمساندة للقضية الصحراوية  ـ التي لاشك في عدالتها وضرورة دعمها وكسب التأييد لهاـ لكن لا يكون ذلك على حساب مقوماتنا الشخصية والهوية الثقافية والثوابت الدينية والعقيدية. خاصة بعد ظهور المهرجانات والتظاهرات العبثية التي تفسد الشباب وتدفع ببعضهم الى الضياع و التيه وبالآخرالى التطرف من هول ما يرى من فساد ومنكر دون ما مراعاة للشعور العام كمهرجان السينما الذي فعل فعلته في أطفالنا وشبابنا في عقر دارنا.
بعد إبراز  مساوئ ومخاطر مهرجان السينما على الهوية الصحراوية وعلى الشباب والناشئة خاصة والتي تنذر بعواقب وخيمة على النسيج الاجتماعي والثقافي للاسرة والمجتمع في المدى البعيد والمتوسط إن لم نقل القريب لأننا عرضة لحرب متعددة الأوجه ومن أعداء كثر إقليمياٌ ودولياُ لايريدون الخير لهذا الشعب بل يريدون ضرب البنية الشخصية والاجتماعية للشعب الصحراوي، أدعو كل من له غيرة على أبناء وطنه إلى المطالبة بإعادة النظرفي  هذا المهرجان وبالتالي إلغائه بصفة نهائية غير مأسوف علية، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ شبابنا وسائر شباب المسلمين،وأن يرنا  الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه  وما توفيقي إلا بالله وآخر دعوانا أن الحمدالله رب العالمين.