اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

ساسة بلا سياسة

كتب بواسطة : futurosahara on 07‏/07‏/2012 | السبت, يوليو 07, 2012


بشاري احمد عبد الرحمن
كم تروقني الومضة الإشهارية حول مشاكل الشعر التي تقول فيها الممثلة التركية لميس أن مشاكل اليوم ما بدها حلول البارح ، و في تلك اللحظة يخطفي خاطري و يجول بي حالنا و أحوالنا و يريني كم هذه الومضة معبرة بشدة عن واقعنا ، واقع أصبح السياسي فيه يتخبط كمن مسه الجن و ارداه أرضا. 
فالساسة بلا سياسة حينما نرى وزيرا للدفاع شاخ في منصبه و يهدد بالعودة إلى الحرب في حين أن الجرحى يُرمون أشلاء في أماكن لا تحفظ كرامتهم وجنود أصبحوا يخجلون من قول كلمة أنا مقاتل لأنهم يرون و يعيشون الإهمال و التهميش حتى صاروا و الإهمال و التهميش رفقاء درب و عُزلوا في زاوية النسيان عن سبق إصرار و ترصد ، فبأي وسيلة يريد شيخ الدفاع خوض حربه ؟ و هل أعدّ لها جيدا ؟ و كم من طائرة حربية إشترت وزارته ؟ اللهم إلا إذا كان أو بالأحرى من الممكن أنه في مثل حالته يُخَيَّل إليه أن نوق النواحي أصبحت طائرات و قاذفات صواريخ بعيدة المدى و أنه إستثمر في العشريتين الرماديتين السابقتين كل الإمكانيات المادية و المالية و البشرية ما يشكل به جيش محترف قادرعلى إيصال الخوف إلى الداخل المغربي و إيقاف نزيف الثروات و حماية حدود البلاد الجوية والأرضية و البحرية ، و على ذكر البحار فبالتاكيد الوزير يكون قد أشرف على عدة دفعات من البحرية .. 
وساستنا أيضا بلا سياسة حينما نرى وزير الإعلام يتقرب من قادته بالتضحية بأحسن كوادره و يستبعدهم ظلما و عدوانا ، فما بال وزيرهم هل خر من جرف هاو أم هي السياسة ومشتقاتها من سيّس اسياده و وسوس له شيطانه بلعبة شيطانية و أيضا سوسة أراد ن يزرعها في وزارته 
أم لعله وسواس أصابه في رأسه فساسه بين أقرانه من الوزراء . 
كما أن ساستنا بلا سياسة حينما نرى وزير الداخلية عاجز عن تمكين أحد موظفيه في منصبه في القنصلية الصحراوية بالجزائر لأنه لا يملك سلطة التحكم في حيتان السفارة و قروشها خاصة و أن موسم الصيف هو موسم تزاوج بين هذه الحيوانات المفترسة ، أم أن للوزير يدا فيما يحدث؟. 
لدينا أيضا ساسة بلا سياسة حينما نرى ونسمع عن رواسب و آثار حجرية إلتصقت بالسفارة في الجزائر و هي أبعد ما تكون عن السلك الدبلوماسي وعن اللياقة و كلهم يحسب أن هذا المبنى العتيد هو إرث و ملك لعائلته 
يعلفون ليل نهار يأكلون الغلة و يسبون الملة ، كل هذا يحدث على مراءا و مسمع كل السياسين من الرئيس إلى وزير الخارجية إلى السفير . 
نحن أيضا نملك ساسة بلا سياسة عندما نرى ضعف شديد في الرؤية الإستراتيجبة لمستقبل قضيتنا الوطنية و هذه الضبابية القوية المحيطة بمسلسل الف ليلة و ليلة التفاوضي ، فلربما وصل ساستنا إلى ليلتهم الأخيرة و لم يعد لديهم سبب أوعذر لإطالة هذه المهزلة و المسرحية الرديئة التي جرجرهم إليها المحتل "المختل" المغربي ، و غابت في غابة النسيان مصطلحات التقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب الإعتراف بالعضوية للجمهورية العربية الصحراوية ، كما غابت ضرورة إنسحاب الإدارة و المستوطنون المغاربة من الأراضي المحتلة ، و غابت أيضا رفع دعوى قضائية لمحكمة العدل الدولية ضد المملكة المغربية للنهب المستمر في البر و البحر للثروات الطبيعية الصحراوية ، أم أن الرهان على حقوق الإنسان لوحده سيجدي نفعا؟. 
بعد كل هذا يمكننا القول ان لدينا بدل ساسة شاشة يستعرض فيها الغير أراءه و أفكاره العاكسة دون أن يحق لنا و لو إنتقاد ما يجري على هذه الشاشة ، و ربما أيضا أصيبت كلمة ساسة عندنا منذ السبعينات بإنتكاسة و أي إنتكاسة.