الا ان الهالة التي احيطت بها، وكثرة اللجان التي شكلت لها ،ناهيك عن كثرة المواعيد والتاجيلات التي ضربت للاعلان عنها قد جعلت منها شئ اخر اكبر بكثير من حركية في السلك الدبلوماسي، اوتغيير جزئي في الحكومة او تغيير الحكومة كلها، فالكل ينتظر " هذي بوبة الشايعة ".
ويبدو ان هذا التكبير والتضخيم للقزم المنتظر، امر مقصود من لدن قيادتنا الوطنية، لانها لاتملك ما تقدمه للمواطنين الصحراويين سوى تكبير هذه الاشياء البسيطة لتجعل منها غاية في حد ذاتها، وتحاول ان تلهي بها الناس اكبر وقت ممكن ، دون إلاء اهمية للشلل الذي اصاب الدبلوماسية الصحراوية منذ الاعلان عن هذه الحركية، فالجميع اصبح على اعصابه في انتظار ماسيصدر من خلف الابواب المغلقة بالكتابة العامة او بمقر الخارجية، فما الذي سيتغير اذا اعلنت هذه الحركية واصبح فلان وزيرا بدل سفير؟ او اصبح علان سفيرا في كذا بدل كذا؟ اكيد لن يتغير شئ فلن تأتي بالاستقلال، ولن تخرجنا من احمادة تندوف، ولن تصبح بعدها القيادة اقل فسادا ولا قبلية، ولن نصبح بعدها اكثر املا في قادم الايام ، لأن فاقد الشئ لايعطيه وهذه القيادة منذ اكثر من 36 سنة وهي تتنقل بين المناصب السياسية والدبلوماسية لم تصل بنا الا الى هذه الحالة التي نحن عليها اليوم .
وما هذا التضخيم للحركية المرتقبة واللعب باعصاب المواطنين الا نتيجة لعجز السياسي بل افلاس السياسي لقيادة لم يعد لديها ما تقدمه لمواطنيها الا تعظيم الصغائر كما قال المتنبي :
وتعظم في عين الصغير صغارها .. وتصغر في عين العظيم العظائم
فهل يعلم الشعب الصحراوي ان هذه القيادة قد انتهت مدة صلاحيتها منذ سنين طويلة، ولم يعد في جعبتها ما تقدمه، وانها اصبحت تدافع عن بقائها على كراسي الرابوني اكثر من دفاعها عن الاستقلال.
