اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لما نحن مشدوهين دائما؟

كتب بواسطة : futurosahara on 31‏/05‏/2012 | الخميس, مايو 31, 2012


بشاري احمد عبد الرحمن
 أينما نمضي و أينما ننظر نجد كل الصحراويين من أعلى هرم المسوؤلية إلى من لا مسوؤلية له أو عليه متسمرا تحت قنوات الأخبار أو بجانب المذياع ينتظر الفرج ليس لقضيته لأنهم قضوا عليها بل ليرى أو يسمع الإرتدادات القادمة تارة من الجوار و تارة من وراء البحار، فبالأمس حبس هذا الصحراوي أنفاسه في إنتظار من سيفوز في الإنتخابات الإسبانية ليتشفى في الإشتراكيين مع علمه بان اليمين لايأتي بخير ثم تبدأ عملية حبس الأنفاس مع الإنتخابات المغربية مع علمه بشيطنة الفائز و المهزوم  ، ثم يكرر نفس العملية مع إنتخابات تونس و في هذه الحالة أصبح لديه إدمان على حبس الأنفاس ، بعد ذلك تتوالى الأحداث في ليبيا يحبس أنفاسه وفي مالي يحبس أنفاسه و في موريتان يحبس أنفاسه و تشتد عليه نفس الحالة في إنتخابات فرنسا و تزداد الحالة في إنتخابات الجزائر وهكذا اصبح الصحراوي كالطبيب الذي يعيش الحالة النفسية لمرضاه دون أ يجد حلا لحالتهم و لا لحالته يجد حلا   . 
وبعد كل هذا الإنقباض و التشنج و السهر و الضغط النفسي يعود هذا المواطن لحالته كما عادت ماجدة لطاولتها لا شئ معها إلا كلمات ، إلا أن الفرق بين الكلمات شاسع لأن كلماتنا التي سمعناها كانت رفض لروس و جَرَّتِهِ بما  وسعت.
و أقواس مزروقي تونس و كل تصريحات المسوؤلين الصحراويين التي في  أحسن 
 الأحوال تدفع بهذا المواطن البسيط إلى أقصر طرق غرف الإنعاش .
فقد قال وزير الخارجية ردا على تحركات دول المغرب العربي أن قيامه غير ذي جدوى و هنا يجب أن أفتح قوس ربما يشبه قوس المزروقي لكن هذه المرة لوزارة خارجيتنا لأقول، هل وجودها له جدوى ؟ و كم قضى دبلوماسيينا دون جدوى بين السماء و الأرض ؟  و كم إستنزفت هذه الوزارة من موارد الدولة دون  جدوى ؟  و كم إبتلعت مثل بئر لا قاع لها من الملايير دون فائدة تذكر ؟ و كم لديها من مغارات علي بابا في إسبانيا خصوصا و الخارج عموما بلا حسيب و لا رقيب ؟ و كم من مدرسة كانت ستبنى بتلك الميزانية و كم من طريق سيعبد و كم  من مشروع  إستثماري  لو خُصص فقط خُمس ميزانبة الوزارة لها ؟
هنا أيضا من حقي أن أقول أن وجود القائمين على الوزارة غير ذي جدوى  ففي عهدهم كل الأموال بُذِرتْ و لا إعترافات حصلت و لا رهائن أُطلِقت.
و أعود لطاولتي لا شئ معي إلا مفاوضات  ، مفاوضات ليست كالمفاوضات فهي غير رسمية ، غير مباشرة  ، غير ملزمة و بالتالي غير جدية ، فهي غير مجدية وبالتالي أصبحنا نحن الصحراويين نتدافع كقطيع غنم من طاولة مفاوضات إلى أخرى و من وسيط إلى آخر كما أصبحنا كلعبة في يد الأمم المتحدة تتسلى بنا لبعض الوقت ، فنفاوض حتى تبلى أوراق التفاوض فتضرب أحد المفاوضين بأحد الوسطاء فيرفضه فتأتي بوسيط آخر و طاولة جديدة و نقطة صفر جديدة و مفاوضات جديدة .
و نعود لطاولتنا لا شئ  معنا إلا كلمات ليست كالكلمات من قبيل وسيط محنك له خبرة له وزن ولكن  أيضا من قبيل وسيط منحاز و غير نزيه و يميل لأطروحات الطرف الآخر .
فإلى متى و نحن مشدوهين للخارج و مهتمين برائ الآخر فينا  ؟
إلى متى و أنظارنا إلى الخارج ؟ 
متى سنقرر ماذا نريد ؟ و بأي طريقة نريد ؟
إلى  متى و العالم يتلاعب بمصيرنا ؟ 
بعد هذا الفشل الذريع في مسلسل التفاوض يجب أن نعود لطاولتنا و معنا حرية إرادتنا في تقرير مصيرنا في إستقلالنا عن هذا الوباء عن هذا الظلام عن هذا الطاعون .
    يجب  أن نعقد إجتماعا نقرر فيه إستراتيجيتنا لخمس أو عشر سنوات القادمة
 ، يجب أن نضع نقطة نهاية لهذه الماسأة ، يجب يجب أن نقرر و ننفذ دون إملاءات و لا شروط ، يجب أن نسترجع ثورتنا التي ضاعت في دروب و متاهات التفاوض .
يجب أن نبني ونشيد ونعمر على الجزء الذي نملكه من الأرض و نحارب من أجل الجزء المحتل ، فالعدو جبان مهما كان و الظالم خواف مهما أظهر من شجاعة  ، فمصيرنا نحن نملكه و نحن من يقرره كيف يكون .
إننا بحاجة إلى إستراتيجية جديدة تماما و مختلفة تماما عما هو موجود أساسها البناء و الزحف  ، بناء الفرد و المؤسسة و الدولة و الجيش على أسس وطنية سليمة وقوية ترهب الأعداء و الأصدقاء .
فنحن لهذا الوطن و هذا الوطن لنا، فبه و له نكون أو لا نكون .