اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

عندما يرقص الجرحى على ترانيم الفرقة!!

كتب بواسطة : futurosahara on 08‏/07‏/2012 | الأحد, يوليو 08, 2012


ليس هذا عنوان اوبيرا هدية للشعب الجزائري في ذكرى  استقلاله الخمسين  و لا هو ديوان شاعر بلاط  ينتظر الفرج كي يطبع على نفقة الدولة الفتية. بل  هي تراجيديا واقعية ومأساة حقيقية عاشها بعض الجرحى الصحراويين الذين يشاركون الآن في أطوار الجامعة الصيفية لأطر الجبهة بمدينة بومرداس الجزائرية . إنها أوراق مسربة من جحيم الإهانة التي تعرضوا لها  أثناء سفرهم للمشاركة , وهي أناة وشكوى نقلوها للمستقبل الصحراوي كي تكشف المستور الذي يراد رميه لأسماك البحر الأبيض المتوسط. و هاكم الحادثة بكل تفاصيلها :
مجموعة من الإطارات العسكرية معينة بصفة رسمية للمشاركة في برنامج الجامعة الصيفية بولاية بومرداس الجزائرية – تتكون من 17 إطارا عسكريا من ضمنها مدير مدرسة الشهيد عمي للأطر العسكرية،  2 نواب سابقين خريجي أكاديميات عسكرية و 4 جرحى.
هذه المجموعة لم تتمكن من الذهاب في الرحلات التي خصصت لبرنامج الجامعة الصيفية يوم الأحد 01-07-2012 وهذا نتيجة لضعف التنظيم، وبعدها تم التنسيق مع مكتب التنسيق الصحراوي بتندوف للحجز لهم في الرحلة الموالية يوم الاثنين الموافق ل 02-07-2012 وتم إعطاء ميعاد للمجموعة بإجبارية الحضور إلى المطار على الساعة الثانية و النصف صباحا تفاديا للتأخير، جاء الجميع في الميعاد المحدد و على الساعة الثالثة والنصف جاء المكلف بالمكتب و معه صاحب المطار و حسب المعلومات بان المسؤول عن المكتب أعطى تعليمات رسمية بأن الرحلة مخصصة لمجموعة الإطارات العسكرية المتبقية عن الجامعة الصيفية.
وبعد أن علم المسافرون وهم وفد من ولاية العيون متوجه للمشاركة في التوأمة مع بلدية الجزائر الوسطى و فرقة مسرحية تابعة لوزارة الثقافة أن لا أماكن لهم على متن الرحلة بسبب أن الأولوية هي للإطارات العسكرية، قام منسق فرقة المسرح بالاتصال بوزيرة الثقافة السيدة خديجة حمدي على الساعة الرابعة فجرا و قال لها بأن الفرقة المتكونة من13 شخصا لم تتمكن من الذهاب في تلك الرحلة لأنها خصصت لمجموعة من الإطارات العسكرية المتبقية عن برنامج الجامعة الصيفية، فقالت له أعطي الهاتف للصحراوي المكلف بالمطار فأعطاه إياه، فقال له المكلف بالمطار "هذا شنهو" فقال له إستمع فسلمت عليه .. ولم نتمكن مما قالته له و لكن رد عليها : لا يمكن لان هذه الرحلة خصصت لتلك المجموعة، فقالت له أعطيني "ع" ضابط صف جزائري مكلف بالصحراويين المسافرين، فرد عليها : كان هناك حسب ردوده،..أظنها ألحت عليه لإيجاده لأنه كان يكرر : هذا ما هو هون. هذا "ماريتو". كان هناك منذ لحظة أظنه دخل، فأعطى الهاتف لمنسقها فذهب يبحث  مسرعا عن المدعو "ع" و بعد ذهابه بدأ منسق مجموعة الجامعة بمنادات لائحته وبعد أن دخل الأول منهم، قَدِمَ ضابط الصف الجزائري "ع" و الهاتف على أذنه وقال : توقفوا هذه الوزيرة "السيدة الأولى"  و أضاف : تراجعوا انتم "يقصد مجموعة الإطارات العسكرية" ، يجب أن تدخل الفرقة التابعة للوزيرة فقط ، فقال احد الشبان كان واقفا بالجانب يستمع " هذا غير عادل و لا يمكن لفرقة موسيقية الذهاب في مكان مجموعة من المقاتلين والجرحى لكن كلامه لم يلفت انتباه احد منهم.
و قد بدا من الواضح أن معالي الوزيرة أصبحت مكلفة بالتنسيق مع مطاري تندوف المدني و العسكري حيث يمكنها الحجز لك في الطائرة العسكرية بمكالمة هاتفية و في الطائرة المدنية بمكالمة هاتفية و رسالة قصيرة و بدون حتى تذكرة سفر.
و قد علق بعضهم بأنهم إذا طلبوا منها أن تساعدهم على الالتحاق بالجامعة في اليوم الموالي الثلاثاء 03-07-2012 سترد قائلة بان اليوم الموالي تم الحجز لفرقة فلكلورية.
وسوف لن تتفاجأ أيضاً عند ما نقول لها  نحن نحمل معنا ملابس تقليدية و نتعهد لك بتقديم رقصات تقليدية على هامش برنامج الجامعة لصالح وزارتكم الموقرة، حيث سترد بأعصاب باردة ماذا سيقدمون الجرحى الأربعة الذين لا يمكنهم الرقص فنرد عليها : سيقومون بالتطبيل، وترد مادمتم ستساهمون لصالح الوزارة سنحجز لكم يوم الأربعاء و قد حدث ذلك بمحض الصدفة ، حيث تم الحجز فعلا  و تم استقبالهم و كانوا أول من دخل حتى قبل الجزائريين.
و  على طول الرحلة كل الإخوان يلتفت بعضهم على بعض و يقولون  هل الوزيرة ستُهاتف أحدهم و يأمرنا بالرجوع؟، حتى وصلوا إلى مطار بوفاريك الجزائري و أثناء انتظارهم للحافلة  قال احدهم يمكن أن تكون الوزيرة قد هاتفت سائق الحافلة و وجهته لنقل الفرقة الموسيقية المشاركة في توأمة العيون و الجزائر الوسطى لان لديهم الاسبقية علينا.
تجدر الإشارة إلى أن اثنين من الإطارات العسكرية رفضوا الذهاب بسبب هذه التصرفات المشينة لوزيرة الثقافة.
وبعد هذه الحادثة تم الاتصال ببعض أفراد المجموعة للتكتم على هذه القصة الواقعية و كانت على مرأى و مسمع جميع المتواجدين بمطار تندوف.
بقلم : احد أفراد المجموعة العسكرية.
رأي المستقبل الصحراوي : لقد نقلنا تفاصيل الرسالة كما وصلتنا من المصدر دون تحريف او إدخال تغيرات سوى حفظ أسم الضابط الجزائري .
 لنترك الحكم للقاري في الأخير على هذه الحادثة التي حدثت في زمن اعتزلت فيه ليلى الطرابلسي السياسة وانشغلت فيه سوزان مبارك بحالة زوجها المسجون، وقدمت فيه زوجة الرئيس المصري محمد مرسي مثالا في التواضع بعد ان تعهدت بعدم التدخل في الشؤون السياسية المصرية ، بينما لازالت السيدة الأولى في الدولة الصحراوية تعيش على أحلام اليقظة على حساب الأبرياء في مخيمات اللاجئين دون إعطاء أهمية لسمعة مؤسسات الدولة الصحراوية بما فيها المؤسسة العسكرية التي تحظى بتقدير واحترام الجميع.