اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الرئيس وانا

كتب بواسطة : futurosahara on 18‏/09‏/2012 | الثلاثاء, سبتمبر 18, 2012



اسلامه الناجم
بعد طول تردد، امتثلت لرأي عدد من الاصدقاء، بان مقابلة الرئيس ستحل المسالة من جذورها، قلت - طول تردد- ليقيني ان الرئيس علم بالامر بطريقة او اخرى، فالقضية – توقيف عن العمل بسبب الراي- شغلت الرأي العام لمدة تزيد على الشهر، وحتى صحافة العدو رأت فيها ثغرة يمكنها ان تدخل منها وفعلت، ثم اننا نحن المعنيون بالامر، وكذلك اتحاد الصحافيين والكتاب الصحراويين راسلنا الجهات المتنفذة والرئاسة اولها، ومادام لم يحرك ساكنا، فالامر لايخرج عن احتمالين لاثالث لهما، اما انه هو شخصيا من يقف وراء المسالة ، او انه اقر وزيره على فعله، وفقا للحجج التي قدمها اليه . المهم قلت اقطع الشك باليقين، ولن اخسر شيئا ان قابلت الرجل، يسمعني مثل ما سمع الاخرين ، لاسيما ان معظم المواطنين الذين يقع عليهم ظلم المسؤول الاول في الجهة ونظرا لغياب قضاء يحتكم عنده ، صاروا يتوجهون مباشرة الى الرئيس باعتباره القاضي الاول في البلاد .
اسوة بهؤلاء المواطنين، وامتثالا لمشورة الاصدقاء، توجهنا الزميل الكوري سيداتي وانا الى "الكتابة العامة" ودون ان اطيل عليكم بتفاصيل قصة الدخول المعقدة، والانتظار الطويل لمقابلة دون ميعاد مسبق، جاء دورنا ونحن على يقين باننا لن ناخذ الكثير من وقت الرجل مثل من سبقونا، فالقضية عامة واضحة المعالم، و ليست خاصة ، ولا تحمل مطالب من اي نوع لا مادية ولا معنوية، فقط ضبط ادارة وزارة الاعلام، و دعوة وزبرها الى التراجع عن قرارات خاطئة اثارت ومازالت جدلا، الجميع في غنى عنه، لاسيما في هذه الظروف. 
لن تصدقوا ماحصل، ما ان دخلنا وتوسطنا المكتب، وتاكد الرئيس من ملامحنا، حتى هب واقفا تاركا كل بروتوكول متعارف عليه في مثل هذه المواقف، و تاركا وقار ومهابة منصب يمثل كل الصحراويين، خرج الرجل على كل عرف دبلوماسي او سياسي، ورفع صوته الى اقصى درجاته بان نخرج في الحال، ومع الصوت العالي كلام كثير، لايمكنني ان اعيده يكفي ان اقول انه لايليق بمقام الرئاسة .
سر هذا الغضب الذي في غير محله، هو ضيق صدر الرجل عن اي كلام عن الفساد المستشري في مفاصل الدولة والجبهة، او اي اشارة للوهن الذي يخيم على اداء المؤسسات، بعد ان تحولت في معظمها الى "فرقان" او املاك خاصة . او دعوتنا الدائمة لتمكين الديمقراطية واول مظاهرها التداول السلمي على السلطة، غير هذا السبب لا نعلمه ، فليس من رابط من اي نوع يربطنا بالرجل، واجزم انه لايعرفنا لا اسما ولا رسما الا من خلال موقع "المستقبل"، و اكيد ايضا ان الوشاية فعلت فعلها ، لكن هل تصح الوشاية عذرا ؟.
لوا ان نصف الغضب الذي رايناه نحن منه ، ضحى الاثنين 17/09/2012 اظهره لمن يستحق من وزراء وسفراء وولاة وغيرهم، لكان الحال غير الحال الذي يعرفه الجميع ويعيشه .
يا سيادة الرئيس ليسوا نحن من يستحق هذا الغضب، ومثل هذه المعاملة، و دون ان نزايد على احد او يزايد علينا، فما اكثر من يستحقها من الخونة و الفاسدين و لصوص المال العام و المهربين والمجرمين، واخرين اساءوا لك شخصيا كتابة في مواقع وجرائد دولية ثم كرمتهم وقربتهم، وليس صحافيين جاءا يبحثان عن حكم ينصفهما فوجدا خصما واي خصم .
الان وبعد ما رايناه وسمعناه، اتضحت الصورة و انكشف المستور، فقرار الوزير ليس له وانما تحمله بكل "اخلاص" و"صبر" عليه صبر ايوب و هو ما سبب له الكثير من الخلط والارتباك والتناقض.