اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

التلفزة الصحراوية لازال بالإمكان تحقيق أفضل مما هو موجود الآن

كتب بواسطة : futurosahara on 17‏/07‏/2012 | الثلاثاء, يوليو 17, 2012

قبل ان يغطف القائمين على التلفزة الصحراوية ثمرة شهادة يتيمة لمحلل مغربي مغمور ويتقربون بها زلفى الى رمز المشروع الوطني والزعيم الثوري الأوحد ثمنا لرعايته السامية لهذا الصرح الاعلامي الجديد، في تجاهل تام لاصحاب الفضل الكبير في ماحققته التلفزة الوطنية في الساحة الاعلامية من صحفيين وتقنيين يعملون ليل نهار وفي صمت تام وبعيدا عن الاضواء من اجل القضية الوطنية، دون ان يأخذو اي مكافأة مقابل ذلك من قبيل مصاريف الجيب وتذاكر السفر على حساب الخزينة العمومية.
دعونا نسأل انفسنا بكل موضوعية هل حقا اضحت التلفزة الصحراوية شوكة في حلق اعداء الوطن . وهل تنافس راصد تي في كما يحبذ مالكيها الحصريين هذه التسمية كبريات قنوات العدو المغربي العتيدة . ثم أي مقياس يحقق لوسيلة الإعلام التفوق نسبة المشاهدين والمتابعين أم جودة المادة المقدمة للمشاهد وقربها من همومه ونقل يومياته.
 ثمة مسلمة بديهية وهو اننا أهل قضية عادلة يحملها الصغير قبل الكبير وتتوارثها الاجيال راغبة في الذود عنها بكل ماتملك وزاهدة في كل مامن شأنه الوقوف في وجهها حتى ولو كان عسل مغموس في سم الإغراءات التي يقدمها المحتل المغربي لمايسميه الإهتمام بأقاليمه الجنوبية عن طريق فتح قناة تلفزيونية تأخذ من ثقافة المجتمع الصحراوي غطاء لطمس هوية الصحراويين وأنى لها ان تنجح وهي الباطل بعينيه يمشي بين ظهرانينا.
 لذا فشلت قناة العيون وستفشل كل قنوات المغرب مجتمعة في طمس هوية الشعب الصحراوي والمخزن يدرك ذلك لذا يصر على تكرار المحاولة عسى ان يثبط عزائم الشعب ولكن هيهات...هيهات.
...
جوهر القضية هنا لايتعلق بفشل او نجاح سياسات العدو المغربي بل تتلخص في هل حقا نجحت التلفزة الصحراوية في تحقيق كل المراد منها داخليا وخارجيا أم انها تدثرت بلباس عدالة القضية كي تحقق النجاح دون ان تصل أحلام وآمال كل الصحراويين وليس رهانات القيادة.
ثلاث سنوات تكون قد مرت منذ إنطلاق البث الرسمي للتلفزة الصحراوية ومع ذلك لايزال مالكيها الحصريين يغردون خارج سرب القضية هاكم مثال : لولا لطف الله وصبر المناضلين لحوُّلت التلفزة الصحراوية مدننا المحتلة لساحة صراعات ومناكفات بدل ساحة وحدة وتراص الصفوف، حدث ذلك اثناء ذكرى إندلاع الكفاح المسلح الحالية 20-05-2012 حينما أضافت الزيت لنار الأحداث التي دارت بين طلبة صحراويين في الموقع الجامعي الرباط وكادت تغطيتها للحدث ان تكون "ناقة البسوس" لولا ان الطلبة الصحراويين مجتمعين ادركوا ان العدو المغربي يتربص بهم في كل زقاق لكي ينشر بينهم العداوة والبغضاء.
 مثلا آخر لتغريد "الراصد تي في" خارج سرب القضية ربما تناسته ذاكرتكم الضعيفة فحين كان الشعب يذرف انهار دموع على رحيل احد مؤسسي الجبهة الشعبية المرحوم المحفوظ اعلي بيبا كان القائمون على التلفزة الوطنية يستمتعون ببث مقابلات كأس العالم فهل تذكرتم الحدث ؟
 هاكم سر آخر يعرفه القائمين على التلفزة الصحراوية وهو انه ثمة اوساط حقوقية فاعلة اعلنت عدم تجاوبها مع التلفزة الصحراوية وإختارت ان تنشط بعيدا عن وصاية أحد.
 الآن ندخل لب القضية فالحكم على أي وسيلة إعلامية يجب ان ينصب على ماتقدمه للمشاهد من مادة تريدها نافعة وجاذبة له ومن ثمة تحقيق نسبة متابعة كبيرة تحتل بها أي قناة الصدارة بين مثيلاتها في سوق البث الفضائي المتسارع.
 هنا هاكم جولة سريعة في بعض اهم برامج التلفزة الصحراوية التي تقدمها خدمة للمشاهد الصحراوي.
