اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الدولة التي نريد

كتب بواسطة : futurosahara on 31‏/07‏/2012 | الثلاثاء, يوليو 31, 2012

الكوري سيداتي
سأبدأ حديثي هنا بمقطع جاء في إحدى كلمات رئيس الجمهورية حفظته عن ظهر قلب من كثرة تكراره على أمواج الإذاعة الوطنية مشكورة، التي دائما ما تذكرنا من خلال هذا المقطع بأننا غافلون عن شؤون دولتنا لعلى الذكرى تنفع المؤمنين الصحراويين 
يقول رئيس الجمهورية 
إذا كانت الجمهورية الصحراوية اليوم حقيقة وطنية جهوية ودولية لا رجعة فيها تؤمن بضرورة استتباب السلام على أساس احترام مبادئ وقرارات الشرعية الدولية , فإن الدولة الصحراوية المستقلة التي نعمل على بنائها نرديها دولة حق وقانون تكرس مثل الديمقراطية والمساواة بين المرأة والرجل وإحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية ستكون دولة التسامح والتعايش بين الأديان والحضارات ترفض الإرهاب وترفض الدكتاتورية وتطمح الى بناء علاقات تعاون مع جميع دول المنطقة والعالم. 
كلام جميل جدا من أروع خطابات رئيس الجمهورية رغم ورود كلمتي الجمهورية والدولة في نفس الفقرة، ليس هذا بيت القصيد إنما أردت الحديث عن مسألة مهمة ألح عليها هذا الخطاب ووضعها من أسس وركائز بناء الدولة الصحراوية وهي احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وهذه الحريات تعني حرية التعبير والتنقل وإنشاءالجمعيات وغيرها , ويشكل هذا الثالوث انشغال العالم بأسره وخاصة منظمات حقوق الإنسان التي تراقب مدى احترام الحكومات لهذه الحقوق الإنسانية. 
هذه الحريات عندنا مكفولة في الدستور لكل مواطن صحراوي موظفا كان أو عاطل عن العمل ذكرا أو أنثى، وتقود ممثلتنا الجبهة الشعبية حربا مضنية في أروقة الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى ضد الاحتلال المغربي الذي ينتهك حق الصحراويين في الأرض المحتلة في التعبير عن أرائهم السياسية ويمنعهم من تكوين الجمعيات وتنظيم التجمعات السلمية المطالبة بحقوقهم. 
لكنها في مخيمات اللاجئين الصحراويين تشن حربا خفية على كل الأصوات والأقلام الحرة التي تنتقد سوء تسيير الشأن العام والفساد المستشري في مفاصل مؤسسات الدولة، هذه الحرب تتخذ أشكالا عدة فتارة يوصف أصحابها بالخونة وخدام مصالح الاحتلال وتارة أخرى بالطرد والفصل عن العمل وتشويه صورة نضالهم داخل الرأي العام الوطني مما باتت معه كلمات الخطاب مجرد ذر للرماد في العيون، أم أن الخطاب  كان يقصد الدولة الصحراوية المستقلة ويستثني دولة المنفى ؟.
في دولة المنفى سيدي الرئيس أحاطت بك بطانة فاسدة لا تريك إلا ما ترى ولا تهديك سبيل الرشاد, تتمادى في زخرفة الواقع المر الذي نقاسيه في اللجوء مادامت مستفيدة منه هي وعائلاتها , فيما يكتوي بسطاء الشعب بنار البعد عن الوطن وعوز الحال ويصارعون موت بطيئا على ارض لحمادة التي أكلت شبابهم وأحلامهم وطموحاتهم ودفنت فيها رفاة أعزائهم إلي الأبد.
سيدي الرئيس الدولة اليوم يديرها فريق أصبح عاجزا وفاشلا وغير قادر على إيصال الصحراويين لأهدافهم في الحرية والاستقلال فبعد ان ثبتهم الله على مقاعدهم وشاخوا فيها , ابتكروا طريقة جديدة يرون هم فيها تداولا على السلطة من غير ان تمس مقاعدهم , وتعتبر دولة منفانا استثناءا فيها حتى أصبحت كيف "المغزل" تكبر وهي واقفة أو متوقفة أو مشلولة إن صح هذا التعبير.
الطريقة الحكومية الصحراوية يمكن ان نسميها تحويل البشر وظيفيا بعد تحويل المال العام إلي حسابات شخصية, فبنزوة وزير أو مدير  يصبح الإنسان موظفا ويمسي عاطلا ويتحول السائق إلي صحفي، والإداري إلي مستشار وزير، والمفكوع إلي مدير أو سفير، والعسكري إلي مدني، والامدادي إلي مدير مؤسسة صحية وهكذا يحولوننا كيف ومتى ما يشاءون يريدوننا أن نتجرد من ذواتنا وإنسانيتنا وان نصبح كالأنعام أو أضل سبيلا لا نتكلم ولا ننتقد فقط علينا السير وفق إرادة الحاكم حتى وان كان جائر. 
سيدي الرئيس سوف لن نصل لمبتغانا في دولة مستقلة كما وصفتها في خطابك بهكذا ممارسات يرتكبها مسؤولون كبار دون حسيب و لا رقيب، ولا يمكن أن نطور من أداء مؤسساتنا في ظل تعسف القائمين عليها وانفرادهم بالقرار وتوزيع الامتيازات على غير مستحقيها واستغلال الإمكانيات العامة لأغراض شخصية تخدم مصلحة المسؤول الأول ومن يحيطون به.
سيدي الرئيس إن دولة لم تحترم حقوق مواطنيها الأساسية سوف تكون عاجزة عن بناء علاقات من دول العالم الأخر , عليك تدارك الأمر فما زال بإمكاننا أن نصلح مؤسساتنا فقط إذا توفرت إرادة حقيقة في ذلك , الم تسمع لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "أن اعزل كل يوم واليا أفضل عندي من أن اترك ظالما ولو لساعة" ما أعظمك رضي الله عنك وأهدى قومنا إلى إتباع عدلك وايجابياتك في التعامل مع الأحداث وإدارة شؤون الدولة.