اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الأحداث تتسارع في الرابوني

كتب بواسطة : futurosahara on 12‏/07‏/2012 | الخميس, يوليو 12, 2012


محمود بابيت
يتخبط نظامنا السياسي في ترقيعاته الغير محسوبة، عبر معترك لن يحسمه بطرقه العتيقة المستمدة من إرتجاله الذي لا رقيب و لا حسيب له في كل الهيئات ؛أمام إنسداد الأبواب و النوافذ في وجه المتغيرات التي يدفعها الربيع العربي نحو التغيير الجذري و الذي فجره مخيم أكديم إزيك.
فإستقالة أو بالأحرى أنسحاب وزير التعاون في ظروف يسودها الكثير من التكتم من منصبه و قد ترك مكانه شاغرا .يكون قد فتح المجال للكثير من التأويلات و القراءات التي تعالج " الطابوهات " التي حرمها نظامنا على مريديه من أصحاب المناصب بعد أحداث 1988 ، والذين يدورون في نفس الحلقة من وزراء ، أمناء عامون ، مدراء وطنيون ، أتباع المهام ، المنتظرين من أطر عسكريين و مدنيين ، دبلوماسيين . فهم مقيدون بطاعة القائد، لا يبدعون بسبب غياب القدوة الحسنة المتمثلة في زعيم يبدع و لا يشغل حيز العمل بخطوطه الحمراء المرسومة في مؤتمره الأخير رقم 13 .
فكانت أول الكوارث المترتبة عن هذه الإستقالة النادرة أن قام معالي وزير الإعلام بطرد الصحفيين :
- أسلامة الناجم رئيس هيئة تحرير الأخبار بالإذاعة الوطنية.
- البشير محمد لحسن رئيس قسم البرمجة ومقدم النشرة الإخبارية.
لأنهما ببساطة عبرا عن رأيهما في أمر الإستقالة و الذي قد قضى و مضى في مجلة صحراوية حرة في غياب صحافة وطنية حرة يعبر فيها الصحراوي عن رآيه بعيدا عن ضغوطات المحتل الغازي.
و لأن حرية التعبير ملجمة بقداسة القائد، فهي ممنوعة من الصرف في قاموسنا " الإستثنائي " في خيم منفانا الذي يدخل عامه الأربعيني؛ مكممين ، مكتفين بالشعارات و الإستثنائيات التي لا تقرّب الإستقلال و لا تثني أهل الفساد المتفشي في نظامنا حتى النخاع .
فسياسة الطرد التعسفي ليست وليدة اليوم. فكم من الأطر النظيفة الشريفة و التي قدمت الغالي و النفيس من أجل أهداف هذا الشعب النبيل و المتمثلة في الاستقلال و الحرية قد طردت لأنها ترفض الإنصياع لرغبات شخصية، براغماتية،تخدم مصالح آنية؛ قاصر من يخدمها و هزيل من يساعده على تنفيذها في مؤسسات الدولة المنشودة.
و لما طفح في الوزارتين " التعاون و الإعلام " الخلل البيّن و الذي لا تسلم منه باقي الوزارات و المؤسسات ؛ سارع النظام الى الترقيع بأدوات بالية على موضع بال بخيوط متآكلة لن تزيد الأحداث إلا سخونة بالأساليب التصعيدية التي لا زالت حيثياتها و نتائجها من الضحايا، حبيسة التكتم و الجحدان؛ يتوارى ثيرانها وراء غبار صراعنا مع الغزو المحتل فيما يخص موضوع حقوق الأنسان.
فهل مثلا " حركية " وزارة الدفاع ستعطي لوزارة التعاون الإستقلالية و الشفافية في الوردات و حسابات المشاريع الهلامية؛ أم ستعطي للزملين الصحفيين ومن ينهج نهجهما إنصافا و حقا . و الكل يرى مصائر القضاة المضربين عن العمل كيف تحول مصيرهم المهني إلى شطرنج من وزير إلى وزير؟
أم أن أسلوب القرصنة في " أسمائم " الصيف زوالا سيكون الفيصل الحاكم في دوائر و مخيمات صبر أهلها صبر أيوب عليه السلام على تقلبات دهر " الحمادة " من موت " الغليان " في الحرب ضد الإحتلال إلى زمن الترديء الذي يقوده مشروع السلام إلى حيث ندري و لا ندري بعقول و أيادي كنا إلى وقت قريب نحسبها على الوطن و المواطن ساهرة.فتحولت للأسف الى صفة " الضارة" بكل المعايير.