-
سياسيا :
تقدم التلفزة الصحراوية برامج سياسية حوارية او هكذا يسوّق ملاكها لذالك .يتقدمها برنامج "الحدث " وهو تقديم وإخراج وإضاءة وتصميم ديكور وحتى ألبسة السيد المقدم ومع ذالك لايقدم البرنامج للمشاهد أي فائدة تذكر مجرد ضيوف يختارون وفقا لأجل عيون الرئيس.
 يمشي الوفد المفاوض ويعود ثم تعود الحلقة بنفس اسلوب تعميم نتائج المفاوضات التي توزعها امانة الفروع دعك من لغة التحاور الكبيرة جدا على مستوى اغلب المشاهدين بعربية كنعانية بائدة لايعرف مصطلحاتها الا المقدم الهمام الذي يربك الضيف المندهش بفعل قوة الإضاءة ورهابة المكان.
 برنامج آخر يقدم على انه برنامج حواري لكن يختلف عن الاول بحضور اكثر من ضيف "قضايا" برنامج تسبق إطلالة مقدمه الحزينة حضور الضيوف المكبلين بنوع من اسئلة المؤتمرات الشعبية الاساسية وليس حصة تلفزية تحاول سبر أغوار الضيف لتقديم مافي جعبته للمشاهد الكريم.
 -
ثقافيا :
يسوق القائمين على التفزة الصحراوية للمشاهد الكريم ولسياسي المتابع برامج ثقافية لاتقدم فائدة تذكر للمشاهد وتغرق في خيال الرسائل السياسية بدل إثراء ذاكرته بموروثه الثقافي الذي لاينضب وهاكم امثلة من البرامج الثقافية المقدمة في التلفزة الصحراوية :
برنامج "في رحاب الثقافة والادب الشعبي " هنا تتزاوج التلفزة الصحراوية والإذاعة الوطنية في حالة زواج فريدة لساعات كي تنقلان البرنامج الذي شاخ ففاحت رائحة فشله التي يحاول النظام غض الطرف عنها.
 لقد تحول برنامج في رحاب الثقافة والادب الشعبي في السنوات الاخيرة الى جسد بلا روح يتنفس بواسطة الرسالة السياسية التعبوية التي يلقيها مقدمه قبل ان يفتح المجال لإبداع الشعراء العشرين او العشرة الحضور مايحول الامر الى ضحك على الذقون ومقهى ثقافي بدوي بإمتياز لكن يحظى البرنامج بنسبة مشاهدة كبيرة نتيجة لقربه من الناس بلهجة عامية بسيطة وحين يحضر الشعر تغيب هموم السياسة.
 من تحت عباءة البرنامج العجوز خرج برنامج "شعراء التواصل "لكن بنفس خطى البرنامج الأب مايعني ان الجديد لن يكون قريبا.
 هذه اهم برامج التلفزة الصحراوية التي حققت بها النجاح في عيون الآخرين . وتلك هي قرابين التتويج التي سيزفها القائمين للقيادة كي يشرب الجميع نخب إنكسار العدو.
 لكن لحقيقة الواقع وجه آخر يراد تناسيه مع ان التلفزة الصحراوية – إنتبهو دائما انها مرفقة بكلمة الصحراوية وليس الوطنية- باتت الآن محط الكثير من الكفاءات الشبابية الصحراوية التي يصطدم طموحها في صنع التميز بإرادة القائمين على هذه المؤسسة، وفي حال إعطاء الفرصة للكفاءات الشابة بعيدا عن وصاية المالك الحصري للتلفزة الوطنية يمكن للقناة ان تكسب المشاهد الصحراوي وتحوز على رضاه قبل رضى وسائل الاعلام المغربية التي قد تكون لها حسابات خفية في امتداح وسائل الاعلام الوطنية ربما رغبة في إبقائها على مستواها الحالي وهو المستوى الذي لازال بعيدا عن آمال وطموحات الشعب الصحراوي الذي يعول على تلفزيونه الوطنية في تعويضه عن غياب وسائل الاعلام الدولية في ظل الحصار الاعلامي المغربي.
ومادامت التلفزة الصحراوية هبة من السلطان لبعض اتباعه فانها ليست بحاجة لعقد ندوات فكرية لتقييم التجربة وفي غنى تام عن تحديد مكانته في عيون المشاهد-المواطن بواسطة سبر للآراء فيما يقدمه الصرح العمومي قصد تحقيق إستراتيجيات العمل المستقبلية وتسطير أهداف واضحة لتحقيق القفزة المطلوبة.
 حتى مع كل هذا فإن للتلفزة الصحراوية ماتفعله إذا صدقت النوايا وكبرت همم الرجال وتوسعت افاقهم الضيقة . لان الطريق طويل ولازال بالإمكان افضل مما هو موجود الآن.