اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لالة البكاي سامحينا نتكلم فقط و لا نحرك ساكنا !!

كتب بواسطة : futurosahara on 01‏/08‏/2012 | الأربعاء, أغسطس 01, 2012


أحمد سالم طالب صحراوي 
 ليس حادثا عابرا ما جرى إثر وفاة المواطنة الصحراوية لالة البكاي على يد سيارة للإحتلال المغربي ، حتى يتم تجاوزه و نسيانه فالدم ما زال على الإسفلت و اللحم الصحراوي ما زال على الحجارة و أغصان الأشجار ، و في سيارة الأجرة و سيارة الإحتلال التي ما زالت تتصاعد منها رائحة الدم الصحراوي .
العبث بحياة الصحراويين بالمناطق المحتلة يبلغ حد الإستهتار و الإستهانة و المغامرة و اللاًُ معقول ، سيارة أجرة كان في جوفها إمرأة صحراوية مسنة و شاب صحراوي كانوا في سبيلهم للتوجه إلى أعمالهم ، فحصدهم موت دون أن يعرفوا لماذا و من حكم عليهم به و ما ذنبهم في أنهم مواطنين صحراويين بسطاء يسعون إلى رزق أسرهم ، و يكدون لرغيف الخبز بشرف ، الحادث لا يجب أن يمر دون إدانته و وصم من إقترفوا هكذا جريمة بشعة و فضح قبح تفكيرهم و خطابهم .
هي الشهيدة الخالدة لالة البكاي مواطنة صحراوية بريئة ، إغتالتها أيادي الغدر الجبانة التي تتطاول على شبابنا و أولادنا و شيوخنا و مرضانا ، إغتالتها بطريقة بشعة تقشعر لها الأبدان ، دهستها ألية لقوات القمع المخزنية الجبانة التي لا تعرف الرحمة حتى على المسنين و هي في سيارة أجرة ، هي شهيدة تضاف إلى قائمة الشهداء الصحراوين الخالدين ، يحصل كل هذا في ظل التعتيم الإعلامي و السكوت الدولي عن جرائم المخزن المستعمر في أرض الصحراء الغربية .
نحاول عبثا أن نتخيل لحظة الحادثة يطل جسد نحيل من شباك سيارة مهشمة ، إنه جسد المواطنة الصحراوية لالة البكاي المعدن القاسي يحمل و يحتضن الجسد الباحث عن نهاية لارتخائه ، ينتقل الموت بين الجسد و الحديد في الجسد يكون الموت مهزوما مرتخيا ، و في السيارة يكون الموت منتصرا و قاسيا، تجمع كثيف لأهالي المدينة المحتلة تجمع الأهالي حول سيارة مهشمة ، تمر لحظة يقف الجميع عن الحركة ينظرون بإتجاه سائق السيارة خلف المقود ، تطول اللحظة رغم الهيجان و هول سرعة تناثر أجزاء المكان ، تمر اللحظة بطيئة فيطل الموت و يقول ساخرا : بإمكانكم تخليص الجسد من السيارة أو تخليص السيارة من الجسد غير مهم ، المهم أن تنجزوا الأمر بسرعة ثمة أجساد أخرى علي جمعها في هذا الوطن الذي كان كريما قي تقديم القرابين و الشهداء و الضحايا منذ سنين و حتى الأن .
لالة البكاي إنها في قلب المعركة تلهب الحماس تسلط الضوء على بطولات ، تشعل من جمر الحب للدين و الوطن كلمات تبقى مسجلة في ورق الزمان تكون منارة لمن يهتدي و نموذجا مقروءا مكتوبا بدم القلب لنضال لا ينقطع ، مربيات مناضلات بالكلمة يرفدن بحروفهن و يصنعن في القلب جذوة تنشد أهزوجة للوطن ،  تضحية و بذل عن طيب خاطر و حياتها دور لا يؤديه غيرها و لا ينتظر فالعمل واجب و الدفع مقدم لتنال إما الكرامة أو الجنة .
فالمرأة الصحراوية و المناضلة الصلبة صحراوية المنشأ و الروح ، هيجت فى القلب مشاعر و دموع لا تساوي شيئا أمام الصخرة الشماء التى وقفت أمام الرياح العواتى إنها أم الأبطال إنها الوطن.
 نعم هى المرأة الصحراوية التى دفعت و ما زالت النصيب الأوفر و الأقسى لهذه الحرب الممتدة . 
و يكفي أن تعلموا أنه بدلا من أن يلقى المتهم جزاءه عن هذا الجرم الشنيع ، رفضت سلطات الإحتلال السماح بتحقيق مستقل في وقائع الحادثة ، و عبرت عن إمتناعها عن إجراء تحقيق جنائي بحق المتهمين.
مسنات ضحوا، مسنات الصحراء الغربية أصل و صمود إنهن جداتنا جذور الوطن .